سلطت صحيفة واشنطن بوست «الأمريكية أمس الضوء علي انفجارات أجهزة النداء اللاسلكي التي تستخدمها جماعة حزب الله المسلحة في وقت واحد، حيث قال خبراء دوليون إنه ربما كان هجوما غير مسبوق من قبل إسرائيل والذي ربما تضمن تخريب الأجهزة قبل تسليمها.
ونقلت الصحيفة عن إميلي هاردينج نائبة مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قولها إنه في حين لايزال الكثير غير معروف عن الهجوم، إلا أنه من المرجح أن إسرائيل تسللت إلي سلسلة التوريد التي يستخدمها حزب الله لأجهزة النداء الخاصة به ووجدت طريقة لتجهيزها فعليًا.
أشارت إلي أن أجهزة النداء لا يمكنها التقاط الصوت ولا تحتوي علي كاميرات فهي تشكل خطورة أقل من الهواتف المحمولة عندما يتعلق الأمر بمراقبة التحركات والاجتماعات.
نقلت الصحيفة الأمريكية عن دميتري ألبيروفيتش رئيس مؤسسة سيلفرادو بوليسي أكسيليريتور وهي مؤسسة بحثية للأمن القومي: «يبدو أن هذا ربما يكون الهجوم الأكثر شمولا علي سلسلة التوريد المادية في التاريخ، استبدال الأجهزة المستوردة بأخري تحتوي علي متفجرات وتفجيرها جميعا في نفس الوقت من خلال جهاز من القيادة والتحكم»..مشيرا إلي أن العملية تتطلب اتخاذ قرارات استخباراتية مربحة أو خاسرة.
رأي ويليام ويشلر المدير الأول لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي أن انفجارات أجهزة النداء كانت «محرجة للغاية لحزب الله» وقد تؤدي إلي تصعيد جوهري محتمل.
قال ويشلر إنه علي الرغم من أن الانفجارات كانت «مستهدفة للغاية» إلا أن التأثيرالنفسي للهجوم قد يكون أكثر أهمية من تداعياته العملية..مضيفا: «سيشعر حزب الله أنه بحاجة إلي الرد مع أن أيًا من الجانبين لا يريد اندلاع حرب كاملة، ولكن إذا حدث ذلك، فإن الخسائر علي الجانبين بما في ذلك بين المدنيون، قد تكون مرتفعة للغاية.
من جهته..قال ثاناسيس كامبانيس مدير سينتشري إنترناشيونال وهي مؤسسة بحثية سياسية عالمية «إنه يبدو كما لو أن إسرائيل شنت الحرب التي كانت تتوق إليها، لقد أظهر حزب الله وإيران قدرًا كبيرًا من ضبط النفس حتي الآن، ولكن في هذه المرحلة من الواضح أن إسرائيل عازمة علي التصعيد».
أوضح :»لا أعتقد أن إسرائيل ستحقق أهدافها الأمنية، خاصة وأن حزب الله قوي واستراتيجي ومستعد وسوف يلحق أضرارا جسيمة بإسرائيل في حالة تصعيد شامل للحرب، ولهذا سوف يتحمل المدنيون في لبنان وإسرائيل العبء الأكبر من هذا التصعيد الإسرائيلي».
وصف مسئولون أمريكيون وإسرائيليون حاليون وسابقون الهجوم بأنه غير مسبوق من حيث النطاق والتعقيد الواضح حيث قال مارك بوليمروبولوس ضابط العمليات السابق في وكالة المخابرات المركزية والذي خدم في أدوار مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط «أشعر أن هذا كان مصممًا لإرسال رسالة وليس بالضرورة إعدادا عمليا للبيئة للانتقال إلي لبنان».. مشيرًا إلي أن إسرائيل وجهت «تحذيرا صارخا ووحشيا لحزب الله بأن الحرب ستكون كارثية.
