أكد شيخ الصحفيين العرب محمد عبدالجواد رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسبق أن موقف مصر تجاه العدوان الإسرائيلى على غزة واضح ومنحاز للأشقاء ومنذ ٧ أكتوبر من العام الماضى لم يتوقف الدعم المصرى على كافة الأصعدة بداية من الجهود الحثيثة لإيجاد حل جذرى لإحلال السلام وإقامة دولتين مروراً بسعيها لوقف إطلاق النار ونهاية بتوفير المساعدات الإنسانية لأهالى غزة والتى بلغت ٠٠١ ألف طن مساعدات.
وأشاد شيخ الصحفيين وعميد صحفيى العالم برؤية وحكمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إدارة المشهد الضبابى فى ظل ما تواجهه مصر من تهديدات وأزمات القت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية مؤكدا أن مصر قادرة على تخطيها والحفاظ على الأمن والاستقرار.
وعبر شيخ الصحفيين فى حوار لـ «الجمهورية الاسبوعي» عقب احتفال نقابة الصحفيين بالذكرى المائة لميلاده عن سعادته بالتكريم وإقامة احتفالية بمئويته بحضور عدد كبير من الصحفيين من مختلف المؤسسات الصحفية.
روى الكاتب الكبير الذى ولد فى ٤٢ فبراير عام ٤٢٩١ تفاصيل مشوار حياته الذى بدأ فى قرية المدمر بطما سوهاج وتخرجه فى جامعة الملك فؤاد – القاهرة حالياً وحصوله على ليسانس الآداب قسم اللغة الانجليزية عام ٨٤٩١ وعمله فى الإذاعة عقب تخرجه وتأسيسه لوكالة أبناء الشرق الأوسط عام ٦٥٩١ بتكليف من عبدالناصر وتعيينه مستشارا إعلاميا للسادات ٤ سنوات ثم مبارك ٢١ عاماً وشغله منصب وكيل المجلس الأعلى للصحافة ٦ سنوات بعد تولى مبارك الحكم.
وأشار إلى أنه التحق بالنقابة فى ٦٢ سبتمبر عام ٥٥٩١ ويحمل عضوية رقم ١٢٣ وانتخب وكيلاً لنقابة الصحفيين من عام ٦٦٩١ حتى ٤٨٩١ ونصح استاذ الأجيال جموع الصحفيين بتحرى الحيطة وبقول الحق فلا يصح إلا الصحيح وإلى نص الحوار:
> كيف ترى موقف مصر تجاه العدوان الإسرائيلى على أهالينا فى غزة؟
>> موقف مصر مشرف وداعم ومساند للقضية الفلسطينية بشكل عام وترفض العدوان الإسرائيلى على غزة وتطوراته بالهجوم على مدينة رفح الفلسطينية والذى ينبئ بنتائج كارثية ويدفع المنطقة إلى هوة سحيقة ويشكل كارثة إنسانية فى ظل صمت وتواطؤ أمريكى ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من مائة ألف فلسطيني.
أيضا فإن إصرار نتنياهو على مواصلة عدوانه على رفح الفلسطينية والضغط على عملية التفاوض يستهدف مزيداً من التصعيد خاصة بعد أن طالبت المقاومة بانسحاب جيش الاحتلال من القطاع والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين وهو ما اعتبرته إسرائيل هزيمة لها لذلك واصلت العدوان بحجة القضاء على المقاومة وإطلاق سراح الأسرى والرهائن الإسرائيليين.
> هل تتوقع اتساع رقعة الصراع فى المنطقة وهل ستؤثر على مصر؟
>> للأسف نعم سوف تتسع رقعة الصراع فى المنطقة والمخطط يستهدف مصر والدليل الصراع الذى تدور رحاه فى البحر الأحمر وتحديداً فى باب المندب وهو ما أثر بالسلب على الدخل القومى ولأننا أكبر دولة فى المنطقة ولنا أهميتنا يحاولون محاصرتنا وإضعافنا لكننا نتملك جيشاً قوياً ومدرباً ومزوداً بأحدث الأسلحة وله تاريخ فى المعارك الحربية وآخرها انتصار أكتوبر المجيدة فى حرب العزة والكرامة ضد إسرائيل ورغم التحديات والتهديدات من الاتجاهات الحدودية الأربعة إلا أن مصر نجحت فى تحقيق الأمن والأمان فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.
