بدر الشمرى مؤثر عربى معروف على السوشيال ميديا ويتابعه أعداد كبيرة من المشاهدين وأتى إلى مصر يزورها ويتحدث عنها ويبدى صدمته واندهاشه بين ما شاهده ولمسه من المصريين فى الساحل من سلوكيات وبين ما يراه على التيك توك من سلوكيات أخري.. وبمعنى صريح فهو يتحدث عن فوارق كبيرة بين عالمين.. وعن واقع مختلف تمامًا عن «التيك توك» ومحتوياته.
وللشمرى نقول إن مصر التى على الخارطة الآن تختلف كثيرًا عن مصر فى أذهان الآخرين.. مصر تغيرت كثيرًا يا شمري.. والذين جاءوا من دول الخليج العربية هذا الصيف وتوجهوا إلى الساحل بدلا من بقائهم فى القاهرة كما كان يحدث سابقًا عادوا إلى بلادهم بأحاديث من الانبهار عن الساحل وسكانه وجماله ومقوماته السياحية الهائلة والذين خرجوا من القاهرة للتوجه إلى مدنها ومحافظاتها تعرفوا على الطرق الجديدة التى تمثل واحدة من أفضل شبكات الطرق المتقدمة.. والذين ذهبوا إلى أكتوبر والتجمع ومدينتى والشروق والرحاب وغيرها من المدن الجديدة أصابهم الاندهاش من المستوى الحضارى والمعمارى الذى لم يكن يعرفونه قبل ذلك عن مصر والذين طافوا القاهرة العاصمة لم يجدوا العشوائيات التى اعتادوا أن تكون فى مقدمة احاديثهم عندما كان البعض يتعمد التقليل من قيمة مصر.
وعندما نقول إن مصر قد تغيرت يا شمرى فإننا نوجه دعوة جديدة لإعادة اكتشاف مصر.. مصر تبنى دولة جديدة.. مصر تسابق الزمن فى وضع أسس دولة عصرية مكتملة الاركان.. مصر تواجه أعنف أزمة اقتصادية لظروف وعوامل لا مجال للحديث فيها الآن ولكنها ورغم كل ذلك لم تتوقف عن التنمية وصناعة المعجزة.. ومصر التى تعيش كل حوارات الغلاء والتضخم ومشاكل حياتية متعددة كانت أيضا حريصة على أن تظل قواتها المسلحة على أعلى درجة من الكفاءة والجاهزية لضمان أمن وسلامة حدودها والدفاع عن أمنها القومي.. ومصر قد تعاني.. وقد نتحدث عن ارتفاع أسعار الطماطم والبطاطس.. ولكن هذا هو حديث الحياة.. الحياة فيها كل شيء.. فيها البحث عن الطعام.. البحث عن الوظيفة.. البحث عن المال.. ولكن فيها فى مصر دائمًا ما هو الأهم والابقي.. وهو البحث عن الكبرياء المصري.. البحث عن الدولة القوية.. البحث عن قيمة ومعنى ومكانة مصر.. هذا هو الأهم.. وهذا هو ما يجمعنا من الساحل لأسوان.. ومن سيناء إلى حلايب وشلاتين.. ومن مطروح إلى القاهرة.. كلنا فى مصر على قلب رجل واحد.. وهذا هو ما ولن يتغير.
>>>
ومن مصر التى تكتب التاريخ والتى هى التاريخ إلى الدولة التى تصنع لها تاريخًا حديثًا.. إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث لم يعد باقيًا من الزمن إلا نحو سبعة أسابيع قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى يتابعها العالم كله.
واستطلاعات الرأى تشير إلى تقدم طفيف لمرشح الحزب الديمقراطى للرئاسة كاميلا هاريس بعد تفوقها الواضح على المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى المناظرة الأخيرة التى انتقمت فيها لاخفاق الرئيس الحالى جوبايدن قبل ذلك أمام ترامب وهو ما كان سببًا فى انسحابه من السباق الرئاسي.
