هناك «هدف آخر» لإسرائيل «وحلفائها».. من هذا «التوحش» والإجرام غير المسبوق فى «الحرب على غزة».. هذا الهدف والذى ربما لا يدركه أو يتوقف عنده أو أمامه سوى «قليلين».. هذا الهدف أكدته «الفرحة العارمة» التى يعيشها «ويسًّوق لها» قادة إسرائيل «السياسيون والعسكريون».. الآن وبعد دخول الحرب شهرها الخامس.. والسبب فى هذه الفرحة «المثيرة للسخرية» هو استعادة «أسيرين اثنين».. اثنان فقط لا غير.. من بين عشرات الأسرى الذين فشلت إسرائيل وحلفاؤها بكامل قوتهم فى الوصول إلى «أى خبر» عنهم.. منذ بدء الحرب وحتى اليوم.
«الهدف الآخر» الذى أعنيه هنا من «هذا الكم والنوع» من القتل والذبح والتدمير الذى يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلى «بتواطؤ أمريكى غربى واضح» ضد البشر والشجر والحجر على أرض غزة.. إن الهدف الإسرائيلى الأمريكى الغربى الذى أراه فى ذلك ومن ذلك هو.. السعى لاستعادة الهالة أو الهيبة والصورة المزعومة لإسرائيل وجيشها وأجهزة أمنها وذلك بعد الزلزال أو «الطوفان» الذى تعرضت له فى السابع من أكتوبر الماضى والذى «فضح» هشاشة جيش الاحتلال وكشف أكذوبة «قوة إسرائيل».. الفضح والكشف كان «حيا على الهواء» أمام أعين العالم.
أدركت إسرائيل.. وأدركت معها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون.. أنها فى «السابع من أكتوبر» خسرت جانبا مهما من «جوانب الردع» التى كانت تحرص على أن تقدم بها نفسها فى «محيطها».. سواء قبل الإعلان عن قيام «الكيان» من خلال الجرائم المروعة التى كانت ترتكبها «العصابات» الصهيونية ضد كل ماهو «عربي» فى فلسطين.. وكذلك ما قام به جيش الاحتلال.. والذى تأسس من تلك «العصابات الصهيونية».. بعد الإعلان عن قيام «الكيان» فى عام «1948» من مجازر مروعة فى أماكن كثيرة.. تؤمن «إسرائيل» أن ارتكاب المجازر و»تسويق» صورة إجرامية تقوم على الرعب والإرهاب هو أحد المرتكزات الأساسية من أجل.. البقاء و»التوسع».
«صورة إسرائيل» هذه.. تعرضت لهزيمة كبرى فى «السابع من أكتوبر الماضي».. فكان محورا أساسيا من «محاور شن الحرب» على غزة.. بجانب «الانتقام» والرغبة فى تفجير «شلالات الدم».. هو استعادة «جيش الاحتلال» تلك «الصورة» من جديد.. مذابح ومجازر وكافة أشكال الإبادة والتدمير.. تريد «إسرائيل» أن تثبت «الصورة القديمة».. الردع بالرعب.. لأنها كما أشرت ترى أن ذلك من دعائم قيامها وبقائها وتوسعها!!
الذين لا يعرفون أو لا يدركون «الهدف الآخر» لإسرائيل.. استقبلوا «احتفالات» دولة الاحتلال باستعادة «أسيرين» من بين «عشرات الإسرائيليين» الذين أسرهم الفلسطينيون يوم «السابع من أكتوبر».. الذين لا يعرفون أو يدركون «الهدف الآخر» لإسرائيل استقبلوا هذه «الاحتفالات» بنوع من الغرابة «الساخرة».. جيش يحوز أسلحة «لا حد لها» ومدعوم بالولايات المتحدة الأمريكية يتعامل مع «استعادة أسيرين» وكأنه إنجاز تاريخى غير مسبوق!!.. لكن الذين «يعرفون ويدركون» يعلمون جيدا أن هذا ما هو إلا رغبة «ممنهجة» لترميم «صورة» تصدعت يوم «السابع من أكتوبر».. يزيد من حجم «الشرخ» و«الإهانة» أن الذى فعل ذلك «الطوفان» بجيش إسرائيل ليس جيش دولة مماثلة إنما هم «مجموعة من الفلسطينيين».
