«الشهيد» لقب ومكانة عظيمة فى الدنيا والآخرة لا يمنحها الله تعالى إلا لمن يستحقها ولا ينالها إلا من عمل لها، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لا يولون الأدبار، اختصهم الله بمنزلة عالية فى جنات الخلد والنعيم، يجاورون النبيين والصديقين.. رجال لا يعرفون الخوف ولا يهابون الموت، يعيشون سيفًا ودرعًا للوطن.. ويموتون فى سبيل العزة والكرامة، يقدمون الغالى والنفيس من أجل أن تبقى مصر آمنة مستقرة.. وأرضها مستقلة ويكتبون بدمائهم الذكية تاريخ وطن عريق علم الدنيا كلها معنى الأرض والعرض، الحضارة والسلام، ودائماً مصر لا تنسى هؤلاءالأبطال، وهو ما حدث مع الشهيد البطل فوزى عبدالمولى، ففى مفاجأة غريبة أشبه بالمعجزة تناولتها وسائل الإعلام المحلية والدولية، عثرت أسرة من الإسكندرية على رفات ابنها البطل الشهيد بعد مرور ما يقرب من 57 عاما انقطعت خلالها أخباره عقب المشاركة فى حرب 1967، فقد اكتشفت إحدى مؤسسات المجتمع المدنى رفات الجندى فوزى محمد عبد المولى فى الحسنة بوسط سيناء حيث تم العثور على رفاته يجاوره بطاقته الشخصية وصور له وعائلته بالإضافة إلى بعض من متعلقاته، وقامت الجهات المعنية بإبلاغ أسرته وتسليم رفاته ومتعلقاته، وشُيعت فى الإسكندرية جنازته وسط مراسم عسكرية مهيبة بمنطقة الدخيلة غرب الإسكندرية، ليدفن فى مقابر عائلته عقب وصول رفاته من المستشفى العسكرى بالسويس، حيث استقبل المشيعون الجثمان ملفوفا فى علم مصر بالأفراح والزغاريد، فيما أطلق الجنود طلقات نارية تكريمًا للشهيد، وعزفت الموسيقى العسكرية.
الشهيد البطل فوزى محمد عبد المولى ولد فى 18 يناير 1945، وشارك فى حرب 1967 بينما كان عمره 22 عاما وهناك انقطعت اخباره واعتبرته الأسرة شهيدا فى الحرب.
وبعد مرور هذه السنوات، قاد القدر ابن شقيق الشهيد لمشاهدة أحد المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» رأى خلالها صورة لوالده بجوار شخص لا يعرفه يبحث المنشور عن أسرته.
وروى المنشور قصة البطل والعثور على رفاته تجاوره عدد من الصور لأقاربه وأصدقائه، بالإضافة إلى بعض الأوراق التى اكدت أنه أحد الجنود الذين واجهوا الهجوم الإسرائيلى على سيناء فى 5 يونيو 1967.
وبالتواصل أبلغت الجهات المعنية ابن شقيق الشهيد أن الجثمان موجود فى مستشفى السويس العسكري، وعلى أحد أشقاء البطل الذهاب للمستشفى وعمل تحليل DNA لمطابقته، وبالفعل اكدت التحاليل تطابق العينة، وتم استلام الرفات ودفنه فى مقابر العائلة بعد جنازة تليق بالشهيد.. بما يؤكد أن مصر لا تنسى أبداً أبنائها ولا من ضحوا من أجلها، وتحرص على تعظيم شهدائها تقديراً لتضحايتهم العظيمة واحتراماً لدمائهم الذكية.