تشهد أسواق بيع حلوى المولد انتعاشا خلال الفترة الحالية مع ذكرى المولد النبوى الشريف، حيث يتصدر شارع الفجالة فى القاهرة قائمة الأماكن التى يتم فيها صناعة وبيع أنواع حلوى المولد المختلفة بسبب رخص أسعارها مقارنة بالمحلات الكبري.
ترجع صناعة حلوى المولد فى مصر إلى القرن الرابع الهجرى فى العصر الفاطمي، وبالتحديد عام 973 ميلادى منذ ما يزيد عن 1000 عام، حينما كان الخلفاء الفاطميون يسيرون فى شوارع القاهرة فى مواكب ضخمة، للقيام بتوزيع حلوى المولد على أفراد الشعب، حتى أصبحت ثقافة اجتماعية متجذرة فى المجتمع، وجزءا من الفلكلور الشعبى فى مصر، لم يتغير حتى بعد انتهاء الحكم الفاطمى بمئات السنين.
واشتهرت مدينة طنطا بمصانع حلوى المولد، قبل أن تنقل الراية إلى مدينة القاهرة، وبالتحديد فى منطقة باب البحر فى شارع الفجالة حيث تباع حلوى المولد بأسعار الجملة.
«الجمهورية « رصدت خلال جولة فى المنطقة التى تشهد زحام كبير من جانب الأهالى من مختلف الطبقات الذين حضروا من أجل شراء حلوى المولد، حيث المحلات وبائعو الحلوى والعرائس المولد بأشكالها المبتكرة التى تتسم بالدقة والفخامة، كما أن منها مزينة بحلى من النحاس التى يرتفع الطلب عليها من جانب الشبان المقبلين على الزواج الذين يحرصون على شرائها لتقديمها إلى عرائسهم.
ومن أشهر أنواع حلوى المولد التى تتصدر المبيعات تأتى السمسمية والحمصية والفولية والهريسة والملبن بأنواعه المختلفة الذى يضاف إليه المكسرات وجوز الهند.
أصحاب المحلات وبائعو حلوى المولد، أكدوا أن ارتفاع أسعار الخامات التى تدخل فى تصنيع الحلوى مقارنة بالعام الماضي، أدت إلى زيادة الأسعار بنسب تتراوح بين 10 و20 ٪ على الأقل، مضيفين أنها يبدأون فى تصنيع الحلوى بشكل مكثف قبل الليلة الكبيرة بشهر على الأقل.
تقول ام آدم صانعة عروسة المولد اعمل فى هذه المهنة منذ 22 عاما واحبها لانى احب الفن وحياكة الفساتين اصنع يوميا اكثر من 150 عروسة موضحة أن صناعة العروسة أصبحت مكلفة بسبب الخامات المستخدمة فنحن نصنعها من نفس قماش العرائس الحقيقى وتشير الى ان سعر العروسة يبدأ من 130 جنيها بسعر الجملة وقد يصل لاكثر من ذلك بكثير خاصة فى المحلات المعروفة. . ويقول محمد فوزي، مهندس جودة فى أحد مصانع الحلويات الكبيرة، نبدأ فى تجهيز حلاوة المولد قبل الليلة الكبيرة بثلاث اسابيع أو شهر، مشيراً إلى ان هذه الصناعة قوامها الاساسى السكر وعسل الجلكوز والحبوب الزراعية مثل الفول والحمص والمكسرات وأوضح أن هذه صناعة صعبة وتعتمد على ضبط النسب ودرجة تسويتها وتعتبر الفولية والسمسمية والحمصية هى الأكثر مبيعا.
أما الملبن فيتم تصنيعه كخامة اضافية مؤكدا أن لكل نوع صنيعى شاطر فيها،ومضيفاً أن الاسعار ارتفعت مثل اسعار الفول والعسل والسكر بجانب الطاقة والموارد التى يعملون بها وايضا ارتفع سعر الملبن الملفوف لانه مصنوع بعين الجمل الذى ارتفع سعره ايضا.
عن طريقة تصنيع الملبن يقول نضع سكرا وعسلا ونسبة من النشا على النار لوقت محدد بدرجة حرارة معينة ثم يتم صبه فى صاجات ويتم تقطيعه فى اليوم التالي.
اما حبل عين الجمل فنغطسه فى الملبن مرة او مرتين وننتظر حتى يبرد ثم يوضع فى دقيق وسكر ويترك يوما ثم يضاف له سكر بودرة ونشا ثم يتم تعبئته.
وعن اكثر الحلويات طلبا قال إن الفولية والقرصية هم الاكثر مبيعاً مضيفاً أن الاسعار هذا العام زادت بسبب ارتفاع اسعار كل الخامات.
أضاف ان الصنايعى المحترف هو الذى يضبط معيار السكر حتى لا يكون مضرا بسبب زيادة السكريات، موضحاً أن أكثر ما يميز الصناعة حلوى المولد هو استخدام خامات جيدة جدا مثل الحمص البلدى والفول البلدى والمكسرات مثل الفزدق الحلبى او الايرانى او الزبيب المصرى والايراني.
وعن قرص الحلاوة فيتم تصنيعه من السكر والعسل ويوضع على ماكيت يقوم بمط الحلاوة ثم نضع الحبوب سواء الحمص او السمسم او الفول ويخرج المنتج ليتم قصه على الحجم والوزن المطلوب وتوضع فى الفورمة ثم تقطع.
اضاف ان هذه المنتجات تحتاج إلى ساعتين تصنيع فقط ويشير إلى صناعتها فى الشتا افضل من الصيف.