منذ سنوات طويلة وكليات الطب لا تقبل إلا الحاصلين على مجموع يقترب من الدرجات النهائية وربما يتخطاها بفضل ما يسمى امتحانات مستوى رفيع.. وبما انه يوجد عجز فى الأطباء لأسباب عديدة منها تفضيلهم العمل للخارج أو العمل بالقطاع الخاص والسبب ان مرتبات الأطباء منخفضة جدا بالنسبة لوظائف عدة فيضطر الطبيب للسفر للخارج مثل بريطانيا، السعودية، الإمارات وأضيفت هذه الأيام ألمانيا.. والسؤال: هل هناك أحد لا يعرف ان هناك عجزا فى الأطباء.. سببه ان الأطباء «يطفشوا» بالتعبير البلدى نتيجة لأسباب عديدة لا تخفى على القائمين على الأمر فى وزارة الصحة.
وهنا يصبح السؤال: هل هناك من يسعى لوقف نزيف هجرة الأطباء الذين تستقبلهم الدول بالترحاب وبالظروف الجيدة نتيجة لسمعتهم الجيدة.
هل هناك من يدرس هذه الأزمة التى تزيد يومياً ويبحث عن الحل أو بمعنى آخر عن الحلول لهذه الأزمة وإيقاف الهجرة.. يبدو ان العكس هو الصحيح.. فبدلاً من أن تتم معالجة مشاكل الأطباء القائمين على الأمر يتم حبسهم داخل البلاد حتى لا يخرجوا منها.. فقد نشرت احدى وسائل الاعلام خبرا يذكر ان وزير الصحة يطالب باستثناء الأطباء والتمريض ومنعهم من السفر أى ان الحل الذى وصلوا إليه هو حبس الأطباء، منعهم من السفر، فهل سيمنع هذا الحبس الأطباء من الهجرة للخارج.. أم انه فى الواقع سيدفع الأطباء إلى تقديم استقالتهم من أجل الحصول على وضع أفضل أو حتى أن يمنع الطبيب عن العمل حتى يصدر قرار بفصله فيخرج للعمل بالخارج.
هل لم يجد القائمون على الأمر حلا لمشكلة عجز الأطباء سوى بحبسهم داخل البلاد.
هل لم يكن الأجدى مناقشة مشاكل الأطباء ووضع حلول جذرية لها تمنح الأطباء حقوقهم سواء مقابل مادى منطقى وعادل أو بيئة عمل آمنة أو توفير فرص لعمل دراسات عليا أو الحصول على تدريب جيد، كل ما يشكو منه الأطباء منذ سنوات طويلة دون أن يتم التصدى لها بالحل لا تجدون لديكم طريقة للمواجهة سوى حبس الأطباء بالداخل ومنعهم من السفر للعمل بالخارج مما سيزيد من الأزمة بدلاً من حلها.
وضع الأطباء معروف منذ زمن طويل ولم يتم حل مشاكلهم بل العكس تم الضغط عليهم بقرارات متعنتة وأوضاع مستحيلة مما دفع العديد منهم للهجرة للخارج وهو ما سيستمر إذا كان من يدير الأمور لا يسعى لحل مشاكلهم بل يفكر فى مزيد من التقييد لهم.. استمعوا إلى الأطباء اعقدوا جلسات مع ممثليهم فى النقابة لتعرفوا حقيقة ما يعانون منه من مشاكل لا تفكروا بعيدا عن أصحاب المشكلة بل اعرفوا حقيقة ما يتعرضون له وما يعانون منه ثم ابحثوا عن حلول جذرية لها وإلا سيستمر نزيف هجرة الأطباء بل سيزداد يوما بعد يوم.
وزارة الصحة من أهم الوزارات فى مصر ولابد من بحث موضوع هجرة الأطباء المستمرة لسنوات طويلة وحل المشاكل التى يواجهونها فى مصر قبل زيادتها يوما بعد الآخر.
لقد أعلنت نقابة الأطباء ان هناك طبيبا لكل ثمانمائة مواطن فى مصر، العدد الضخم لكنه ليس العدد الحقيقي، لكن لم تحل المشكلة، بل ان الجهاز المركزى للإحصاء أعلن عام 2015 إلى أن العدد يفوق هذا بكثير والإحصائية التى أعلنها الجهاز تعود لعام 2015 وطبقاً لإحدى الدراسات فإن مصر لديها طبيب لكل ألف ومائة وتسعة وثلاثين شخصا وانه تم انخفاض عدد الأطباء فى مصر إلى سبعة وتسعين ألف طبيب فى سنة 2022، بينما تمر السنوات دون أن يحدث أى حل بالرغم من انه يجب أن تأتى الحفاظ على الصحة على قمة أولويات أى حكومة لأنها مشكلة تمس حياة المصريين جميعاً لأنها تعنى غياب الرعاية الصحية التى من المؤكد اننا جميعا نحتاجها فهل ستظل هذه المشكلة بلا حل.