دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجلس الاقتصادى والاجتماعي، إلى وضع خطة عمل عاجلة ذات أفق زمنى محدد لتنفيذ مضمون وثيقة الاستجابة الإنسانية التى تقدمت بها دولة فلسطين، والتى تشمل مختلف المجالات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية فى كافة الأراضى الفلسطينية وتهدف إلى التخفيف من شدة الصعوبات المعيشية التى يكابدها الفلسطينيون بشكل يومي.
جاء ذلك فى كلمة أبو الغيط أمس بالجلسة الافتتاحية للدورة العادية «٣١١» للمجلس الاقتصادى والاجتماعى على المستوى الوزارى برئاسة الأردن .
قال أبو الغيط إن أعمال هذه الدورة تنعقد وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد والخطورة،مشيرا على نحو خاص إلى تلك التى يشهدها قطاع غزة الصامد منذ تاريخ 7 أكتوبر الماضي، وما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم إبادة جماعية ترتكبها قوة الاحتلال،وسط عجز دولى شجع الاحتلال على الاستمرار فى همجيته.
وأضاف أن هذا الاحتلال لم يعد يخفى خططه الممعنة فى الوحشية والمتجردة من كافة الإنسانية، ونتابع جميعا بقلق شديد ما يعلن عنه قادة الاحتلال من عزمهم اجتياح مدينة رفح التى فرّ إليها أكثر من 1.4 مليون فلسطينى هربا من القصف العشوائى لباقى أراضى القطاع،منبها إلى أن هذا الاجتياح إن حدث، يهدد بكارثة إنسانية واشتعال للوضع الإقليمى على نحو نحذّر منه بشدة ومعنا عقلاء كثيرون عبر العالم -من بينهم حتى داعمون للاحتلال- من تبعاته وآثاره الممتدة على كافة الأصعدة.
ناشد أبو الغيط كل الأطراف التى تدرك خطورة الموقف التحرك بشكل عاجل لوقف هذه الخطط الجنونية قبل فوات الأوان، مشيرا إلى أن تلك الأحداث الأليمة أزاحت الستار عن الوجه الحقيقى والقبيح للمعايير المزدوجة للسياسة الدولية، إذ تحطمت المبادئ وتلاشت حين اصطدمت بجدار الأمر الواقع.. وسقطت الأقنعة عن وجوه من يدّعون الدفاع عن القيم الإنسانية أولئك الذين يدافعون عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها وينكرون أنها قوة محتلة أو يتعامون عن هذه الحقيقة ويلتفون عليها.
وتساءل أبو الغيط : ما قيمة العدالة والنظم الدولية إن ظلت عاجزة عن تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء هذه المذبحة اليومية البشعة؟
أكد أن العرب عبروا بوضوح وعلى نحو لا لبس فيه عن رفضهم القاطع لكل محاولات إسرائيل تصفية القضية الفلسطينية وتهجير السكان من أراضيهم مستغلة أحداث 7 أكتوبر لتسريع وتيرة تنفيذ مخططات التطهير العرقى وأوهام الانفراد بالأرض كلها من النهر إلى البحر، وكأنها أرض بلا سكان.
ووجه أبو الغيط حديثه للمشاركين فى الاجتماع قائلا : «إنكم تمثلون قطاعات الاقتصاد والتجارة والتنمية فى الدول الأعضاء، وتدركون جيدا كيف يتأثر عموم المنطقة العربية سلباً عندما تتعرض أجزاء منها لأزمات عنيفة»، منبها إلى أن الحرب أدت إلى اضطراب طال الإقليم بأكمله، مع احتمالات بتصعيد أكبر للموقف، وما تمخض عن هذا كله من تبعات سلبية على الوضع الاقتصادى خاصة فى ضوء التهديدات الأمنية المتزايدة فى البحر الأحمر والمخاوف من تعطل سلاسل الإمداد، فضلاً عن تراجع السياحة والأضرار التى أصابت مناخ الاستثمار.
قال الأمين العام إن تواتر الأزمات جعل الأولويات العربية تركز فى المرحلة الحالية على إنقاذ الحاضر، وتقليل الخسائر، بدلاً من التطلع للمستقبل، وعلينا أن ندرك أن هذه الصعوبات والأزمات تدفعنا إلى تعاضد أكبر، وتعاون أوثق، إذ لن تُحلّ المشكلات سوى بالعمل الجماعى على كافة الأصعدة تحت مظلة الجامعة العربية التى يعد تحقيق الاستقرار والتنمية مقصدا رئيسا من مقاصدها السامية.