«بداية» ليست مجرد اسم رنان نردده على مسامعنا لكنها رؤية إستراتيجية لبناء الإنسان المصرى فى الجمهورية الجديدة ضمن مشروع قومى للتنمية البشرية يهدف إلى بناء الشخصية المستنيرة القوية الواعية المدركة لما يحيط بالوطن من متغيرات وتحديات فى عالم متغير يحتاج من المواطن ان يتسلح بالعلم والمعرفة والثقافة والأخلاق لمواكبة المستقبل.. وبالفعل هى إعلان واسع النطاق لتدشين عقد اجتماعى جديد للمواطن المصري.. انها أى بداية خريطة طريق جديد فى صياغة عقد اجتماعى جديد بين المواطن والدولة ليس طرفاً واحداً بل من طرفين متلازمين كل منهما حريص على نجاح الآخر فى تكامل وتعاون شامل.
«بداية» الرؤية والصياغة والتفاعل هى بناء وتعاون جماعى ينخرط تحت لوائه قطاعات الدولة المختلفة الحكومى والخاص ومؤسسات المجتمع وتحسين مستوى حياة المواطن ومعيشته والاستجابة الجادة لطموحات شباب مصر فى الجمهورية الجديدة.. وكذا تمكين المرأة بكل مستوياتها وبمواقعها المختلفة فى اركان الدولة عملياً واكاديمياً وربة منزل.
وإذا نظرنا إلى فكرة المشروع بمعناه الفكرى فهو عبارة عن مبادرة مجتمعية لها هدف كبير من المهم السعى لتحقيقه لخدمة الشعب هذه الفكرة الشاملة اطلقت عقب دراسة وافية واستقراء دقيق لــ ١١ عاماً مضت بعد ثورة 30 يونيو 2013 للتأكيد على ان الدول لا تقف عند رؤية واحدة بل الرؤى تتجدد وتتطور بحسب مجريات الاحداث واحتياجات المواطن.
ما يميز هذه المبادرة رفيعة المستوى «بداية» انها تستهدف صياعة عقد اجتماعى جديد لكل المواطنين بمختلف اعمارهم ومستوياتهم الفكرية والعلمية والاجتماعية وفى كل خريطة مصر بمحافظاتها المختلفة من أجل الاستفادة الشاملة والجماعية من موارد الدولة.
ولتحقيق ذلك تشير المبادرة بحسب ما هو مخطط لها على الاهتمام بعناصر اساسية فى مقدمتها جودة الحياة واستثمار رأس المال البشرى وتنمية الإنسان والأخيرة هى الرقم الصعب فى نجاح مبادرة بداية حيث ان ثروات الشعوب تقاس بكودرها البشرية وتعد الثروة البشرية المعيار الاساسى لتقييم الدولة المصرية الجديدة التى تبنى وبسواعد وعقول ابنائها.. وسط اهتمام كبير بالتعليم وتطويره وان تكون مخرجات متواكبة واحتياجات العقد الجديد فى الجمهورية الجديدة.
المواطن أولاً
من أساسيات المبادرة التى انطلقت من ساحة الشعب بالعاصمة الإدارية الجديدة هى أن المواطن «الفرد» هو العنصر الأساسى فى هذه المبادرة وهو اللبنة الأساسية للتشكيل الجماعى ضمن منظومة الانتماء والهوية المصرية.. وهذا الفكر الجديد هو معيار تقدم الدولة المصرية التى تتميز بنسيجها الوطنى الذى يرسم خطى المستقبل.
المبادرة «بداية» تعنى حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن يكون «المواطن أولاً» ليس مجرد شعار يقال إعلامياً بل حقيقة على أرض الواقع بتحقيق طموحاته وتحسين الخدمات المقدمة له فى كافة المجالات وفى القرية والمدينة والنجع كل سواء بسواء.. مع استحداث خدمات جديدة تواكب العصر يحتاجها المواطن ومن خلالها يتم رفع الأعباء الاقتصادية عن كاهله بتسهيل حصوله على خدمات متميزة وعصرية فى آن واحد.. والمتابع لاحتفالية الانطلاقة الثلاثاء الماضى فى «ساحة الشعب» بالعاصمة الإدارية بحضور د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء يرى من خلال الحضور الوزارى والمسئولين ومؤسسات المجتمع المدنى والعدد الضخم من رجال الصحافة والإعلام أن انطلاق هذه المبادرة وبالتحديد وسط الأحداث الكبيرة فى منطقنا تعكس أن الدولة قيادة ومسئولين تسير على عدة محاور لتحقيق طموحات المواطن.. وانطلاق المبادرة بملف التنمية البشرية «المصطلح الجديد القديم» العائد بقوة مع الوزير د.خالد عبدالغفار يؤكد أن توجيهات القيادة السياسية تضع فى كل خطواتها الإنسان المصرى وتنميته وتكثيف الخدمات المقدمة له.. وتجسد اهتمام الدولة بالمواطن.
1.2 مليون جرعة إشعاع
إن القوافل التى يتجاوز عددها 5600 قافلة تجوب المحافظات لتقديم الخدمات التى فى المقدمة بالطبع «طبية» سيكون له المردود المحسوس الإيجابى فى ظل القضاء على قوائم الانتظار أو بالأساس «تصفيرها» فى المراكز العلاجية بجميع التخصصات.
