يزعج ضمائر المصريين الأصلاء أن يروا من بينهم من أعمته الشهرة.. وأذهب المال عقله فأغمض عينيه عن رؤية كل ما هو جميل.. عن رؤية كل إنجاز حققه المصريون بعرقهم وكدهم ودأبهم ومعاناتهم.. لكى يرى فقط ما يريد أن يراه ويتخيله فى مكان فاسد أو موقع سييء ثم تغلبه «الأنا» فيشيع ما رأى أو تصور من فساد لينشره على الكافة.. وكأنه وحده يمثل الحقيقة.
وما يزعج ضمائر المصريين أكثر.. أن يكون من بين هؤلاء من اغترف من خيرات هذا الوطن وبنى القصور والفيلات.. واشترى اليخوت والسيارات وحتى الطائرات الخاصة من خير هذا البلد.. ومن عرق أهله وناسه.. وكأنه رضع لبناً حراماً.
وفيما تتجه مصر إلى الأمام بشعبها وقيادتها.. بكل مؤسساتها وهيئاتها ومنظماتها الاجتماعية والاقتصادية.. فإن البعض يحلو له أن يجر عربة الوطن إلى الخلف.. وكأنه لا يرى ما يراه العالم فى مصر أم الدنيا.. وأمه.. وأمنا جميعاً وهى تخطو بثبات وقوة وشموخ إلى الغد الأفضل.. فى سائر المجالات والميادين.
وفيما يتبارى سائر المواطنين فى كل دول العالم – كبيرهم وصغيرهم – ومن كل الفصائل والشرائح والفئات فى هذه الدول لإبراز أفضل الوجوه لدولتهم وأعلى مواقع الجمال والعظمة والإبداع فيها.. فإن بعضها عكس ذلك تماماً يلتمس الشهرة والمكانة بالإساءة لأمنا.. وإظهار أسوأ ما فيها من أماكن ومواقع وحوارى وأزقة وكأن مصر «الحضارة».. لم تكن الملهمة لهذا العالم.. وكأن الجمهورية الجديدة لم تصنع المعجزات فى مشروعات عملاقة اقتصادية وتجارية وإسكانية وطرق ومحاور.. ومطارات وموانئ وطاقة وغاز.. صحة وتعليم…إلخ.
لا أقف أمام فئة مجتمعية بعينها.. أو فصيل اجتماعى بذاته.. بل إن هؤلاء الذين عموا وصموا نجد من بينهم رجال أعمال ومستثمرون.. رجال إعلام وصحفيون.. كتاب ومبدعون.. وفنانون كبار وصغار وفنانات.. وكأنهم فى سباق ماراثونى لإغلاق كل منافذ الإنجاز ومظاهره.. وينحتون فى الصخر كى لا يبدو إلا كل ما هو شاذ وقبيح فإنما لا تعمى الأبصار.. ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور.
وبينما ينظر العالم – كل العالم – وقادته بانبهار وإعجاب لما تحققه الدولة المصرية والجمهورية الجديدة من منجزات ومعجزات ومشروعات عملاقة وطرق حديثة مطورة وشوارع حضارية واسعة وملهمة.. ومبانٍ وأبراج وناطحات سحاب شامخات تمخر عنان السماء.. فإنه لا يحلو لنا.. ولا يستهوينا إلا الحديث عن الحفر والمطبات التى صارت فى خبر كان منذ سنوات خاصة فى الطرق السريعة.. وكأننا لا نرى ما يرصده العالم ويلمسه فيما يتم على أرض مصر.. وآخره ما سجله رئيس ألمانيا الاتحادية فرانك فالترستاينمار من انبهار وإعجاب شديدين خلال تفقده محطة العاصمة الإدارية للقطار الكهربائى السريع وكأننا لا نعلم أن محطة العاصمة الإدارية الجديدة ليست سوى محطة واحدة من 12 محطة تشكل فيما بينها الخط الأول للقطار الكهربى السريع بين السخنة والعلمين ومطروح فيما يربط الخط الثانى للقطار الكهربى السريع بين «6 أكتوبر – الأقصر – أسوان وأبوسمبل» بطول 0011 كيلومتر فيما يصل الخط الثالث بين قنا والغردقة وسفاجا بطول 571 كيلو مترا.. وللعلم فإننا خلال زيارتنا مع أوائل الجمهورية فى الثانوية العامة رأينا جميعهم وكنا معهم فى انبهار لا يوصف عندما شاهدنا محطة قطارات برلين العملاقة التى صممها المهندس المصرى الفذ المهندس هانى عازر.. إن «مصر – السيسي» قد صدرت الانبهار بقطاراتها الكهربية للدولة التى سجل العالم لها التميز فى محطة قطارات برلين.. وكأنهم لا يرون ما يراه هؤلاء الذين من بيننا يروجون للقبح والدمار والخراب وهى صور لم يعد لها وجود فى الجمهورية الجديدة.
إن من يرى ويرصد الجمهورية الجديدة يستطيع أن يكتشف فى كل يوم جديداً فقد طوت الدولة المصرية كل السياسات المترددة المرتعشة.. وباتت فى كل الميادين والاتجاهات تمضى بكل القوة لا ترى إلا المصلحة القومية العليا لهذا الوطن.. والارتقاء بجودة حياة هذا الشعب الذى عانى طويلاً.. وحان له أن يجنى بعض الثمار.
وبينما ينظر العالم بإعجاب للدولة المصرية وما حققته من برامج مصرية خالصة للإصلاح الاقتصادى وتغييرات شاملة فى البنية التشريعية لخلق بيئة استثمارية جاذبة.. وإجراءات جادة تشمل كل مناحى العملية الاستثمارية بكل مراحلها.. فإن البعض منا لا يتحدث عن كل ما تحقق فى مجال الاستثمار «وهو كثير».. لكى يكسب من بين الدهماء من يصفق لتفاهات ما ينطق.. ويحظى بإماءة من «انتهازى كاذب» مثله.
إن الرئيس عبدالفتاح السيسى وخلال أسبوع واحد عقد اجتماعين لا يفصل بينهما إلا ثلاثة أيام.. والهدف محاور استراتيجية للنهوض بالاستثمار فى إطار رؤية مصر 0302 فضلاً عن متابعة حزمة التسهيلات التى أعلنت عنها وزارة المالية لتطوير المنظومة الضريبية وهى التيسيرات التى نالت استحسان سائر المستثمرين لأنها ببساطة عالجت شكاوى العملاء بكل أصنافهم خاصة منهم أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتبسيط الإجراءات ورفع حد الإعفاء من تقديم دراسة تسعير المعاملات.. وتحفيز دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى وآليات أكثر شفافية لتعزيز الثقة بين الضرائب والممولين ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على التوسع والنمو وفتح المزيد من أبواب الرزق لمزيد من العمالة.
إن مؤشرات كثيرة رصدها العالم تؤكد كلها نجاح السياسات الاقتصادية والمالية المصرية وأن مصر بحق فى طريقها للتعافى الكامل.
ويبقى فقط أن نكون نحن خير جنود لوطننا.. نعمل كثيراً.. ونتحدث قليلاً.