مبادرة بداية جديدة لبناء الانسان المصرى التى تم تدشينها تحت رعاية رئيس الجمهورية من اهم واقوى المبادرات حيث تهدف إلى بناء الانسان بشكل متكامل والاستثمار فى رأس المال البشرى من خلال برامج عمل تستهدف تنمية الانسان وترسيخ الهوية لتحقيق رؤية مصر 2030 فى التنمية المستدامة فى مجالات الصحة والتعليم والثقاقة والرياضة وتوفير فرص العمل وتحسين جودة الحياة وتحقيق الحماية الاجتماعية من خلال خدمات وانشطة وبرامج متنوعة تستهدف كل الفئات العمرية لخلق اجيال صحية بدنيا ورياضيا تتمتع بالثقافة وتحافظ على القيم والاخلاق والمبادئ تكون قادرة على الابداع والابتكار.
الدكتور حسن شحاتة ـ الخبير التربوى و أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس ـ قال : إن بناء الإنسان هو الغاية والهدف من كل الأنشطة التى تقوم بها الدولة ، حيث تهدف لبناء إنسان صحيح جسدياً ذى قدرة عقلية على ممارسة الرياضة ، يمتلك قدراً مناسباً من ثقافة العصر الذى يعيش فيه ، والتعليم يعتبر الأساس فى بناء القوى البشرية و التنمية المستدامة للإنسان ، لذلك كان لابد من تعليم يوفر مناهج جديدة وأنشطة جديدة ومدارس ومعلمين .
أضاف شحاتة أن التعليم قضية مجتمع وليس قضية وزير أو وزارة وهنا يتعين أن يشارك فى منظومة التعليم وتطويرها ، المجتمع المدنى ، من رجال أعمال وجمعيات أهلية بجانب جهود الحكومة ، فتنمية 25 مليون متعلم ، أى قرابة ربع سكان مصر قضية وطن، فلا تستطيع الدولة أن توفر تعليماً جيداً بدون المشاركة المجتمعية ، والتى تتمثل فى بناء مدارس جديدة و تزويدها بالأنشطة الحديثة ،و معامل وتقنيات متقدمة لتصبح مدارس ذكية ، وهذا يتطلب توفير معلمين متخصصين ، منوهاً على وجود ميزانية صندوق لتمويل تعيين مدرسين جدد ،امكانية إصدار قرار بتكليف خريجى كليات التربية بالعمل فى التدريس وهذا التمويل يكون من قبل المجتمع المدنى و القطاع الخاص ، وهذا يتطلب وجود خطة استراتيجية لتطوير التعليم تكون مستقرة ومستمرة تراعى تحقيق أهداف التنمية ورؤية مصر2030.
الاستثمار البشري
الدكتورة عزة فتحى أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس و معهد الدراسات العربية ـ أكدت أن المبادرة اهتمت بالطفل من قبل الميلاد حتى الشيخوخة ، وكذلك بالهوية والشخصية المصرية ، وهذان أهم ما يميز المبادرة ويجعلانها مختلفة عن أية مبادرات أخرى ، وسنجد من خلالها أن التعليم سيناسب سوق العمل كما أنه سيتم تخفيف المناهج عن الطلاب و كذلك لكثافة الفصول مع عودة الأنشطة المدرسية وهذا ما تم اتخاذه للاستعداد للعام الدارسى الحالى .
يرى الدكتور محمد عبد العزيز أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس ـ أن المبادرة تراعى التربية والتعليم معاً لأننا نعانى من غياب منظومة القيم والهوية المصرية ، وحتى ننجح فى تطوير التعليم فلابد من تبنى معايير دولية تعليمية ناجحة ونعمل على تمصيرها ، وهنا يتم وضع القيم المراد تحقيقها و تحديد الفئة المستهدفة فى ظل وجود دراسات بحثية لمعالجة سلبيات المجتمع التى نعانى منها .
يرى دكتور حسام الشنشورى أستاذ إدارة الأعمال وخبير الاستشارات الإدارية أن مبادرة «بداية» تشتمل على مجموعة من الأهداف المرغوب الوصول إليها لتحقيق التنمية المستدامة وهى تعزيز الأمن القومى وتحقيق التنافسية والاستقرار السياسى وتحسين الصحة وتحسين التعليم ورفع جودة حياة المواطنين بشكل عام وربط سوق العمل بالتعليم ولكن جميعها تتحدث عن الخطوط العريضة بينما يجب التركيز على الاستراتيجيات والتفاصيل الهامة الواجب مراعاتها فمثلًا فى مجال التعليم يجب تنفيذ مجموعة آليات مثل تطوير المناهج خلال 6 شهور أو سنة على الأكثر وتحديد الأشخاص القائمين بعملية التطوير من ذوى الخبرة والكفاءة وفى مجال الصحة يجب معرفة الاستراتيجيات المتبعة لتحسين المستوى الصحى للمواطنين وأن تكون هناك أهداف استراتيجية فرعية بأن يتم مثلًا بناء 2000 مستشفى جديد وتحديد الطاقة الاستيعابية لكل مستشفى وعدد الأسرة وعدد أفراد العمل وصدور قانون تامين صحى شامل للمصريين وتطوير الكوادر الطبية ومساعدى الأطباء والتمريض.
