أعلن وزير الصحة اللبنانى فراس الأبيض عن سقوط 12 قتيلاً من بينهم طفلان وعدد من العاملين فى القطاع الصحى و2800 مصاب جراء تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية فى لبنان، مشيراً إلى ان تلك الاعتداءات تمت فجأة ودون انذار مسبق.
قال الأبيض فى مؤتمر صحفى عقده فى العاصمة اللبنانية بيروت «ان تفجيرات الأجهزة اللاسلكية توضح ان العدو الإسرائيلى يتجه نحو التصعيد».. مضيفاً: ان الحكومة اللبنانية لا تريد الحرب وتريد وقف إطلاق نار من غزة إلى لبنان.
أشار إلى أن القطاع الصحى اللبنانى استطاع تقديم خدمة جيدة وموحدة وعلى قدر كبير من التفانى والمسئولية بدون أى تمييز للماديات مما يعبر عن التلاحم فرقاء الشعب اللبنانى وكل أطيافه موضحاً انه خلال نصف ساعة توافد على الطوارئ ما يقرب 2750 إلى 2800 جريح وتم تقديم الاسعافات المطلوبة لهؤلاء الجرحى دون أى تقصير.
أوضح الأبيض أن من بين المصابين 750 مصاباً فى منطقة الجنوب و150 فى البقاع و1850 فى مناطق بيروت والضاحية الجنوبية من بينهم 300 مصاب فى حالة حرجة.. لافتاً إلى أن 100 مستشفى شاركت فى استقبال المصابين فيما شاركت 1184 سيارة إسعاف فى نقل 1817 مصاباً واجريت 450 عملية وحول المساعدات المقدمة إلى لبنان.. قال وزير الصحة اللبناني: لقد تم استقبال أول شحنة مساعدات من دولة العراق وكانت عبارة عن 15 طناً من الأدوية والمستلزمات وطاقم بشرى إضافة إلى مساعدات من إيران والأردن وتم التواصل من قبل وزراء الصحة فى مصر والعراق وسوريا وإيران كما تم التواصل مع الحكومة التركية.. مثمناً دور مصر وجهودها فى تقديم المساعدات الضرورية للبنان في كل المواقف بعد حادث مرفأ لبنان وأزمة كورونا حيث قدمت مساعدات بما يزيد على 450 طناً.
من جانبه حذر وزير الخارجية اللبنانى عبدالله بوحبيب، من خطورة الوضع والتصعيد بلبنان، موضحا أن ما حدث من هجوم سيبراني، أمس، وما نتج عنه من ضحايا وجرحى سيجر المنطقة كلها إلى حافة الهاوية.
واستعرض بوحبيب، خلال اتصال هاتفى مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، آخر الأوضاع المتعلقة بالهجوم السيبراني، الذى تعرض له لبنان، أمس، وفقا لوكالة الأنباء اللبنانية.
بدوره.. وعد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، بالدعوة إلى مشاورات أوروبية لدراسة ما يمكن اتخاذه من خطوات ومواقف تساهم فى لجم التصعيد، وخطر الحرب الموسعة.
وفى نيويورك دعت منسقة الأمم المتحدة الخاصة فى لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، إلى الهدوء وعدم التصعيد فى أعقاب الهجمات التى استهدفت عناصر حزب الله.
وأوضحت بلاسخارت -أن هذه التطورات تمثل تصعيدا مقلقا للغاية فى سياق متقلب بالفعل، قائلة إنه :» تماشيا مع القانون الدولي، نذكر جميع الجهات المعنية بأن المدنيين ليسوا هدفا ويجب حمايتهم فى جميع الأوقات.»
وحثت المسئولة الأممية جميع الأطراف المعنية على الامتناع عن أى إجراء آخر، أو خطاب عدواني، من شأنه أن يؤدى إلى اندلاع حريق أو حرب واسعة النطاق، مؤكدة الحاجة الملحة لاستعادة الهدوء وإعطاء الأولوية للاستقرار باعتباره أمرا بالغ الأهمية.