ومن واقع الأرقام يجب أن نقف بالتقدير والاحترام عند إعلان رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء عن خدمات الصحة ضمن انطلاق بداية وهو ما أكده نائب رئيس الوزراء د. خالد عبدالغفار فمثلاً تقديم 1.2 مليون جرعة اشعاع كيماوى عبر جلسات مختلفة إضافة إلى استصدار نحو مليون قرار علاج على نفقة الدولة خلال مائة يوم بالتحديد 980 ألف قرار.. وتقديم 447 ألف جلسة غسيل كلوي.. مع تقديم خدمات جديدة مستحدثة لأول مرة فى مصر تقريباً لكبار السن وذوى الهمم وخدمات تقدم للمواطن فى منزله دون عناء أضف إلى ذلك خدمات كبار السن لتسليم العلاج منزلياً مع خدمات أخرى كالتصديقات والكشف المنزلية.. كل هذا رؤية جديدة تقدمها «بداية» لتؤكد للمواطن أن العقد الاجتماعى يسير فى طريقه الحديث والصحيح نحو تحسين خدمات المواطنين دون استثناء.
وتشمل خدمات المبادرة ضمن خريطتها «الذكية» مد فترة العمل الحكومى إلى فترات مسائية لإنجاز احتياجات المواطن فى مكاتب الصحة والتأمين والشهر العقارى فى منظومة اجتماعية صحية ثقافية متكاملة.
تدخل المبادرة «بداية» على خط تنمية الوعى وتعميق الانتماء من خلال تحديث الخطاب الدينى المستنير وإعلاء القيم والأخلاق والسلوك الحسن عبر ندوات خصصت لهذا الغرض تتكاتف فيها كل أجهزة الدولة وهيئاتها ومؤسساتها المختلفة.. وهذا يقودنا إلى نقطة مهمة وهى التثقيف الأسرى ورفع الوعى للمواطن.
بكل المراحل من الطفولة حتى أخر مدى وللرجال والنساء..
ونظرًا لأن الوعى مهم بالمشكلة السكانية فإن «بداية» وضعت استراتيجية واسعة لشرح تفاصيل هذه القضية المزمنة التى تلتهم فيها الزيادة السكانية كل خطط التنمية وبالتالى كشفت بداية فى هذا الشق خطوات جادة حول القضية السكانية بمشاركة الاعلام والمسجد والكنيسة والمؤسسات الاكاديمية بالجامعات والاندية الرياضية وقصور الثقافة عبر ندوات تهدف التأكيد على الثوابت فى بناء الدولة القوية وتقديم خدمات تعليمية واجتماعية واقتصادية يستلزم الاهتمام بالتوازن السكانى فى عدد افراد الاسرة الواحدة وان بناء اسرة قوية يستلزم خدمات صحية وتعليمية واجتماعية تناسب عدد افرادها ومن هنا تحسين الخصائص السكانية فى الدولة خطوات مهمة لمستقبل افضل وبناء اسرة سليمة بلا معوقات.
هنا علينا أن نشير إلى أن تعاون الدولة ومؤسساتها المختلفة هو السبيل المهم لنجاح «بداية» وتحقيق هدفها المنشود واشير فى هذا الخصوص كمثال وليس حصرا إلى دور الوزارات بجانب الازهر الشريف والكنيسة المصرية والبنك المركزى اضافة إلى اجهزة الدولة المختلفة كجهاز تنمية المشروعات والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر والمجلس القومى للمرأة والطفولة وصندوق «تحيا مصر» تكاتف هذه الاجهزة سيدعم ليس انطلاقة المرحلة الحالية التى خرجت من ساحة الشعب ولكن للبناء على مراحل جديدة بعد انتهاء هذه المرحلة من تحقيق اهدافها.
ان مشروع «بداية» هو رسم خريطة طريق للمواطن والانسان المصرى نحو بناء التنمية الذاتية صحيًا وثقافيًا وتعليميًا واجتماعيًا وسلوكيًا ورياضيًا.. وفى النهاية يستقبل المجتمع مواطناً صالًحا واعيًا مدركًا للتحديات قادرًا على بناء مجتمع سليم يشارك ويتشارك معه.
ومن هنا نجد ان المشروع يرتكز على برامج اساسية ثلاثة مع برامج فرعية اخرى وهى التعامل العمرى من لحظة الولادة حتى سن ستة اعوام تمتد بعد ذلك فى مرحلة اخرى إلى 18 عاما وتمتد فى شقها الثالث إلى ما بعد الـ 65.. مصحوبة ببرامج تدريبية لتنمية القدرات والخبرات قبل ان يتقدم المواطن إلى سوق العمل المناسب.. ان انطلاق بداية هى نقطة تحول مهمة فى المجتمع المصرى نجاحها هو التفاعل الايجابى والادراك الواعى للموطن بأهمية انطلاق «بداية» لصالح الوطن فى كل ربوع الجمهورية.
تفاعل المحافظات
وبلا شك ما لمسه المواطن من التفاعل السريع للانطلاق فى المحافظات والتى تزامنت مع ما تم فى ساحة الشعب «بالعاصمة الادارية» بمشاركة المحافظات باجهزتها والجامعات المختلفة يعكس الرؤية الواضحة من هذه المشاركة المجتمعية الواسعة يساندها معارض الخدمات الغذائية.. التى تتعامل مع القوافل المختلفة والندوات كل هذا يصب فى صالح المواطن وبناء رؤية شاملة نحو استراتيجية الوطن 2030.