أشار الشنشورى إلى أن المبادرة تمثل خطة شاملة متكاملة تؤدى إلى تطور المجتمع بشكل عام وتحتاج إلى متطلبات مالية ومصادر تمويل وميزانية مالية ضخمة جدا لأن كل بند من بنود المبادرة للأسف تم إهماله لسنوات طويلة جدًا مضت من عقود سابقة أدت إلى أنه وصل لمرحلة من الترهل والتردى وإعادته للشكل الرائع المخطط له بالمبادرة يحتاج إلى جهد كبير وأموال طائلة وتمويل مدروس واستراتيجيات بتفاصيل خطط من جهات أكاديمية وعملية تتعاون مع بعضها البعض وترجمة هذه الاستراتيجيات إلى موازنات وخطط زمنية قد تصل لعشرات السنين نستطيع من خلالها تحديد الاحتياجات المالية اللازمة مضيفا كلنا مع وخلف هذه المبادرة الرائعة ونتمنى أن تكلل بالنجاح بأن يلتف حولها كل الشعب المصري.
تؤكد دكتورة فاطمة الروبى دكتوراه العلوم الإنسانية جامعة عين شمس واستشارى تعديل السلوك والإرشاد النفسى والتنمية البشرية أن «بداية جديدة» أقوى وأهم المبادرات ولا تقل أهمية عن مبادرة «100 مليون صحة»حيث تعتمد على الإنسان نفسه وتهتم ببناء الانسان والاستثمار فى البشر وترسيخ الهوية المصرية مشيرة إلى أن بناء الإنسان يجب أن يشمل الجانب الروحانى والذاتى والاجتماعى والصحى والعلمى وكل ما يربطه بالمجتمع والبيئة المحيطة وتوضح أن تنفيذ هذه المبادرة سوف ينقل المواطن المصرى وخاصة الشباب إلى مكان أفضل.
اشارت إلى أن اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية هذا التوقيت لتدشين المبادرة لأنه الوقت الأنسب لـ «بداية جديدة» بعد أن تم القضاء على العشوائيات ودعم الاقتصاد الوطنى وتنفيذ العديد من المبادرات الصحية والاقتصادية فقد آن الأوان لبناء الإنسان ورفع مستواه الثقافى والعلمى وخلق العامل البشرى الذى يهتم بكل أركان الحياة مشيرة إلى انه يجب مراعاة مجموعة من الآليات حتى تحقق المبادرة الأهداف المرجوة منها أهمها برامج التوعية والتثقيف وتطوير الذات وتوظيف القدرات الشخصية خاصة داخل المدارس بداية من المرحلة الابتدائية وتدريب النشء منذ الصغر على اتخاذ القرار والاعتماد على النفس وتحمل المسئولية وكلما زاد العمر زادت المسئوليات مما يصقل الشخصية وينمى الذات مع التركيز على عنصر إدارة الوقت كأحد عناصر المبادرة ومراعاة ساعات النوم فى الأوقات المناسبة للنمو وبناء الخلايا واحترام ساعات العمل وساعات الراحة والترفيه وقضاء المناسبات والزيارات الاجتماعية والبعد عن إدمان الموبايل ووسائل التواصل الاجتماعى مشيرة إلى التأثير الإيجابى للمبادرة فى تطوير كل مجالات العمل الصناعية والاقتصادية وحتى الزراعية بعد تطوير العنصر البشرى حيث أنه مهما كان المجتمع متطورًا تكنولوجيًا إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن البشر الذى يصنع التكنولوجيا ويستخدمها.
توضح دكتورة عطيات الصادق استشارى العلاقات الإنسانية والأسرية وخبير التنمية البشرية أن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة» تستهدف بناء الإنسان المصرى بشكل متكامل وفقًا لرؤية مصر 2030 حيث تهدف المبادرة إلى تحسين جودة حياة المواطنين من خلال عدة مجالات على رأسها التعليم والصحة والرياضة والثقافة كما أنها سوف تشتمل على مجموعة من الخدمات مثل تنمية المهارات البشرية وخلق فرص عمل متنوعة وتقديم خدمات مجتمعية وصحية متكاملة تشمل جميع الفئات العمرية وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات لتحسين جودة الخدمات المقدمة فى مجالات الصحة والتعليم والرياضة فى إطار من التنسيق بين الجهات الحكومية والمجتمع المدنى بالشكل الذى يضمن التوزيع الجغرافى والزمنى العادل لتلك الخدمات مع مراعاة جانب غاية فى الأهمية وهو دعم الشباب من خلال توفير الفرص والبرامج التدريبية التى تؤهلهم لسوق العمل وتشيد ببرامج «سفراء المبادرة» الذين سوف يلعبون دورًا هامًا فى نشر القيم المجتمعية والمشاركة فى التنمية مضيفة أن التنمية البشرية وتطوير الإنسان المصرى وتعزيز قيم الهوية المصرية- من أهم ملامح المبادرة.