مازالت حكومة اليمين المتطرف للكيان الصهيونى حتى كتابة هذه السطور تحاول جر المنطقة إلى حافة الهاوية بالاستمرار فى عمليتها العسكرية فى منطقة رفح الفلسطينية، واصرارها على حرب الابادة التى تشنها على الفلسطينيين فى قطاع غزة رغم فشلهم الذريع فى تحقيق كل اهدافهم التى حددوها بعد عملية طوفان الاقصى فى السابع من أكتوبر الماضى والتى اعلنوا بعدها انهم سوف يقضون على حركة حماس ويعتقلون قادتها ويطلقون سراح الاسرى الإسرائيليين ويجلبون الامن لسكان المستوطنات المحازية للقطاع بل واعلنوا انهم سيغيرون ثقافة الشعب الفلسطينى ومناهج تعليمه، ولكنهم والحمد لله فشلوا فى تحقيق اى من هذه الاهداف، ولكن يبقى الحذر حاضرًا من ان يدفعهم هذا الفشل إلى خيارات قد تكون مجنونة.
>> يرى البعض ان تلك الانتهاكات غير القانونية والتصعيد الذى تقوم بها حكومة اليمين المتطرف الفاشلة تأتى ضمن رغبتهم فى الحصول على أكبر المكاسب فى الهدنة التى يتم التفاوض عليها خلال هذه الأيام، ويرى آخرون ان الاحتمال الأكبر والأهم الذى يجب ان ننتبه اليه هو انها قد تكون تسعى تحت غطاء امريكى غربى لتحقيق حلمها الذهبى بفرض صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينة على حساب دول الجوار وأولها مصر وتهجير أهل غزة باتجاه سيناء المصرية ثم تهجير أهل الضفة الغربية فى اتجاه الاردن أو أى مكان حتى تكتمل تصفية القضية الفلسطينية.
>> وفى المقابل وبلا جدال أو مناقشة قدم الشعب الفلسطينى الباسل ملحمة عظيمة بتمسكه بارضه وبذله للدماء لا يستطيع كائن من كان انكارها وستظل تضحياتهم وبطولاتهم وما تحمله جدود وآباء وامهات ورجال وشباب وفتيات بل واطفال من تحديات هائلة تفوق قدرة تحمل البشر محفورة فى ذاكرة التاريخ، وشاهدها العالم اجمع ومازال يشاهد قصص صمود وتحمل لا يتخيلها عقل بشر اجبرت العالم كله على احترامه واحترام قضيته العادلة وتعاطفت معه كافة شعوب العالم بل ويهود العالم خارج فلسطين ايضًا وفى حين منى الكيان الصهيونى بخسائر غير مسبوقة منذ انشائه ومنها عزوف كامل لليهود فى العالم عن الهجرة لإسرائيل وخسارة مليون إسرائيلى غربى وهم الاساس والاعمدة والمواطنين الدرجة الأولى لهروبهم وخروجهم بلا عودة من إسرائيل وهم يمثلون أكثر من 30٪ من اساس النخبة لكيان إسرائيل القائم منذ نشأتها وهذا بخلاف الخسائر السياسية التى جعلت كافة المظاهرات الحاشدة والهائلة موحدة على اقالة نتنياهو وحكومته ومحاسبته على كافة الاضرار بالاضافة الى الخسائر العسكرية فى الارواح والمعدات وكذلك النزيف الاقتصادي، ولكن الامر المهم ان يعود الفلسطينيون الى وحدة الصف بدلا من الانقسام الذى كان نتيجته مآسى متكررة على مدار أكثر من ١٧ عامًا لم يجن الفلسطينيون فيها غير الدمار والخسائر.
>> لا ينكر احد ان الموقف المصرى منذ بداية الحرب البربرية على الفلسطينيين فى قطاع غزة كان واضحا ومحددا وشريفا ودبلوماسية مصر القوية كانت حاضرة بقوة على كافة المحافل الدولية، وصالت وجالت وكشفت عورات الصهيونية العالمية لشعوب العالم اجمع وحققت الضغط الهائل ومازالت على الجميع، بالإضافة إلى انها كانت ومازالت خزائن الأرض وشعبها الكريم وسط آتون ازمة اقتصادية مشتعلة، ورغم ذلك تظل مصر منفردة تمد الاشقاء الصامدين بغزة بحوالى 80٪ من إجمالى المساعدات من العالم كله دون انتظار لشكر أو تقدير.
كلمة فاصلة:
ببساطة.. يقينى انه اذا كان زمن المعجزات قد انتهى فان الشعب المصرى هو المعجزة الخالدة، والذى بوعيه وبسواعده وسواعد ابنائه ورجاله، يتحقق دائمًا العهد الالهى بحفظ مصر ورغم قسوة الازمة وصعوبتها الا انها ستمر باذن الله، ولنعلم ان من يبنى بيتا أو يرممه لا بد ان يتعرض لمثل تلك الضغوط والمؤامرات من أهل الشر وهو امر لا بد ان يواجه بجبهة صلبة ومحكمة ومتماسكة ومؤمنة من الضغوط والحروب الفكرية وحملات الفضاء الإلكترونى والاجيال الخبيثة من حروب تستهدف تفتيت الوعى وتشتيته قبل تدميره.