وفى سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تساعد المستشفيات خلال «حالة الطوارئ الحالية» الناتجة عن الانفجارات بسبب ارتفاع الإصابات التى تطلب المساعدة الطبية.
وأضافت أنه إلى جانب الإمدادات الصحية الحالية، قدمت المنظمة فى السابق إمدادات طبية أخرى لوزارة الصحة العامة فى لبنان، لتوفير الرعاية الصحية المستمرة لمن هم فى حاجة إليها.
وفى واشنطن رفض البيت الأبيض التعليق على انفجار مئات أجهزة النداء اللاسلكية «بيجر» التى تستخدمها عناصر حزب الله فى لبنان مشيراً إلى ضرورة الخروج بدبلوماسية لنزاع طال كثيراً بين إسرائيل وحزب الله.
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير – وفقاً لقناة «الحرة» الأمريكية أمس إننا «قلقون على الدوام من إمكانية التصعيد فى منطقة الشرق الأوسط» مضيفة ان الصراع الجارى عند الخط الآزرق بين إسرائيل ولبنان قد طال كثيراً ويجب تسويته بالسبل الدبلوماسية قريباً لمصلحة الجميع.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عزمها جمع معلومات عن تفجير أجهزة الاتصال «بيجر» الذى استهدف عناصر حزب الله فى لبنان مضيفاً ان وزير الدفاع لويد أوستن قال فى حديث إنه «لا تغيير فى وضع القوات الأمريكية بالشرق الأوسط».
وفى السياق نفسه كشف مسئول أمريكى رفيع المستوى لوكالة أنباء «أسوشيتيد برس» الأمريكية اليوم الأربعاء أن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة ليلة الأمس بعد انتهاء عملية تفجير أجهزة المناداة «البيجر» فى لبنان وسوريا.
الوكالة نقلت عن مسئولين آخرين قولهم إن النداءات التى استخدمها مئات من أعضاء جماعة حزب الله فى لبنان انفجرت فى وقت واحد فى لبنان وسوريا، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، بينهم فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات، بينما أُصيبت عدة آلاف وألقى حزب الله والحكومة اللبنانية باللوم على إسرائيل لما بدا أنه هجوم بعيد متطور.
ورفض الجيش الإسرائيلى التعليق عن الهجوم. وكان من بين الجرحى سفير إيران لدى لبنان فيما أوضحت «أسوشيتيد برس» أن هذه الانفجارات الغامضة جاءت وسط توترات متزايدة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران، والتى تبادلت النار عبر حدود إسرائيل والبنان منذ هجوم 7 أكتوبر من قبل حماس الذى أثار الحرب فى غزة .
وقالت «أسوشيتيد برس» إن أجهزة البيجر التى انفجرت فى ايدى حزب الله تم استخدامها على نطاق واسع من جانب الحزب بعد أن أمر زعيمه فى شهر فبراير الماضى بالتوقف عن استخدام الهواتف المحمولة خوفًا من إمكانية اختراقها من جانب الاستخبارات الإسرائيلية. وقال مسئول من حزب الله لـ» أسوشيتيد برس» إن أجهزة الاستدعاء كانت علامة تجارية جديدة.
ما هو جهاز اللاسلكى «البيجر»؟
< يعمل على شبكة لاسلكية مختلفة عن الهواتف المحمولة مما يجعلها أكثر مرونة وغير قابل للرصد أو التتبع
< يمكن للجهاز استقبال رسائل نصية تصل إلى 100 حرف
< يحتوى على بطاريتين ليثيوم يمكنهما العمل لمدة 85 يوماً دون انقطاع
< يحتوى على 3 أزرار وشاشة يمكنها استيعاب بحد أقصى 4 سطور
< سعة الذاكرة 28.672 حرفاً