اقتحمت الدبابات الإسرائيلية أسوار مجمع ناصر الطبى بعد حصار استمر لمدة 23 يوما وحولته لثكنة عسكرية. واستشهد مواطن واصيب عدد آخر بعد أن أطلق الاحتلال نيرانه باتجاه أحد الأقسام فى المجمع الطبي.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مئات النازحين من المواطنين والطواقم الطبية لايزالون فى المجمع، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المرضى العاجزين عن الحركة ومرافقيهم بالإضافة إلى مرضى العناية الفائقة والأطفال الخدج.
وأشارت الوزارة الى أن الاحتلال استهدف مقر الاسعاف وخيام النازحين وجرّف المقابر الجماعية داخل مجمع ناصر الطبي. وأكدت أن الاحتلال أجبر ما تبقى من النازحين وعائلات الطواقم الطبية الى النزوح القسرى من مجمع ناصر الطبى فجر أمس تحت القصف والتهديد.
ورغم القلق والخوف فقد تزاحمت أعداد كبيرة من النازحين الذين أجبرهم الجيش الإسرائيلى على مغادرة مجمع ناصر الطبي، على مدينة رفح حنوب قطاع غزة، التى لم تنج من القصف المدفعى خاصة المناطق الشرقية منها.
جاء ذلك بينما واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 132 من العدوان مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحي.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلى ١١ مجزرة ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 103 شهداء و 145 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية لترتفع حصيلة العدوان الاسرائيلى الى 28576 شهيدا و 68291 اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي. وأغارت طائرات إسرائيلية على محيط مدينة حمد شمالى غربى مدينة خان يونس جنوبى قطاع غزة.
وفى رفح جنوب قطاع غزة وصلت إلى المدينة أعداد كبيرة من النازحين الذى اجبرهم جيش الاحتلال على مغادرة مجمع ناصر الطبي، وذلك وسط استمرار القصف المدفعى خاصة المناطق الشرقية منها.
وفى الوسطي، ارتفع الشهداء إلى 15 جرّاء قصف إسرائيلى استهدف منزلًا لعائلة «نويجع» غربى النصيرات. وارتقى ستة شهداء واصيب 18 بجراح جراء قصف إسرائيلى استهدف منطقة أبو عربان خلف مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة.
ونفذت طائرات الاحتلال أحزمة نارية جنوب دير البلح . كما ووقعت عدة إصابات فى قصف إسرائيلى استهدف منزلا بمخيم المغازى وسط قطاع غزة. واستشهد سبعة مواطنين فى قصف سيارتين بمدينة غزة الاولى قرب بركة الشيخ رضوان ما اسفر عن استشهاد اربعة مواطنين من عائلة الغفرى هم معتز الغفرى وزوجته وطفليه .
من ناحية أخري، أصدرت سلطات الاحتلال أمس قرارا بالاستيلاء على 18 دونما (4 أفدنة) من أراضى قرية دير دبوان شرق مدينة رام الله. وأفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فى بيان صادر عنها أن الاحتلال أصدر قرارا «بوضع اليد» على الأراضى بحجة «أغراض عسكرية عاجلة»، من خلال تشكيل منطقة عازلة حول مستوطنة «متسبيه داني» المقامة على أراضى المواطنين.
ولفتت إلى أن استيلاء الاحتلال على أراضى المواطنين يعبر عن تنفيذ فعلى لفكرة المناطق العازلة التى اقترحها الوزير الاسرائيلى «سموتريتش» مطلع العدوان فى السابع من أكتوبر الماضي.
وبهذا القرار، يصبح هناك ثلاثة أوامر متتالية بالطريقة نفسها (مناطق عازلة حول المستوطنات تمنع المواطنين من الوصول إلى مساحات شاسعة، فى ديراستيا قرب مستعمرة «رفافا»، والمزرعة الغربية حول البؤرة الاستيطانية «حراشة»).
من جانبه، حذر برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، من أن تصاعد الاعتقالات والقيود الإسرائيلية على الحركة فى الضفة الغربية، يزيد من معدل الجوع بين الفلسطينيين.
وحسب موقع أنباء الأمم المتحدة انخفض الناتج المحلى الإجمالى لفلسطين فى الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023 بنسبة 22 فى المائة.
وأرجع التقرير هذا الانخفاض إلى عوامل مختلفة، بما فى ذلك الإغلاقات فى الضفة الغربية، وتسريح أعداد كبيرة من العمال الفلسطينيين فى إسرائيل، كما ارتفع معدل البطالة إلى 29 فى المائة فى هذه الفترة، مقارنة بـ 13 فى المائة فقط فى الأشهر الثلاثة التى سبقت.
وقال البرنامج الأممى إن «مئات الآلاف منهم فقدوا تصاريح عملهم فى إسرائيل ولا يستطيعون مغادرة الضفة، فى حين أن النشاط التجارى داخل الأرض الفلسطينية المحتلة محدود، ما يعرض الاقتصاد والوضع الإنسانى لخطر مزيد من التدهور».
وأشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر الماضي، يشهد الوضع فى الضفة الغربية تدهورا سياسيا واقتصاديا، وفرض قيود إسرائيلية على الحركة، وإنشاء حواجز عسكرية إضافية، ما حد من حرية الحركة بشكل كبير.
ووفقا لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، فقد عدد كبير من العمال وظائفهم، واضطرت الشركات إلى الإغلاق أو تقليص حجمها، فيما تواجه السلطة الفلسطينية نقصا حادا فى التمويل، ما يؤثر على رواتب موظفى الخدمة المدنية.