يا إسرائيل فى أى عالم تعيشين.. حولت العالم فى غزة إلى عالم موحش بالدمار والموت فى كل مكان.. والانفجارات طالت الرضع والأطفال.. والجوع والعطش زحفا إلى بطون السكان.. هذا هو العالم الذى تخلقه إسرائيل.. عالم من الحقد والبغض.. والانتقام. عالم كاذب ومنافق وبمائة وش.. هل هذا هو العالم الذى تريدونه؟ عالم من سكنوا مخيمات اللاجئين ومناطق الحروب عالم من التحديات العالمية غير المسبوقة.
السادة رؤساء الدول الغربية أصحاب «الفيتو» فى مجلس الأمن.. ومن يمتلكون القوة العسكرية ويتباهون بها.. نفسى أعرف أى نوع من الأخبار تشاهدون على الشاشات الفضائية.. هل تشاهدون نفس الشىء الذى يشاهده عباد الله الغلابة.. هل فى الصباح تقع أعينهم مثلاً وهم يشربون القهوة.. على الدبابات والطائرات الحربية وحملات الإبادة والاغتيالات لشعب محتل منذ عقود. لقد أصبحت ألعن اليوم الذى أشاهد فيه نشرات الأخبار على مدار اليوم.. فمنذ ذلك اليوم لم أعد أعرف راحة البال ما أن أفتح عينى فى الصباح إلا وتمتد يدى على جهاز التليفزيون لمعرفة آخر الأخبار قبل أن أتناول الشاى.. ولا أغمض عينى فى الليل إلا على أنين الضحايا وبكاء الأطفال والأهل على الشهداء.. ودعاء المعذبين وما أكثرهم.. ولقد حاولت أن أستيقظ دون أن أبحث عن نشرات الأخبار.. وفشلت.. لقد اكتشفت أننى مدمنة لنشرات الأخبار.
تلاحقنى الأحداث الداخلية فى كل مكان.. فى المنزل.. فى الشارع.. فى السيارة فى غرفة النوم.. الأحداث الدامية فى كل مكان رغم تحيز المعلقين والمسئولين الأوروبيين على شاشات التليفزيون العالمية بدون تحفظ أو موضوعية.. لأكاذيب المعتدى الأصلى.. وتجاهل حقوق المعتدى عليهم بلا أدنى خجل.
سؤال واحد يؤرقنى طوال الوقت هؤلاء السادة ورؤساء الدول الغربية أصحاب النفوذ.. الذين بإمكانهم وقف حد لتلك المجازر والمذابح.. كيف تغمض لهم عين بعد ذلك فى المساء؟
كيف تغمض لهم عين بعد ذلك فى المساء هل يتناولون مهدئات ومنومات مثلى لأنى لا أرى النوم بسهولة كل ليلة.
ولكن هؤلاء الرؤساء فى الغرب بعد إعطاء موافقتهم على المجازر بتبرير لهم أنهم يدافعون عن أنفسهم.
ولماذا أصبحنا نحن غير قادرين على النوم؟ حاجة واحدة من اثنين.. إما أننا إناس غير طبيعيين أو أنهم محصنون ضد الإحساس بالشفقة والعطف على المقهورين.. لقد أصبحت أشك فى أنهم ربما مشتركون فى قنوات فضائية أخرى أكثر بهجة من قنواتنا الفضائية. ربما حنت قلوبهم على هؤلاء المقهورين.