.. رغم كل ما يحيطنا من تحديات وصعاب وحصار اقتصادى غير مسبوق ومؤامرات وتوترات تسود كل الاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية.. فإننى اثق تمام الثقة فى الله.. وبالله.. ان الشعب المصرى بكل شرائحه وفئاته قادر تماماً ودون ادنى شك فى العبور بمصر من الازمة الحالية التى تتعدد وجوهها كما قلت فى المقال السابق فى نفس هذا المكان.. وان مصر بقيادتها الحكيمة القوية وشعبها العظيم سوف تنجح تماما فى النفاذ من هذا الحصار.. ومن قهر كل هذه المؤامرات فإن تماسك المصريين شعبا وجيشا وقيادة ومؤسسات قادر على تجاوز كل المحن وسوف يتأكد للجميع ان مصر الجديدة بما انجزته من مشروعات عملاقة ومعجزات فى التنمية والبناء طوال السنوات العشر الماضية.. لن تركع الا لله.. ولا ينال منها قوى او ظالم.. حاقد وحاسد مهما بلغت قوته هذه الثقة فى الله.. وفى مصر والمصريين قيادة وشعبا لم تأت من فراغ.. او انها «شطحة» من شطحات «الهري».. انما هى ثقة تستند إلى حقائق على الارض وبشائر لها مقدمات ومعطيات تلوح فى الافق والاهم من هذا كله الثقة المطلقة غير المحدودة فى شعب عظيم لم ولن يقبل ابداً بأى «ضيم» لم.. ولن يخضع ابدا لاى من محاولات التيئيس» او بث الرعب والفتنة واليأس واننا ننعم بفضل الله وتوفيقه بقائد مصرى يرفض ان ينحنى الا لله.. يرفض التنازل عن اية حبة رمل او تراب وطنى مصرى مهما كانت الاغراءات والاغواءات والضغوط والتحديات.. بالاضافة إلى واقع جديد تفرضه عشر سنوات من البناء والتحدى ضاعفت قوة مصر الاقتصادية وزرعت الامل فوق كل شبر من ارض مصر بمنجزات عظيمة وحولت صحراء مصر فى كثير من المناطق إلى ما يجاوز 25 مدينة عمرانية جديدة.. وعاصمة ادارية تناطح السحاب.. وعلمين عالمية تهفو اليها القلوب وقريبا «رأس حكمة.
ثقة لم تأت من فراغ.. فإن ما انفقته مصر من تريليونات على بناء البنية التحتية فى مصر ورغم كل اكاذيب وادعاءات هل الشر.. كانت البنية التحتية المصرية هى الدرع الذى حمى مصر من ويلات فيروس كورونا.. واايضا من توابع الحرب الروسية الاوكرانية.. واخيرا من الضغوط الشيطانية على مصر من قوى الشر اتساقا مع الهمجية الاسرائيلية ضد اشقائنا فى فلسطين فإن مصر العظيمة هى الدولة الوحيدة فى هذا العالم الذى تخشاها اسرائيل وتضع لها امريكا الف حساب ولولا هذه القدرة والقوة المصرية لانتهت غزة بالكامل فى ستة ايام او اقل فإن الوقفة المصرية البطولية ومنذ اللحظة الاولى لحرب الابادة الاسرائيلية الغاشمة كانت السند والدعم والقوة حماية للحق الفلسطينى الذى تحول إلى «كعكة» تتكالب عليها قوى الشر حماية لاسرائيل ودعما لها ودرعاً لارتكازات غريبة.. شيطانية وسط الجسد العربي.
الثقة فى عبور مصر لازماتها لم تأت من فراغ فإن ما انفقته مصر من مليارات فى انجاز مشروعات عملاقة ساعدها على مواجهة الحصار.. والتلاعب فى سعر الدولار ومنح مصر فرصة تاريخية للاعتماد على نفسها.. ومنتجاتها بديلا للاستيراد.. ومع استمرار هذا الخط القومى سوف تتحول مصر إلى مركز استراتيجى عالمى فى شتى المجالات..
– توطين للصناعات الاستراتيجية.. وحتى صناعات التسليح.
– توطين للتكنولوجيا الجديدة وخوض السباق العالمى نحو «الاخضر» والطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة من الشمس والرياح والهيدروجين وغيرها.
– مركز عالمى لتصدير الغاز إلى اوربا وتجارة الغاز المسال اعتمادا على مصنعى ادكو ودمياط العملاقين.
– توطين صناعات خامات الدواء لتصبح مصر مصدرا رئيسياً للخامات الدوائية بالشرق الاوسط وافريقيا والعالم العربي.
– توطين صناعات السيارات وقاطرات مترو الانفاق وقطارات السكك الحديدية والاشارات الالكترونية فوق مسارات القطارات.
– توطين صناعات الدوائر الالكترونية وصناعة الموبايلات والهارد دسك والتابلت واللاب توب وغيرها.
– نجاح مصر الكبير فى تعظيم صناعات التكنولوجيا.. وبناء شركات تنافس عالميا فى مجالات الاتصالات وما حققته «دنيا الاتصالات» من زيادات حقيقية فى الدخل القومى المصرى والتقليل من الاستيراد.
