الاحتفال بالذكرى الشريفة يبعث فى قلوبنا معانى الإنسانية الحقيقية وإحياءها
رسالته رسمت للبشرية طريق المحبة والإخاء فى منظومة أخلاقية تجمع ولا تُفرّق
بناء الإنسان مسئولية تكاملية للمؤسسات الدينية والعلمية والثقافية والشبابية والإعلامية
الإمام الأكبر يهدى الرئيس أول نسخة ترجمة لمعانى القرآن بالإنجليزية
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحاجة إلى مضاعفة جهود مؤسسات الدولة من أجل بناء الإنسان وترسيخ القيم ومواجهة الأفكار الهدامة، وقال «إننا فى حاجة ماسة، لمضاعفة الجهود التى يقوم بها جميع مؤسسات الدولة، وخاصة المؤسسات الدينية فى مجالات بناء الإنسان، وترسيخ القيم، ونشر الفكر الوسطى المستنير، ومواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة، وأن الدولة المصرية؛ لا تدخر جهداً فى توفير كل الدعم، وتهيئة المناخ المناسب لإنجاح تلك الجهود».
أوضح الرئيس السيسي– فى كلمته خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشـريف، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، أمس أن مهمة بناء الإنسان وتكوينه وإعداده، مسئولية تضامنية وتكاملية، تحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات الدينية والعلمية والثقافية والشبابية والإعلامية، ومن قبل كل ذلك الأسرة.
أضاف «أننا نبنى معاً إنساناً قوياً واعياً رشيداً، يبنى وطنه فى مختلف المجالات، ليكون قدوة ونموذجاً حسناً لتعاليم دينه.. إنساناً صاحب شخصية قوية سوية؛ قادرة على تخطى الصعاب ومواجهة التحديات؛ وبناء التقدم والحضارة والعمران».
نوه الرئيس إلى قول النبى والرسول الكريم محمد– صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، لافتا إلى أن هذه دعوة للجميع، للتحلى بالأخلاق الحميدة فى جميع مجالات الحياة، والتطلع فى هذا الصدد، إلى مزيد من الجهود فى بناء الإنسان؛ أخلاقياً، وعلمياً، وثقافياً، ومعرفياً، ونوعياً، من خلال استخدام جميع الوسائل الحديثة، والأساليب المتطورة التى تتسـق مع طبيعـة العصـــر ومسـتجداته.. لينطلق الإنسان فى تعامله مع غيره، من خلال مبادئ سامية؛ يعمها الخير والنفع، والرفق والشفقة والرحمة بجميع الناس، لتعيش كل الشعوب فى أجواء من السلام والأمان، ويكون منهجها عند الاختلاف، قائماً على أساس من الحوار والإقناع، دون إكراه أو إساءة.
قال الرئيس السيسي– «إننا نجتمع اليوم لنحتفل؛ والأمة الإسلامية، بذكرى ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليه هذا اليوم المبارك؛ الذى أذن الله تعالى فيه، لشمس الهداية النبوية أن تشرق على الدنيا بمولده – صلى الله عليه وسلم.
وتوجه الرئيس السيسي، فى هذه المناسبة الكريمة العطرة، بالتهنئة لشعب مصر الكريم، ولكافة الشعوب العربية والإسلامية، سائلاً الله العلى القدير، أن يعيدها على الشعب المصري؛ وعلى الأمتين العربية والإسلامية؛ وعلى العالم أجمع، بالخير واليمن والبركات.
وأكد أن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، يبعث فى قلوبنا، معانى الإنسانية الحقيقية؛ إذ كان مولده – صلوات الله وسلامه عليه – إحياء للإنسانية، وتكريماً لها.
وأضاف «لعل احتفالنا اليوم، يمثل فرصة للاطلاع على سيرته العظيمة – صلى الله عليه وسلم –، وتعزيز مفاهيم رسالة الإسلام فى أذهاننـا، التـى بلغـــــت بالإنســـــانية أعـــــــلى درجـــــــاتها.. فرسمت للبشرية طريق المحبة والإخاء، من خلال منظومة أخلاقية؛ من شأنها أن تجمع ولا تفرق، وتبنى ولا تهدم.. فهى رسالة تدعو إلى التعايش والبناء والتنمية، حيث بينت آيات القرآن الكريم، أن من أسمى غايات الخلق، بناء الإنسان بناءً قويماً، ليؤدى مهمته التى كلفه الله تعالى بها، ألا وهى إعمار الكون وتنميته».
كان الرئيس السيسى قد شهد احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف بحضور رئيسى مجلس النواب الدكتور حنفى جبالى والشيوخ المستشار عبدالوهاب عبدالرازق وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ووزير الأوقاف أسامة الأزهرى وعدد من الوزراء والمسئولين بالدولة.
أهدى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، الرئيس السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، النسخة الأولى من ترجمة الأزهر لمعانى القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزيَّة، وهى أول ترجمة تصدر عن «مركز الترجمة» بالأزهر الشريف، لتعريف أبناء المسلمين بمعانى القرآن الكريم مِمَّن لا يَتحدَّثونَ اللُّغةَ العربيَّة، ولتعريف كل المهتمين بقراءة معانى هذا الكتاب العظيم دستور المسلمين وهدى السماء للبشرية.
استغرقت الترجمة التى صدرت عن مركز الأزهر للترجمة عدة سنوات من علماء متخصصين فى اللغة الإنجليزية وعلوم الشريعة الإسلامية، لتقديم ترجمة دقيقة لمعانى القرآن الكريم تبرز جماليات القرآن ومعجزاته وما فيه من مصلحة للبشرية جمعاء.