> بعد بلوغك المائة عام قضيت منها ٧٧ سنة من الصحافة والسياسة ماذا تتمني؟
>> أتمنى على المستوى العام أن يحفظ مصر قيادة وشعباً وأن نعبر بسلام عنق الزجاجة وعلى المستوى الشخصى أتمنى العافية والستر وأن يبارك فى زوجتى وذريتى وأن يديمهم على محبة الناس وتقدير الزملاء.
> بمناسبة تقدير الزملاء واحتفاء النقابة بكم وإقامة احتفالية بالمئوية التى بلغتها السبت الماضى الموافق ٠١ فبراير ٤٢٠٢ ماذا تقول؟
>> أنا ممتن جداً بحفاوة الزملاء وحرص نقابة الصحفيين على إقامة حفل المئوية والذى حرص عدد كبير من الزملاء بمختلف الصحف والمواقع والقنوات على حضوره ومتابعته وتغطيته وهذه رسالة تؤكد أن تواصل الأجيال مستمر وأن الزملاء الجدد حريصون على التعلم من الأجيال السابقة وما لفت نظرى على هامش الاحتفالية أن عددًا من الزملاء الجدد أدوا اليمين بعد قبولهم بجداول القيد وأنصحهم بأن يتحروا الحقيقة والصدق وقول الحق فلا يصح إلا الصحيح
> هل كنت تحلم بأن تكون صحفياً مشهوراً تصادق الرؤساء وتعمل معهم أو بالقرب منهم؟
>> إطلاقاً.. لم يخطر ببالى يوماً أن أعمل فى بلاط صاحبة الجلالة.. فمنذ أن تركت أسرتى بقرية المدمر لألتحق بمدرسة فى مركز طما بسوهاج وأنا أفكر بطريقة مختلفة كان السائد وقتئذ الحاق الأبناء بالأزهر لكننى رفضت ذلك وكان عمرى ٨ سنوات وعشت بعيداً عن أسرتى فى مركز طما مع أسرة غريبة حيث كانت مدرستى ثم التحقت بالمدرسة الثانوية بسوهاج وتم منحى المجانية وصدر فرمان آخر بحصولى على منحة بالمدرسة الداخلية وتم قبولى فى أول دفعة بهندسة الاسكندرية وتركتها بعد أن رفض والدى الالتحاق بها وحولت لكلية التجارة ثم لكلية الآداب قسم اللغة الانجليزية وفور التخرج وصلنى خطاب تعيين بالتدريس فرفضت وتقدمت للعمل بالاذاعة وتم قبولى فى قسم الأخبار وعملت بالترجمة وبعد أن أجريت حديثاً مع الأمير فيصل صدر قرار بتعيينى مندوباً للإذاعة وعملت صحفياً بأكثر من صحيفة حتى طلب منى الرئيس جمال عبدالناصرر تأسيس وكالة أبناء الشرق الأوسط بالتعاون مع جلال الدين الحمامصى وسعيد سنبل عام ٦٥٩١ ثم انتقلت بعد فترة إلى العمل بجريدة الجمهورية والتى اعتز بتجربتى بها كرئيس لقسم الأخبار ثم سافرت إلى شيكاغو وعدت لأترأس وكالة أبناء الشرق الأوسط.
وانتخبت وكيلاً لنقابة الصحفيين من عام ٦٦٩١ حتى ٤٨٩١ وعينت وكيلاً للمجلس الأعلى للصحافة.
> كيف كانت علاقتك بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟
>> الرئيس جمال عبدالناصر كلفنى بتأسيس وكالة أنباء الشرق الأوسط عام ٦٥٩١ ولعبت دوراً مهماً فى عصر عبدالناصر داخلياً وخارجياً ولا أنكر فضله فى التمهيد لنصر أكتوبر من خلال حرب الاستنزاف لكن قرار العبور وبطل الحرب هو الرئيس السادات.
> وماذا عن الرئيس الراحل أنور السادات؟
>> بحكم تواجدى فى اللحظات التاريخية الحاسمة فى مسيرة الرئيس البطل أنور السادات وأبرزها حرب أكتوبر ومفاوضات كامب ديفيد وزيارة الكنيست أستطيع أن أقول إن السادات رجل عبقرى كان يسبق عصره لذلك كنت معجباً به كرجل عسكرى وسياسى من الطراز الأول.