– عظمة مصر فى انشاء اكبر مصنع فى العالم لصناعات الغزول بالمحلة الكبرى وهو فى طريقه الآن للتشغيل التجريبى بديلا عن استيراد الغزول المختلفة من دول العالم.
– نجاحات مصرية فى اعادة الحياة لمصانع كثيرة توقفت او شارفت على التوقف وضخ استثمارات جديدة لها.
– انجازات مصرية فى اعادة اكتشاف ثروات ام الدنيا فى الفوسفات والمنجنيز وفى الرمال البيضاء والسوداء والتوسع فى تصنيعها بدل بيعها مواد خام.
اننى امام دليل لايقبل الشك على قوة مصر وعظمتها وشموخ شعبها وقيادتها.. واصوغ هذا الدليل فى شكل تساؤل ارجو ان يفكر فيه القارئ العزيز.
لو ان مصر لم تكن دولة قوية قادرة وشامخة هل كانت ترد على الرئيس الامريكى بايدن بمجرد ان انتهى من كلماته التى حاولت النيل من موقف مصر الداعم لاهالينا فى غزة.. لقد اعلنتها مصر واضحة وقوية رداً على احاديث الافك.. وقالت مصر بصوت عال.. ان مصر قد فتحت معبر رفح منذ اللحظة الاولى لحرب غزة من الجانب المصرى وان الجانب الاسرائيلى هو من يعوق وصول المساعدات وتدفقها للفلسطينيين.. ثم الم تعلن مصر موقفها الذى وقفت فيه ضد امريكا وقوى اوروبية اخرى ورفضت بشكل قاطع السماح بعبور حملة الجنسيات الاوروبية والامريكية إلى مصر الآمنة الا بالسماح بالعبور الآمن للمساعدات إلى الشعب الفلسطينى فى غزة.
ألم تعلنها مصر عبر مؤتمر السلام الذى استضاف على ارضها ومئات المسئولين الدوليين بمختلف مستوياتهم ومن رؤساء دول وملوك وامراء ورؤساء حكومات ووزراء ومنظمات مجتمع مدنى ان مصر تضع وقف اطلاق النار فى غزة اولوية اولى قبل الحديث عن اى شيء بما فيه مستقبل غزة بعد الحرب.. الم تمنع مصر.. ومصر وحدها.. محاولات تهجير الفلسطينيين ومحو قضيتهم وتصفيتها منذ اللحظة الاولي.
الم ير العالم عبر مراسليه وشبكات التلفاز والبث المباشر حجم الدمار الذى حققته اسرائيل على ارض وطريق معبر رفح من الجانب الفلسطينى ورغم ذلك فإن مصر هى التى قامت باعادة تأهيل المعبر بعد ان قصفته اسرائيل ووصلت المساعدات التى قدمتها مصر 80 فى المائة من كل ما قدمه العالم كله ثقة فى مصر لم تأت من فراغ.. وانما انعشتها وقفة مصر القوية ضد البهتان الاسرائيلى فى محكمة العدل الدولية عبر ممثل الدولة العبرية الذى اتهم مصر بغير ما فيها حتى ينجو نتنياهو بفعلته وجريمته الشنعاء فى منع وصول الماء والغذاء والطاقة إلى الشعب الفلسطيني.
الا يرى العالم ارقاما حقيقية للمساعدات التى تدفقت عبر رفح المصرية إلى غزة قدمت فيها مصر 2944 شاحنة حملت 50 الف طن مساعدات فيما قدم كل العالم 1302 شاحنة حملت 18 الف طن مساعدات.
الثقة لم تأت من فراغ.. فإنه رغم الازمة الاقتصادية الطاحنة فإن بشائر الخير تحيط مصر والمصريين.. فإن الاجانب والعرب لايزالون يدقون باب مصر الاستراتيجى أملاً فى ضخ استثمارات اجنبية عملاقة.. وكما نجح الاستثمار العربى والاجنبى فى العلمين فإن منطقة رأس الحكمة المصرية فى شمال غرب مصر قد نجحت فى كسب ثقة المستثمرين العرب والاجانب وعلى ارضها سوف تضخ عشرات المليارات من الدولارات استثمارا وفرص عمل ودخلا قوميا ونجاحا فى تلبية التزامات مصر الخارجية.
الثقة لم تأت من فراغ فإن موانئ مصر نجحت هى الاخرى فى جذب استثمارات العالم فإن ما انفقته مصر من مليارات فى بنيتها الاساسية سوف تؤتى ثمارها.
الثقة سببها نجاح اكتشافات البترول فى الكثير من المواقع الجديدة وكذلك سبائك الذهب والمعادن النفيسة.
وبعد. وربما نستكمل فى مقال قادم «بشائر الخير» لمصر والمصريين والتى تؤكد بما لايدع مجالا لاى شك او تشكيك او شائعة او فتنة بأن مصر بفضل الله وتماسك شعبها والتفافه حول قيادته الحكيمة الهادئة القوية والصبورة وجيش قوى شريف فى عقيدته.. وفى حركته.. ومؤسسات كلها على قلب رجل واحد بهذا كله فإن مصر العظيمة القوية الصامدة سوف تقهر كل التحديات.
سوف تقفز مصر رغما عن انف كل الكاذبين.. والشامتين ومروجى الشائعات.
سوف تنتصر مصر رغما عن انف كل الكارهين وسيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون.