قتل 9 أشخاص بينهم طفلة وإصابة أكثر من 3000 شخص منهم 200 حالتهم حرجة أمس فى سلسلة تفجيرات لأجهزة اتصال لاسلكية {بيجر} لعناصر حزب الله فى عدد من المناطق اللبنانية واتهمت الحكومة اللبنانية وجماعة حزب الله إسرائيل بالمسئولية عن التفجيرات.
وأدان مجلس الوزراء اللبنانى بالإجماع العدوان الإسرائيلى الإجرامى الذى يشكل خرقاً خطيراً للسيادة اللبنانية وشدد المجلس على أن الحكومة أجرت على الفور كل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية، وهيئة الأمم المتحدة.
وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، أنها بدأت فى تحضير شكوى إلى مجلس الأمن بشأن الهجوم السيبرانى الإسرائيلي. وقالت الخارجية اللبنانية، فى بيان: «تدين وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بأشد العبارات الهجوم السيبرانى الإسرائيلى الذى أدى إلى تفجير عدد كبير من أجهزة الاتصال «البيجر» فى عدة مناطق لبنانية مما تسبب، فى حصيلة أولية، إلى سقوط 9 قتلى بينهم أطفال، وآلاف الجرحي، ومنهم مئات حالتهم حرجة».
وأضافت: «يترافق هذا التصعيد الاسرائيلى الخطير والمتعمد مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب باتجاه لبنان على نطاق واسع، وتصلب المواقف الإسرائيلية الداعية إلى مزيد من سفك الدماء، والدمار، والخراب».
وقال رئيس مجلس النواب اللبناني: ندعو إلى العالم إلى تنفيذ تحرك عاجل لوقف العدوان الإسرائيلى الذى يهدد المنطقة والأمن والاستقرار الإقليميين.
وقال حزب الله فى بيان له إن سلسلة التفجيرات متزامنة لأجهزة اتصال محمولة «بيجر» يستخدمها عناصر الحزب تسببت فى مقتل اثنين من مقاتلى الحزب وفتاة، واتهم إسرائيل بوقوفها وراء العملية، وتوعدت إسرائيل بالقصاص.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسئول كبير فى «حزب الله» قوله إن حسن نصر الله، الأمين العام للجماعة «بخير ولم يصب بأى أذي» عقب سلسلة التفجيرات.
وقالت مصادر أمنية إن أكثر من 3 الاف شخص فى أنحاء لبنان، بينهم مقاتلو حزب الله وإخصائى إسعاف، أصيبوا عندما انفجرت أجهزة الاتصال. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسئول أمنى فى جماعة «حزب الله» اللبنانية قوله إن تفجير أجهزة الاتصال يشكل أكبر اختراق أمنى حتى الآن .
وفى رد فعل على العملية الاسرائيلية وجه حزب الله تهديداً شديد اللهجة معلنا انه يستعد لتوجيه صواريخه للداخل الإسرائيلي.
وذكرت وكالة «مهر» للأنباء الإيرانية، أن السفير الإيرانى لدى لبنان أصيب فى انفجار جهاز اتصال لاسلكي.
وفى سوريا وصل عدد من عناصر حزب الله اللبنانى إلى المستشفيات فى دمشق ومحافظة ريف دمشق، نتيجة تعرضهم لإصابات بعد انفجار أجهزة اتصال كانوا يحملونها.
وقال المتحدث باسم هيئة الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن التطورات فى لبنان تبعث على القلق الشديد فى ظل الوضع «الشديد التقلب»، وأضاف أن المنظمة الدولية تأسف لسقوط أى ضحايا من المدنيين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن قيادة الجبهة الداخلية فى الجيش الإسرائيلى أبلغت السلطات المحلية باحتمال حدوث تصعيد فى أعقاب التفجيرات.
وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استدعى كبار مسئولى وزارة الدفاع لإجراء مباحثات طارئة بشأن التعامل مع التصعيد المحتمل مع «حزب الله» فى أعقاب التفجيرات كما تم رفع حالة التأهب فى جميع المواقع والموانئ وفتح الملاجئ تحسباً لأى رد من حزب الله واستدعى الجيش جنود الاحتياط على الجبهة الشمالية مع لبنان.
{البيجر} هو جهاز إلكترونى صغير يستخدم فى الاتصال ويتميز بسهولة حمله، حيث يجرى باستخدامه تبادل الرسائل القصيرة والأرقام. ويعتمد حزب الله على هذا الجهاز بشكل كبير بسبب قدم التكنولوجيا الخاصة به ما يصعب عملية اختراقها من جانب أجهزة المراقبة والتجسس الإسرائيلية.
وكشف تقرير لصحيفة {وول ستريت جورنال}، الآلية التى يمكن أن تكون سببا فى انفجار أجهزة الاتصال التى يحملها عناصر حزب الله فى لبنان وسوريا وأدت إلى مقتل وإصابة عدد كبير من أفراد الحزب.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة قولها إن أجهزة البيجر المتضررة كانت من شحنة جديدة حصل عليها حزب الله فى الأونة الأخيرة.
وقال مسئول فى حزب الله إن مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، متوقعا أن برامج ضارة ربما تسببت فى انفجار الأجهزة، مشيرا إلى أن بعض من يحملون أجهزة بيجر شعروا بسخونتها وتخلصوا منها قبل انفجارها».
ونقلت الصحيفة عن المحلل الاستخباراتى رونين سولومون قوله، إن انفجار الأجهزة فى لبنان يشبه نوع العملية التى تنفذها وكالة الاستخبارات الإسرائيلية.
ووصف وزير الداخلية اللبنانى السابق ما حدث فى تصريحات لـ{ القاهرة الإخبارية} بأنه خرق أمنى استخباراتى من خلال معرفة الترددات الخاصة بحزب الله.
أشار إلى ان عملية التفجير اعتمدت على معرفة الترددات والعمل على تسخين بطاريات الأجهزة إلى درجة الانفجار.
وطالب بتتبع عملية شراء الأجهزة من المنبع حتى وصولها إلى حزب الله.