تعاقب على حقيبة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى العشرات من الوزراء منذ تأسيسها فى 20 نوفمبر 1913 بصدور ملكى وكان محمد محب باشا أول وزير للزراعة وكان مقرها شارع الفلكى بالقاهرة كوزارة مستقلة حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، وقد أطلق عليها وزارة الزراعة فقط.
تعد وزارة الزراعة من أقدم وأهم الوزارات التى لها دور بارز على كل المستويات، نظراً لأن مصر فى الأساس بلد زراعي، حيث كان القطن والقصب والقمح والأرز من أهم المحاصيل الموسمية التى جعلت مصر يوماً ما فى مصاف الدول الكبري، حيث كان القطن أحد أهم المحاصيل الرئيسية، خاصة طويل التيلة، الذى غزا أسواق العالم، والذى كان المصدر الأول لتغذية مصانع الغزل والنسيج فى المحلة التى أنشئت عقب ثورة يوليو 1952.
كان للوزارة أدوار مهمة .. فكانت ترسم السياسة الزراعية للفلاحين والإشراف على الزراعة منذ وضع البذرة فى الأرض والإشراف على الزرع والرى وإبادة الحشرات وحصد المحصول وتوريده إلى المجمعات، وكان للمرشد الزراعى أدوار عديدة، حيث كان يوجد وسط المزارعين طوال اليوم، ولقد عشنا هذه الأيام الجميلة التى أصبحت ذكريات.
منذ عام 1984 والعمالة فى تناقص مستمر.. لكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل من الممكن هيكلة وزارة الزراعة وإعادة مهندس الإرشاد الزراعى إلى الحقل مرة ثانية كسابق عهده فى الخمسينيات والستينيات لأننا بحاجة إلى زيادة المحاصيل والخضراوات لمواجهة الزيادة السكانية المطردة؟!
وجود مهندس الإشاد الزراعى مع المزارعين ضرورة مهمة ويجب تحفيزه بوسيلة انتقال لنقل التكنولوجيا للفلاح مع توجيهه إلى الاستخدام الأمثل للمبيدات المسموح بها ومتى يتم استخدامها ومنع المبيدات المحرمة دولياً حفاظاً على صحة المواطن قبل كل شيء.
وهل بإمكان الوزارة وضع خطة لتلقيح النخيل فى المدن للاستفادة من ثماره حتى يمكن استخدامها فى تغذية تلاميذ المدارس ودور الرعاية وغيرها؟!.. فهذه ثروة معطلة، ناهيك عن المنظر الطبيعى ويجب زراعة شواطئ الترع بالبيكان والتوت والجميز تعويضاً لما تم فقده أثناء تبطين الترع والمصارف.
لماذا لا تقوم الوزارة بتوزيع أنثى الغنم والابل والماعز على المزارعين للاستفادة من 70 مليون طن مخلفات زراعية والاستفادة منها فى انتاج اللحوم الحمراء؟!، كما يجب توزيع بطارية أرانب على كل سيدة ريفية، على أن يكون ذلك تحت إشراف مهندس الإرشاد الزراعي.
بإمكان الوزارة تجميع الشباب الراغب فى التدريب على المهام الزراعية كالنحالة، وأن يكون التدريب تطوعياً لمساعدة العمالة الزراعية، بحيث يتم توزيع لخلايا نحل على كل شاب بنصف الثمن أو بالتقسيط على ٥ سنوات مع تعليمه النحالة، وكذلك دودة الحرير وتطعيم الخضر والفاكهة.
الأسواق مسئولية وزارة الزراعة من حيث الإشراف عليها مباشرة مثل الإشراف على المحاصيل والخضراوات فى الحقول لتحقيق مصلحة المزارع من ناحية، والمستهلك من ناحية أخري.
دور مهندس الإرشاد يمتد إلى توجيه المزارعين بتسويق السمك والفراخ واللبن من العاشرة صباحا حتى العصر وجمع الخضار ليلاً وتسويقه فى الصباح الباكر لتقليل نسبة الفاقد من الخضراوات، التى تجعل البائع يُحمّل الفاقد من الخضر على ثمن ما يبيعه للمستهلك، الأمر الذى يؤدى إلى رفع السعر على المستهلك.
أتمنى أن يكون لجهاز حماية المستهلك من دور رئيسى فى تسويق الخضر والفاكهة بدءاً من الفلاح ونهاية بالمستهلك مباشرة، لأن التجار الكبار يتغولون على المزارع والمستهلك ليكون لهم النصيب الأكبر من الربح، حيث ان الفلاح يبيع للتاجر بثلث الثمن والتاجر يحصل على الثلث وحده خلال ساعة من الزمن والبائع يحصل على الثلث الباقى من الثمن.