ولو فازت هاريس فى الانتخابات فإن الفضل فى ذلك سيعود إلى أربعة أشخاص وقفوا إلى جوارها ودعموها بشدة وبتأثير وهم الرئيس السابق أوباما وزوجته ميشيل أوباما الرئيس الأسبق هيلارى كلينتون ومقدمة البرامج التليفزيونية أوبرا وينفري.. فقد كان أداؤهم وخطاباتهم بمثابة نقاط تحول لصالح هاريس.
وإذا كان الزمن يعود للوراء فإن المرأة الحديدية الأسطورية ميشيل أوباما هى من كان يستحق الترشح للرئاسة فهى تملك كل المقومات من ثقة وعلم وكاريزما وقدرة على السيطرة والاقناع.. ولو كانت ميشيل أوباما هى التى ستحكم للعالم لكان العالم كله شأن آخر..!
>>>
وأدعوكم للتعرف على كيفية القضاء على الحوادث والمشاكل المرورية فى العالم.. أدعوكم لقراءة ما حدث لسائق سيارة فى شوارع زيورخ بسويسرا.. فكل جريمته أنه قد اقترب أثناء القيادة من سيارة أخرى ولم يحافظ على مسافة الأمان بينه وبين السيارة التى أمامه!! اعتبرت الشرطة والقانون السويسرى هذا العمل على أنه «عمل خطير» يتجاوز كونه مخالفة مرورية وفرضت على قائد السيارة مخالفة مرورية قدرها أكثر من مائة ألف فرنك سويسري..!
والحادث والعقوبة رسالة لكيفية الانضباط المرورى فى الشارع.. ولا أعرف كيف أعلق عليه ونحن فى صراع مع توكتوك من اليمين ودليفرى من اليسار على دراجة نارية وسائق نصف نقل ملتصق بالسيارة من الخلف يحاول العبور.. وموكب لأفراح يغلق الطريق.. وشاب على مقطورة يأتى من اتجاه معاكس.. ومشاة يحاولون العبور فى هذا السيرك المتنقل فى الشارع..!
>>>
وفى حفلات الزواج الآن.. أصبح هناك «دخلة»للعروسين مثل دخلة جمهور كرة القدم فى المباريات الكروية.. وكل عروسين يتبكران اطلالة جديدة فى الظهور أمام المعازيم.. و»تقاليع» و»تفانين» عجيبة.. ورقص وطبل وقصة حب يحكى عنها المعازيم.. ولا ينقضى عدة أسابيع إلا وتسمع حديثًا عن الطلاق!! العروس اكتشفت انه «هايف» ومش بتاع مسئولية.. والعريس اكتشف انها لم تكن الجميلة التى كانت فى «الكوشة».. ودمها تقيل.. وكمان مغرورة وأنانية والطلاق أسرع وأسهل الحلول.. وهى حكاية معظم الزيجات هذه الأيام..!!! الزواج ليس احتفالاً جنونيًا بليلة العمر فقط.. الزواج ارتباط عقلانى وعاطفى واجتماعى وهى مفاهيم على ما يبدو لم تعد موجودة..!
>>>
ومصر كلها حزينة لوفاة مدرب كرة القدم ايهاب جلال.. مصر تشعر بالتعاطف مع المدير الفنى المحترم الخلوق الذى لم يصدر عنه ما يسيء حتى للذين ظلموه وأهانوه.. كثيرون يشعرون بأن ايهاب جلال كان ضحية لمناخ رياضى بالغ القسوة.. ومصر كلها تدعو له بالرحمة والمغفرة.
>>>
وممثلة تركت المجال لأن أحدًا لم يعد يسند إليها أدوارًا واتجهت إلى «التيك توك» وحققت معه انتشارًا ودخلاً كبيرًا.. وقالت ردًا على منتقديها «أى شخص يوجه لى كلمات لا تعجبنى سوف أضرب رأسه بالحذاء».. ولا تعليق على ما قالته.. هى التى علقت على نفسها..!
وأخيرًا:
والعزلة ضرورية من وقت لآخر لنعيد ترتيب أفكار يبعثرها الأغبياء من حولك.
ووجود الرأس فى الجسد حقيقى ثابت.. لكن وجود العقل داخل الرأس تلك مسألة فيها نقاش.
وسرورى أن تبقى بخير وصحة ونعمة.
واللهم هون علينا ما نراه صعبًا.