شهد قطاع غزة أمــس ليلة دامية حيث اســـتشهد 60 مواطنا جراء غارات جوية عنيفة شنها الاحتلال الإسرائيلى على مناطق مختلفة فى القطاع.
تركز القصف الاسرائيلى على مناطق سكنية فى مخيم النصيرات وسط القطاع حيث أوقع عشرات الشهداء والمصابين معظمهم من النساء والأطفال .
قال الدفاع المدنى فى غزة ان القصف الاسرائيلى استهدف ايضا محيط مدرسة عين جالوت بمنطقة حسن البنا فى حى الزيتون بمدينة غزة.ومخيم المغازى وسط القطاع .
ذكرت تقارير إعلامية أن دبابات إسرائيلية قصفت بالمدفعية وبنيران رشاشاتها منطقة المواصى غرب مدينة رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة، وهو ما خلف عددا من الجرحي.
من جانب آخر كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن إبلاغ حكومة الاحتلال للمحكمة العليا بأن وجود الجيش فى غزة محدود، ولا يسمح بسيطرة حقيقية على القطاع.
وجاء فى مراسلات للحكومة الإسرائيلية إلى المحكمة وفق الصحيفة، أن حركة حماس ما زالت تتمتع بالقدرة على ممارسة صلاحيات الحكم فى القطاع حتى الآن، مضيفة أن جيش الاحتلال يتعرض للمقاومة فى غزة تحت الأرض وفوقها.
من ناحية اخرى قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن بقاء الجيش الإسرائيلى فى محور فيلادلفيا هو العائق لإبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف النار فى قطاع غزة، وذلك بعد لقاء جمع الوسطاء مع قيادات حركة حماس.
وذكرت أن قوات الاحتلال تنتظر الإذن بالخروج من رفح الفلسطينية ، بعد إعلان هزيمة لواء رفح فى حركة حماس , وهو ما اعتبره جيش الاحتلال انتهاء لعمليته العسكرية فى رفح الفلسطينية .
فى تطور آخر ناقش مجلس الأمن الدولي، بناءً على طلب الجزائر، وتحت بند ما يستجد من أعمال، الغارتين الجويتين الإسرائيليتين الأخيرتين على مدرسة تؤوى نازحين فى قطاع غزة، اللتين أسفرتا عن استشهاد 18 فلسطينيًا، أغلبهم من النساء والأطفال، وإصابة آخرين، من بينهم 6 من موظفى «الأونروا».
وأدانت الجزائر بشدة، فى الإحاطة التى قدمتها لمجلس الأمن، تلك الهجمات وأعربت عن قلقها العميق إزاء التحول المأساوى للمدارس إلى أهداف رئيسية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ما تسبب فى خسائر مأساوية بين المدنيين الأبرياء، مشيرة إلى أن هذا الهجوم هو الخامس على هذه المدرسة (الجاعوني).
وشددت على أن البنية التحتية الإنسانية والعاملين فى المجال الإنسانى يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الإنسانى الدولي، وأن استهدافها يشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال يستهدف بشكل متعمد العاملين الإنسانيين، بما فى ذلك «الأونروا»، التى فقدت بالفعل أكثر من 220 موظفًا.
من جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قصف الاحتلال الإسرائيلى مدرسة تؤوى نازحين فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مجددا دعوته للوقف الفورى لإطلاق النار.
وذكر بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة، أنه لابد من إجراء تحقيق مستقل وشفاف فى الحادثة لضمان المساءلةمشددا على أن استمرار غياب الحماية الفعالة للمدنيين فى غزة أمر غير مقبول.
على الصعيد السياسى استقبل رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز، أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة، فى قصر مونكلوا فى العاصمة مدريد، لعقد الاجتماع الوزارى للتنسيق حول الأوضاع فى غزة وخطوات تنفيذ حل الدولتين.
شارك فى الاجتماع رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفي وزير الخارجية المصرى بدر عبد العاطى ، ووزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية المصرى بدر عبد العاطي، ووزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى حسين إبراهيم طه، ووكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون السياسية الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، ووزير الدولة القطرى محمد بن عبد العزيز الخليفي.
وفي مدريد قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إنَّ الخطوات التي تحققت باتجاه الاعتراف بدولة فلسطين «مهمة ولكنها غير كافية». جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة مدريد، قبيل انعقاد اجتماع مجموعة الاتصال المشكلة من منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بشأن التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وخلال المؤتمر الصحفي، قال ألباريس، إن الدولتين هو الحل الوحيد للسلام والاستقرار في المنطقة ولا بد من إطلاق مسار سلام تحت رعاية الأمم المتحدة وإلزام الأطراف بالمشاركة فيه.
وطالب الوزراء العرب بضرورة قيام المجتمع الدولى بالضغط على اسرائيل لانهاء الحرب ووضع جدول زمنى لتنفيذ حل الدولتين .
وطالب «بيان مدريد» الصادر عن ممثلى مجموعة الاتصال الوزارية المشتركة بشأن تنفيذ حل الدولتين «الفلسطينية والإسرائيلية»، بإعادة السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية على معبر رفح وبقية الحدود، مشددا على ضرورة الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية المحتلة من غزة، بما فى ذلك من ممر فيلادلفيا.
وأكدالبيان الختامى على ضرورة ايصال المساعدات الانسانية بشكل فورى ودون شروط من خلال فتح كافة المعابر ودعم عمل اونروا كما حذر البيان من التصعيد الخطير فى الضفة وطالب بتنفيذ وقف فورى للهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين ووقف كافة الاجراءات التى تؤدى إلى التصعيد الاقليمى .
انسانيا قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن المستشفيات المتبقية فى قطاع غزة تعانى بشدة بفعل استمرار الحصار الإسرائيلى والاعتداءات المستمرة، من وضع شديد الصعوبة نتيجة خسارة معظم المعدات الأساسية.
أشارت الوزارة إلى وجود نقص فى الأدوية الأساسية فاقت نسبته 60 ٪ وأكثر من 85 ٪ بالنسبة للأدوية التخصصية لعلاج السرطان وغسيل الكلي.
بدوره وصف الأمين العام لمنظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوفر لوكيير، الوضع الإنسانى والصحى فى قطاع غزة بأنه كارثي، مؤكدا أنه لا يوجد أمن ولا أمان للعاملين فى القطاع الصحى خلال تأدية واجبهم.
ونوه لوكيير أن إسرائيل تستخدم ورقة المساعدات الإنسانية أداة للدعاية السياسية، وأنها لا تسمح بدخول المواد اللازمة للقطاع.
من ناحية اخرى أدانت وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية بأشد العبارات، الدعوات التحريضية المستمرة من منظمات إسرائيلية استيطانية عنصرية متطرفة لتفجير المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسى الشريف وقبة الصخرة المشرفة.
أكد المتحدث باسم الخارجية الأردنية السفير سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق وإدانتها لهذا التحريض، الذى يتزامن مع سياسة فرض وقائع جديدة فى المسجد المبارك الحرم القدسى الشريف، وبما ينتهك حرمته ويستهدف تغيير الوضع التاريخيّ والقانونى فيه .