تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تصاعد الخلافات والانقسامات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وقادة الجيش، إلى الحدّ الذى يجعل نتنياهو ينشغل بما وصفته بـ»حرب ضد عدو آخر، وهو الجيش»، بدلاً من «الاهتمام بجبهة الشمال».
وقال المراسل العسكرى الإسرائيلي، ألون بن دافيد، فى صحيفة «معاريف»، إنّ «الأقنعة أُزيلت هذا الأسبوع»، وإنّ ما كان مجرد شعور غامض تحول إلى سياسة معلنة، فالحقيقة هى أنّ نتنياهو لا يقاتل ضد حماس أو حزب الله، بل يقف وحيداً أمام قادة الجيش..على حد وصفه
أضاف بن دافيد أن وزير الدفاع يوآف جالانت يطلب بشكل متكرر من نتنياهو نقل مركز ثقل القتال من الجنوب إلى الشمال لكن نتنياهو يتجاهل ويصرعلى مواصلة الحرب فى غزة، مكرراً الخدعة السطحية بشأن أهمية البقاء فى محور فيلادلفيا.
أشارت الصحيفة الى انه ما دام نتنياهو يُصرّ على حرب أبدية فى غزة، وعلى بقاء اثنتين من الفرق الثلاث الحاسمة فى الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة، فإنّ الجيش ليس مستعداً لبدء هجوم واسع النطاق فى الشمال.
وفى هذا السياق، لفت بن دافيد إلى أنّ حرب الاستنزاف تشهد تصعيداً يومياً فى الشمال، إذ يقوم حزب الله بتوسيع المنطقة الأمنية، التى أنشأها عند الحدود الشمالية، بينما دخلت، هذا الأسبوع، مستوطنات روش بينا ونهاريا بالكامل ضمن مدى الحرب، مضيفاً أنّ هذا التوسيع سيستمر حتى يحدث شيء سيئ لا يمكن احتواؤه.
يأتى ذلك بينما تتعمّق الانقسامات والخلافات بين المسئولين الأمنيين الإسرائيليين وحكومة نتنياهو، على خلفية انتقاد أعضاء اليمين المتطرف فى حكومته أيَّ اتفاق من أجل وقف إطلاق النار، فى حين يُطالب مسئولون أمنيون بالتوصل إلى صفقة لاستعادة الأسري، مؤكّدين عدم أهمية البقاء فى محور فيلادلفيا، مثلما يُروّج نتنياهو.
من جهة أخرى يحتاج جيش الاحتلال الإسرائيلى إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط بعد أن أمضى الآلاف منهم أشهرعدّة، فى الخدمة تاركين أسرهم ووظائفهم، منذ بدء حرب إسرائيل على غزة، ما أثار موجة استياء، وسط تداعيات سلبية للحرب على قطاع الاقتصاد، وفق «بلومبرج».
أشارت «بلومبرج» إلى أنه يوجد نحو 350 ألفا من جنود الاحتياط، قضوا أشهر فى الخدمة، وأجلوا التزاماتهم العائلية وأعمالهم ودراساتهم، للمشاركة فى الحرب على غزة، أو التصدى للهجمات التى يشنّها حزب الله اللبنانى فى الشمال.