لم تشهد سيناء فى تاريخها هذا الاهتمام غير المسبوق الآن فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى على كافة الاصعدة وفى مختلف المجالات، لأنه أدرك مبكرًا أنها مستهدفة، وأنها مطلوبة لقوى الشر، لذلك احاكوا لها المؤامرات والمخططات، من أجل تحقيق أطماعهم وأوهامهم وليس جديدًا على سيناء، تلك البقعة الاستراتيجية، المقدسة، التى شهدت على مدار تاريخها أمجادًا وبطولات وانتصارات مصرية ضد المستعمر والمحتل، والمتآمر والإرهابى وتصدت لكافة الأوهام، ومخططات الشيطان لمحاولات نزعها من الجسد المصري، وهو ما يعد عند المصريين، قضية حياة أو موت فالأرض عند هذا الشعب مثل العرض.
تعرضت سيناء فى غفلة من الزمن لاحتلال صهيونى فى 5 يونيو 1967، ساعتها لم تنم عيون المصريين ولا جيشهم العظيم واعلنوا بصوت واحد، وبلسان الحق والإرادة الصلبة، والاستعداد للتضحية ما أخذ بالقوة، لن يسترد إلا بالقوة وخاضت مصر على مدار 6 سنوات ملاحم بطولية، ولقنت العدو الصهيونى المتغطرس دروسًا مؤلمة وقاسية انتهت بأعظم انتصارات العسكرية المصرية، ملحمة العبور فى أكتوبر 1973 واستعادت مصر كامل تراب سيناء وأخرها طابا فى معركة دبلوماسية وقانونية استندت على نصر عسكرى فريد، بما يعكس عبقرية الإنسان المصرى فى كافة المجالات.
الحرب والمؤامرة على سيناء لم تنته بعد فقد خاضت (مصر ــ السيسي) معركة لا تقل أهمية عن معركة العبور، هى معركة ضد الإرهاب، وجحافله الذى أراد تركيع الدولة المصرية، وافقادها السيطرة على سيناء من أجل تحقيق هدف واحد لا يختلف على مر العصور وهى فصل سيناء عن الوطن، لتحقيق مخططات صهيونية بأدوات تتاجر بالإسلام، وترفع زيفًًا وبهتانًا رايته، وأيقن الجميع أنهم مجرد أدوات وعملاء وخونة، انتصرت مصر ولقنت العالم درسًا جديدًا فى الدفاع عن أرض الوطن وحماية ترابه وحدوده، ودحرت الإرهاب الأسود متفردة، وقدمت تضحيات عظيمة من أرواح ودماء أبطال جيش مصر العظيم، وأبناء مصر الشرفاء، وغرست أرواح أكثر من 3 آلاف شهيد، و12 ألف مصاب بذور الكرامة والإرادة والشموخ المصري، بل وزرعت، حصاد البناء والتنمية والتعمير فى ملحمة، ومشروع وطنى قوى لتنمية وتعمير سيناء، استثمرت فيه الدولة المصرية، ميزانية تليق بتحقيق هذا الهدف الذى طال انتظاره وتحقق على يد وفى عهد الرئيس السيسى على مرحلتين، الأولى لإعداد وتأهيل البنية التحتية والاساسية، وبتكلفة تقترب من 650 مليار جنيه والثانية لاطلاق طفرات صناعية وزراعية وسياحية تحولها إلى مركز وثقل عالمى واستثماري.
فلسفة ورؤية الرئيس السيسى فى التعامل مع ملحمة التنمية فى سيناء بعد تطهيرها من الإرهاب الأسود، تركز على الحماية الكاملة والشاملة والمضاعفة، وعدم السماح بتكرار ما حدث من قبل، وتأمين هذه الأرض المقدسة من الاطماع والمؤامرات والمخططات التى تستهدف حصنها أو مشروعات مشبوهة لقوى الشر تريد تنفيذها على مدار عقود، فما يجرى من عدوان إسرائيلي، على قطاع غزة من عدوان وحرب إبادة وتصفية للفلسطينيين وتفريغ القطاع من سكانه ودفعهم واجبارهم إلى النزوح إلى الحدود المصرية من أجل أوهام التوطين فى سيناء، وتصدت مصر ورفضت بشكل قاطع كافة المحاولات، والمطالبات، والضغوط والإغراءات والابتزاز والحصار وأعلن الرئيس السيسى للجميع وبوضوح أن سيناء كانت وستظل أرضاً مصرية، وقضية أمن قومي، لا تفريط أو تهاون فى حمايتها وقالها مدوية سيناء «يا تبقى مصرية يا نموت على أرضها»، بل وتوعد من يستهدفها أو يجرؤ على الاقدام على المساس بها بالسحق.