صحيفة» ذا تليجراف» البريطانية نقلت تصريحاً عن مالك الشركة التايوانية المصنعة لأجهزة البيجر أكد فيه علي انها صنعت في أحد المصانع الأوروبية لصالح شركة حصلت علي امتياز تجاري للعمل بأسم شركته ولم يتم تصنيعها في مقر الشركة الأم في تايبيه. وعلقت الصحيفة علي ذلك» إذا كان التلاعب قد حدث أثناء وجود الأجهزة لدي الشركة المزودة، فإننا لا نتحدث فقط عن ثغرة في الأجهزة نفسها، بل عن اختراق أمني للبنية التحتية للشركة الموردة. هذا السيناريو يفتح الباب أمام أسئلة أعمق حول قدرة الشركات المزودة للتكنولوجيا القديمة علي تأمين منتجاتها. إذ يمكن أن تكون تلك الشركات عرضة للاختراقات في مرحلة التصنيع أو الشحن، مما يجعل أي جهاز يتم بيعه أو تسليمه عرضة للتلاعب قبل وصوله إلي العميل النهائي. في هذه الحالة، لا تكون المشكلة في التقنية المستخدمة فحسب، بل في سلسلة التوريد بأكملها، مما يعني أن كل جهاز يتم شحنه قد يكون مفخخًا مسبقاً».
.. ومجازر الاحتلال تتواصل فى «الضفة» و«غزة»
استشهد 10 فلسطينيين بينهم نساء وأطفال، وأصيب العشرات، أمس، في قصف إسرائيلي علي مدينتي غزة ورفح جنوب القطاع.
نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، عن مصادر محلية قولها: إنه تم انتشال 8 شهداء علي الأقل، وعدد من الجرحي، بينهم عدد من الأطفال والنساء، جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي بصاروخ مدرسة ابن الهيثم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مشيرة إلي أن هناك العديد من الإصابات «الخطيرة جدا» وصلت إلي مستشفي المعمداني في المدينة.
أشارت المصادر، إلي استشهاد مواطنين اثنين وإصابة 10 آخرين علي الأقل، إثر استهداف طائرة إسرائيلية مسيرة مركبة علي الطريق الساحلي في رفح بمنطقة المواصي مقابل مستشفي الصليب الأحمر الميداني في منطقة مزدحمة بالمواطنين والسيارات والنازحين، حيث تم نقل الشهيدين إلي مستشفي ناصر بخان يونس.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، إلي 41 ألفا و272 شخصا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، فيما بلغت حصيلة الإصابات 95 ألفا و551 شخصا، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مختلف مناطق الضفة الغربية، طالت أكثر من 30 مواطناً.
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن الحملة تركزت في محافظات سلفيت، بيت لحم، الخليل، ورام الله، حيث قامت تلك القوات باقتحام منازل المواطنين واعتقالهم بعد تدمير وتخريب ممتلكاتهم، حيث شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة عقب اقتحام مدينة سلفيت طالت 22 مواطناً، واحتجزت عدداً منهم، وشهدت قرية حوسان وواد فوكين ببيت لحم حملة اعتقالات واسعة، حيث تم احتجاز 17 مواطناً من قرية حوسان.
في الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال 8 مواطنين من مخيم الفوار بعد مداهمات واعتداءات علي المواطنين، بالإضافة إلي إقامة نقاط عسكرية علي أسطح المنازل، وأدي هذا التصعيد إلي تعليق الدراسة في مدارس المنطقة حفاظاً علي سلامة الطلاب، وفي رام الله، اقتحمت القوات قريتي جفنا ومخيم الأمعري، واعتقلت شابين، بعد مداهمة منزلهما.
في سياق آخر، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، أن السلطة الفلسطينية تبذل جهوداً حثيثة داخل أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت لصالح مشروع قرارها المعدل الذي يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال عام.
قال أبو يوسف إن السلطة تسعي لتحفيز العالم لإنهاء الصراع مع إسرائيل وتحقيق السلام، مشدداً أن المساعي الفلسطينية لن تتوقف علي الرغم من كل تهديدات الاحتلال الذي يحاول الحيلولة دون تحقيق ذلك، وأشار إلي أنه لا تنازل عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس ويجب عودة اللاجئين استناداً لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
أعلن الجيش الإسرائيلي أمس مقتل 4 جنود وإصابة 5 آخرين في انفجار مبني مفخخ في مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة.
أوضحت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل أنه وفقاً لتحقيق أولي أجراه الجيش، لقي الجنود حتفهم بعد دخول مبني مفخخ في حي تل السلطان برفح، ولا يزال يحقق في مزيد من التفاصيل.
أوضح بيان للجيش الإسرائيلي أن ضابطاً وجنديين من كتيبة شاكيد أصيبوا بجروح خطيرة، كما أصيب جنديان من الكتيبة بجروح متوسطة.
في حادث منفصل، أشار بيان للجيش الإسرائيلي إلي أن ضابطا في وحدة الاستطلاع في لواء جفعاتي أصيب أمس الثلاثاء بجروح خطيرة بنيران آر بي جي في رفح.