أود تجديد باقة التفاؤل بعد جملة من الأحداث والأخبار التى دفعتنى للقيام بهذا التجديد، فبعد كم الاكاذيب التى روجها رئيس وزراء الكيان الصهيونبة تجاه مصر ومواقفها وحدودها، وبعد الردود المزلزلة من جانب مصر الرسمية والشعبية والتى وصفت تصريحات بيبى نتنياهو بجملة الأكاذيب العبثية، فهو يعرف أنه يكذب وقادة جيشه وأجهزته الاستخباراتية يعرفون أنه يكذب وهو ايضا يعرف اننا نعرف انه يكذب، لقد حاول الخروج من ازماته الداخلية الطاحنة على حساب الدولة المصرية بإلقاء التصريحات الكاذبة المهينة له قبل ان تكون مهينة للآخرين، مصر وكما العادة تتعامل بمنتهى الحكمة والشفافية والوضوح والقوة الناجزة ، الولايات المتحدة تعلم علم اليقين مدى صدق مصر وتجردها وفاعليتها النابعة من مكانتها، ربما جرت فى الحجرات المغلقة وعبر وسائل الاتصال ما يمكن أن يكون توبيخا للماديين المضللين الذين أرادوا تسميم المشهد برمته، لكن كل هذا يظل فى مربعات الاحتمال، لكن ظهر ما يبدد طيف الاحتمالات ويدخلها فى سياق المؤكدات، أربعة أخبار متتالية عن احداث جرت خلال الساعات القليلة الماضية ، الأول إعلان الخارجية الأمريكية عن تقديم مذكرة للكونجرس لمنح مصر مبلغ مليار وثلاثمائة مليون دولار مساعدات عسكرية كان بعضها معلقا منذ سنوات لأسباب غير مفهومة ، الثانى إعلان وزارة الدفاع الأمريكية سحب حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة روزفلت من المنطقة ، الثالث إعلان الجيش والحكومة الإسرائيلية انه لم يتم العثور على أى أنفاق نشطة بين مصر وقطاع غزة بعد عمليات التمشيط فى الجانب الفلسطينى ، هذه الاخبار الثلاثة تحمل فى سياقها العام قدرا كبيرا ومهما من التغيير فى المواقف الرسمية الأمريكية والإسرائيلية ، لكن جاءنا تصريح من مصدر مصرى رفيع المستوى مطلع على مجريات المفاوضات الحرجة والمعقدة بين إسرائيل وحركة حماس برعاية ثلاثية مصرية أمريكية قطرية حيث أفاد المصدر ان هناك تفاؤلا واضحا فى مسار المفاوضات فى هذه الجولة، وتلقفنا تصريح خليل الحية القيادى الحمساوى بأن الحركة توافق على خطة بايدن التى أعلنها فى نهاية مايو الماضى دون شروط جديدة وأكد ان الحركة تعمل على إنجاح المفاوضات هذه المرة ، كل ماسبق يؤكد جملة من الحقائق التى يجب ألا نغفل عنها فى كل الأوقات ، أولى هذه الحقائق ان مصر دولة كبيرة فاعلة رائدة حكيمة قوية مترفعة عن الصغائر، ثانيا ان الولايات المتحدة والعالم العربى تحول فى قناعاته تجاه الحق والحقيقة التى تتبناها مصر تجاه القضية الفلسطينية وحقيقة ما يجرى وسبل الخروج من المأزق ، ثالثا اكتشف العالم زيف وكذب الادعاءات الإسرائيلية التى كانت تروج لافكار مغلوطة عن كونها دولة ديمقراطية ترعى حقوق الإنسان وسط عالم من الديكتاتوريات التى لا تراعى حقوق الإنسان، العالم انتبه إلى حقبة دولة الكيان، رابعا تأكد الجميع ان الحروب والنزاعات والصراعات لا تصنع نصرا ولا تقضى على عدو ولا يوجد فى حروب العصر الحديث من يستطيع إنهاء حرب وتحقيق نصر كامل، جملة ما اود الحديث بشأنه هو أننى متفائل هذه المرة .