الحقيقة أن سيناء باتت أكثر أمنًا وأمانًا واطمئنانا على كل حبة رمل فيها وأكثر من أى عهد مضي، فالسيسى حقق وأنجز برؤية وإرادة صلبة ما لم يتم تحقيقه على مدار التاريخ فى سيناء وباتت حمايتها مضاعفة سواء بقوة الرجال من أبطال جيش مصر العظيم أو قوة البناء الاستراتيجى على أرضها وانتشار التنمية فى كافة ربوعها، والاهتمام بتوفير الحياة الكريمة لأهلها إذا كان الرئيس السيسى حقق هذا الانجاز العظيم برؤية ثاقبة، واستشراف للمستقبل فإن علينا دورًا كبيرًا نحن كشعب ومؤسسات يجب أن ننجزه وهو تفعيل القوى الناعمة لصالح سيناء ولدى رؤية واجتهاد لتحقيق ذلك كالتالي:ـ
أولاً: تكثيف الأعمال الدرامية والسينمائية عن سيناء وليس فى تاريخ البطولات والانتصارات والامجاد وتحقيق الانتصارات ولكن فى تناول حياة أهالينا الشرفاء فى سيناء، وتقاليدهم وعاداتهم والأصول الوطنية والأخلاقية التى تربوا عليها، وتضحياتهم، وفنونهم واهتماماتهم، وشواغلهم، على الأقل مسلسل درامى سنوي، وتقديم الفن والغناء السيناوى المصرى فى وسائل الإعلام، والإذاعات، والحفلات الغنائية، وتبنى فاعليات ثقافية لا تمثل الطابع السيناوى المصرى فحسب ولكن تعبر عن هوية هذا الوطن، وتأثير وعطاء أهالينا فى سيناء من الناحية الثقافية.
ثانيًا: استفادة الزخم السياحى لسيناء ولديها مقومات ذلك ولا أقصد هنا شرم الشيخ ولكن سواحل المتوسط فى العريش، واقامة الفنادق والمنتجعات لجذب المصريين من كافة ربوع الوطن.. واقامة برنامج أو مهرجان سنوى متنوع وحافل على غرار قوة مهرجان العلمين، وستكون العريش، وغيرها من المدن المصرية فى سيناء من أهم مصايف ومنتجعات مصر.
ثالثًا: اقامة ستاد دولى أو أكثر لكرة القدم لا يقل عن الاستادات العملاقة فى مصر لاقامة البطولات الرياضية، وأيضا مباريات كرة القدم فى الدورى المصرى والكأس مثل لقاءات المصرى والإسماعيلى مع الأهلى والزمالك بدلاً من برج العرب.
ــ إقامة مباريات الأهلى والزمالك والأندية المصرية فى بطولات أفريقيا فى سيناء.
ــ دعوة الفرق العالمية والأوروبية لإقامة معسكرات الإعداد السنوية فى سيناء وتوجيه الدعوة للفرق التى يلعب بها نجومنا المصريون، مثل دعوة ليفربول ويستطيع محمد صلاح نجمنا العالمى أن يكون مؤثرًا فى هذا الجانب بالإضافة إلى اقامة العديد من مباريات المنتخب، وتنظيم بطولات فى الرياضات المختلفة، عربية أو أفريقية بشكل خاص فى سيناء وتحديدًا شمال سيناء.
ــ رؤية الرئيس السيسي، هى تعظيم الكثافة السكانية فى سيناء، والدولة توفر فرص العمل لأهالينا وشبابنا فى سيناء فى المشروعات القومية فيها، لكن الناقص يمكن تقديم فرص ثمينة ومغرية للعمل للشباب المصري، والإقامة وبمرتبات مغرية ويمكن منحهم الوحدة السكنية بأى نظام تحدده الدولة.
من المهم التوسع فى اقامة الفنادق والمنتجعات والمصايف والملاعب الرياضية الكبرى والصالات الرياضية، لتكون سيناء قبلة هذه النشاطات من فنون وسياحة ورياضة، وتكون حديث المصريين والعالم، ولنا تجارب عظيمة فى شرم الشيخ، والعلمين، والغردقة وغيرها، ويمكن بناء استوديوهات لتصوير الأفلام والمسلسلات مع وجود الفنادق والمناظر الطبيعية والطبيعة الخلابة والواقعية.
وطبيعة الحال.. فإن ذلك يكون عقب انتهاء التوترات فى المنطقة وانهاء العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية.. تحيا مصر.
تحيا مصر