«لو فازت كامالا هاريس ستصبح أمريكا مثل فنزويلا وستزول إسرائيل فى غضون عامين» هكذا هاجم المرشح الجمهورى دونالد ترامب مرشحة الحزب الديمقراطى هاريس فى المناظرة التى جرت بينهما فجر الأربعاء الماضى بينما وصفت هاريس منافسها بأنه «ضعيف» فيما يتعلق بالأمن القومى ولو صار رئيسا سيسلم أوكرانيا للرئيس الروسى بوتين.. عزيزى القارئ لو كنت مكان الناخب الأمريكى من ستختاره رئيسا بعد هذه المناظرة؟.. وبمعنى أخر من هو المرشح الذى كان أكثر صدقا وإقناعا حتى تمنحه صوتك فى انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل؟.
فى الواقع عجز المراقبون والمحللون عن تحديد المرشح الذى فاز بالضربة القاضية فى هذه المناظرة وإن كانت الكفة تميل قليلا لصالح هاريس التى بدت أكثر حيوية بينما بدا ترامب متهجما أغلب الوقت..ورغم أن الضوابط التى وضعتها قناة «إيه بى سي» التليفزيونية للمناظرة تهدف للحفاظ على آداب السلوك إلا أن المرشحين تشاجرا وقاطع كل منهما الأخر فى بعض الأوقات وهاجمت هاريس ترامب واتهمته بإطلاق الأكاذيب وأن بعض مؤيديه غادروا تجمعاته الانتخابية مبكرا وفى المقابل انتقد ترامب سياسات بايدن وهاريس فيما يتعلق بالهجرة والاقتصاد.
ويمكن القول أن هاريس نجحت فى الانتقام لخسارة بايدن فى المناظرة الأولى التى جرت قبل شهرين بعد أدائه الكارثى الذى كان من أهم الأسباب التى دفعته للإنسحاب من السباق الرئاسى ولكن بعد المناظرة الأخيرة إنحاز أغلب المحللين وأساتذة السياسة فى أمريكا إلى جانب هاريس وأكدوا أن المرشحة الديمقراطية نجحت فى عرض حججها ووضعت منافسها فى موقف الدفاع وأن أداء ترامب كان ضعيفا وفازت هاريس بسهولة بعد أن تصدت لأسئلة المشرف على المناظرة وسددت ضربات إلى ترامب ونجحت فى إثارة غضبه والمناظرة كانت دقة وتخطيطاً من جانب هاريس فى مواجهة فوضى وغضب وتضليل من جانب ترامب.
وفى أحدث استطلاع للرأى جرى مع 600 ناخب مسجل شاهدوا المناظرة قال 63 فى المائة أن هاريس كانت الأفضل أداء بينما أعلن 37 فى المائة تأييدهم لترامب وقبل المناظرة إنقسم نفس الناخبين بالتساوى حول من يعتقدون أنه سيحقق أداء أفضل ولكن هذا الاستطلاع لا يترجم بالضرورة إلى أصوات حيث قال أربعة فى المائة فقط أن المناظرة غيرت أرائهم تجاه من يصوتون له ..وفى أخر استطلاعات الرأى الوطنية التى جرت نهاية أغسطس الماضى حققت هاريس 47 فى المائة بينما ظل متوسط شعبية ترامب ثابت نسبيا حيث بلغ ٤٤ فى المائة رغم تأييد المرشح المستقل روبرت كينيدى له بعد إنسحابه من السباق.
ورغم أن استطلاعات الرأى الوطنية تعبر عن مدى شعبية المرشح إلا أنها ليست بالضرورة يمكن من خلالها التنبؤ بنتيجة الانتخابات خاصة وأن النتيجة يحسمها المجمع الانتخابى وبالتالى فالفوز بأكبر عدد من الأصوات لن يحسم المعركة كما أن استطلاعات الرأى فى الولايات السبع المتأرجحة متقاربة مما يجعل من الصعب معرفة من سيفوز فى هذا السباق.