> كيف بدأت علاقتك بالرئيس السادات؟
>> كنت مسافراً مع الرئيس السادات على طائرته وكنت أجلس فى آخر الطائرة مع طاقم العاملين بالتليفزيون فسأل الرئيس من هذا فقالوا له محمد عبدالجواد رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط فسأل لماذا لا يجلس فى المقدمة مع رؤساء التحرير وبالفعل تم تخصيص مقعد لى فى مكان قريب من مقعد الرئيس ولفت انتباهه بعدما طالع تغطياتى لجولاته حيث كنت أعمل مندوباً للرئاسة بجوار رئاستى للتحرير بعدها توطدت علاقتى بالرئيس السادات واختارنى لمرافقته دون بقية رؤساء التحرير للسفر للرياض وقال لى لا داعى لسفرهم معى هم لا يقومون بتغطية جولاتى فأقنعته بضرورة وجودهم فى جولاته لأنهم كتاب رأى ولهم أعمدتهم الصحفية التى تؤثر فى الرأى العام وعدم سفرهم سيجعلهم يكرهوننى وضحك الرئيس وعاود مرافقتهم له.
> كيف تم تعيينك مستشاراً إعلامياً للرئيس السادات؟
>> قلت للرئيس فى أحد اللقاءات أن هناك أخباراً مهمة تصل إلينا عبر الوكالة من الضرورى أن يعرفها أولا بأول فأصدر تعليماته لمكتبه بأن الوحيد الذى يحق له إيقاظه من النوم أنا.. وبالفعل بدأت أتواصل معه يوماً لمدة ساعة أو أكثر أقرأ له كل الأخبار وكان ذكياً يناقشنى فى التفاصيل وتم تعيينى ٤ سنوات حتى استشهد وبعدها استكملت عملى كمستشار للرئاسة فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك لمدة ٢١ عاماً.
> وكيف كانت فترة عملك كمستشار إعلامى للرئيس مبارك؟
>> مبارك لم يصل طموحه ذات يوم أن يصبح رئيسا وكما قال كان يحلم بأن يرأس شركة مصر للطيران أو أن يصبح سفيراً ولكن حدث ما لا يتوقعه أحد حتى مبارك نفسه وأصبح رئيساً لمصر وكان يتجاهل أسرة الرئيس السادات ومنعنى من الاتصال بزوجته السيدة جيهان السادات وقال لى بالحرف الواحد يا تكلم جيهان يا تكلمنى أنا ولو كلمتها تانى متكلمنيش فامتثلت لأوامره وانقطعت عن التواصل مع السيدة جيهان السادات حتى انتهاء حكم مبارك عقب أحداث ٥٢ يناير ١١٠٢.
> ماذا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
>> أتابع عن كثب مجهودات الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يسعى لتحقيق طموحات الشعب المصرى ولا أحد ينكر ما حدث من طفرة تنموية فى البنية التحتية وإنشاء المدن الجديدة والعاصمة الإدارية وتطوير الريف المصرى والاهتمام بالشباب وتمكين المرأة فى ظل مؤامرات تحاك لنا وصراعات من كل جانب وأوبئة وحروب ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادى ولا يسعنى إلا أن أقول كان الله فى عون مصر وقياداتها السياسية التى تواجه تحديات لكننا واثقون كشعب فى حكمة الرئيس السيسى وقدرته بعون الله على العبور بمصر وشعبها نحو مستقبل مشرق.
> بعيداً عن السياسيين وقبل أن ينتهى الحوار ما هو دور الأسرة فى حياة الكاتب الكبير محمد عبدالجواد؟
>> الحمد لله الذى وهبنى السيدة خديجة فتح الله الزوجة المعطاءة الداعمة لى طوال عمرى وهى بالنسبة لى الأم والأخت والصديقة لا أنسى مواقفها معى والحمد لله على نعمة الذرية الصالحة أبنائى صلاح وخالد ومنى فهم أصحاب فضل فى استمار عطائى المهنى والإنساني.
> لماذا لم يلتحق أى من أولادك أو أحفادك بالعمل فى الصحافة أو الإعلام بشكل عام.
>> أبنائى الثلاثة خريجو هندسة القاهرة ويبدو أنهم وجدوا ان مهنة أبيهم مهنة البحث عن المتاعب ففضلوا الابتعاد عن «وجع الدماغ».