تابعت.. عبر وسائل الإعلام.. ردود أفعال «إسرائيل» بعد الإعلان عن استعادة اثنين من أسراها لدى الفلسطينيين.. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس أركان جيشه وجميع القادة السياسيين يصفون ما حدث وكأنه حدث لم ير أحد مثله فى التاريخ.. لقاءات مع «القوات الخاصة» وإشادة «منقطعة النظير» بالجهات المشاركة فى العملية والقول إن هذه «العملية» تشير إلى أن «إسرائيل» يمكنها أن تذهب إلى أى مكان.. هذا «الهوس» الإسرائيلى وتصوير استعادة أسيرين وكأنه «إنجاز نووى» يدل فى معناه العميق «حجم المرارة المهينة» التى تسكن داخل «النفس الإسرائيلية» منذ «السابع من أكتوبر».. هذا بالإضافة إلى «الرغبة فى استعادة الصورة التاريخية» لاستئناف عقيدة الردع والتوسع عن طريق الرعب والإجرام و»مجازر الإبادة».
إن «إسرائيل» وهى تضخم بشكل مثير «عملية استعادة الأسيرين» إنما تريد أن تضع لبنة فى جدار «الاستعادة» لكى تخطو خطوة تالية فى طريق محاولة إزالة ما يكون قد ثبت أو علق عن «صورة إسرائيل» فى وجدان أو ذاكرة «الإقليم» بفعل ما جرى فى «السابع من أكتوبر».. تؤمن «إسرائيل» أن استعادة «الصورة القديمة» ضروة لكى تواصل تنفيذ «المخطط الكبير».. القديم الجديد.. الذى تبوح بأسراره خرائطها «الخفية والعلنية» ولم تتخل أو تتراجع دولة الاحتلال عن بند من بنوده «خطوة واحدة» حتى وإن تظاهرت بغير ذلك فى بعض الأوقات بسبب «متطلبات» الظرف أو اللحظة أو المرحلة!!
يجب ألا يغيب عنا «فى هذه اللحظة» ونحن أمام هذا «الانسياب» أو «التداخل» الجارى فوق «ساحة الأحداث» الإقليمية والعالمية.. يجب علينا ألا يغيب عنا أن «إسرائيل» هى «الوكيل المعتمد» لمشروع استعمارى عميق.. وأن القوى الغربية التى تدعم هذا المشروع لن تخجل أبدا من تقديم شتى سبل الدعم العسكرى والسياسى والمعنوى لضمان تفوق «الوكيل المعتمد» حتى وإن ارتكب كافة أشكال «الإبادة الجماعية» فى غزة.. أو حتى خارج غزة.. هذه القوى الغربية الداعمة لإسرائيل «وبقوة» يجب النظر إليها باعتبارها محورا أو ركيزة من الركائز الأساسية «للمشكلة أو القضية أو الجريمة» وليس عنصرا من عناصر «الحل».. إن قوى الدعم الغربى لإسرائيل تقف بكل ما تملك وراء «مشروعها الاستعماري» ولن تتخلى عنه مهما ارتكب من مذابح ومجازر.. قوى الدعم الغربى ليست صامتة أو متواطئة فى حرب إسرائيل وجرائم الإبادة الجماعية التى يرتكبها جيشها فى غزة فحسب.. قوى الدعم الغربى ليست صامتة أو متواطئة بل إنها «مشتركة» وفاعل رئيسى مع «جيش إسرائيل» فى «حرب الإبادة» ضد غزة.. وهذه القوى مشتركة أيضا مع «إسرائيل» فى تنفيذ «كل ما يلزم» من أجل استعادة دولة الاحتلال «صورتها القديمة».. صورة ما قبل «السابع من أكتوبر».. جيش إسرائيل يبحث عن «صورة مزيفة»!!
من كل هذا.. يمكننى أن أقول إنه يجب على كل من يفكر فى أن «يقترب» من مصر.. عليه أولا أن يعرف جيدا «حقيقة» صورته القديمة.. وثانياً عليه أن يدرك «الحجم الطبيعى» لصورته الجديدة!!
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم