حرصت الهيئات الرياضية المختلفة على استقدام متحدث رسمى لها، ولكنها لم تحرص على توخى الحذر والدقة فى ترشيحه أو اختياره، فصار مصدرا مستمرا للمشاكل والخلافات والأزمات بقصد أو بدون، وصرنا نترقب الجديد فى ملف مواجهاته وما يترتب على تصريحاته يوميا.
قفز الكثيرون على هذه المواقع والمناصب فجأة، ولم يعد هناك ما يحول بينهم وبيننا فى التصريح والكشف عن الخطط والسياسات وشرح كل ما يدور على الساحة الرياضية بحكم موقعهم والهيئات التى ينتمى إليها كل منهم، وللأسف تجدك أمام كم هائل من العبارات التى تحتوى على دعوات التفرقة والتعصب، ونشر الفتن والسموم، وزيادة الفجوات بين الأندية والاتحادات، بل أن هناك من يتفنن فى زيادة الهوة أو الفجوة داخل الهيئة الواحدة، وتمزيق وحدة مجلسها أو هيئتها بشكل كبير.
أعلم أن الهدف الأساسى من وجود المتحدث الرسمى فى الهيئة أو القطاع الرياضي، هو نوع من أنواع التنظيم، وضبط إيقاع الحديث والظهور الإعلامى لدى أعضاء المجلس الواحد، بعد أن سيطرت عليهم أضواء الفضائيات، ولكن ما حدث على أرض الواقع لا يمكن قبوله أو السيطرة عليه لاحقا، بعد أن تسبب المتحدثون فى الأزمات الأخيرة بالرياضة المصرية، وأصبح بعضهم وبالا عليها وعدم التحرك لمواجهتهم والحد من ظاهرتهم يشكل خطرا بالغا على الجميع فى المستقبل القريب.
لابد أن يتحلى المتحدث الرسمى عن الجهة أو الهيئة الرياضية بدرجة عالية جدا من الوعى والحكمة وضبط النفس، والثقافة المجتمعية التى تتيح له قراءة الواقع جيدا، والتعامل من منطق الصالح العام قبل أن يتحزب ويصنف نفسه مدافعا عن لون أو شخص ما، بخلاف لباقته وقدرته على مجاراة ما يجرى وما يحدث فى الوسط الرياضى عامة والكروى خاصة، وقبل هذا وذاك إيمانه بخطورة موقعه وما يقوم به من عمل، وأن ما يرد على لسانه يشكل الرأى العام، ويترتب عليه مواقف وأثار بالغة الأهمية، وأن التلاعب بميول واتجاهات صغار السن وقليلى الوعى والخبرة لم يعد مقبولا ولا متاحا بأى حال من الأحوال. من هنا يقوم بدوره الحقيقى والمنتظر وتتضاءل الأثار السلبية الناتجة عن هوس المتحدثين وصراعاتهم.