بالرغم من أن الزعيم النازى الألمانى ادولف هتلر قد تمكن من غزو ما يقرب من ثلاثة أرباع أوروبا وضمها إلى بلاده إلا أن التاريخ لم يشهد زعيما نال من لعنات الكراهية والغضب مثلما حدث له شخصيا!!
لقد تصور هتلر أن الدنيا كلها يمكن أن تسير على وتيرة واحدة تقوم على القهر والاستبداد وسفك الدماء ثم سرعان ما انهارت تلك الأفكار الخاطئة بعد أن تحطمت ألمانيا فوق رؤوس الذين سبق أن روجوا لأفكار وسياسات زعيمها المهزوم..!
>>>
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انقسمت ألمانيا إلى شعبين أو بالأحرى إلى دولتين الأولى انضمت إلى ركاب أمريكا واسمها ألمانيا الاتحادية والثانية تمزقت فى أحضان روسيا واسمها ألمانيا الديمقراطية .. وظل الحال على هذا الوضع عندما انهار الاتحاد السوفيتى وتفتت أركانه وانسلخ منه كل من سبق أن أشادوا به وبسياساته وبشيوعيته العادلة رغم أن الواقع يقول عكس ذلك.
>>>
المهم.. يحسب لمصر والحق يقال أنها تمكنت من إقامة علاقة متوازنة مع كل من ألمانيا الغربية وشقيقتها ألمانيا الشرقية وإن كانت الظروف لم تتح للشيوعية بالذات توسيع دوائر علاقاتها مع مصر عكس الغربية التى تمكنت من البداية من إقامة دولة قوية متحضرة تتبع نظام السوق الحرة وكل تلك عوامل ساعدت على أن يحقق كل من الطرفين أعلى قدر من الفائدة المشتركة.
>>>
ونظرا لأن الألمان يؤمنون بأنهم شعب واثق من نفسه فقد أقدم أهل ألمانيا الغربية على إقامة استثمارات فى مصر دون خوف أو وجل أو حتى الإحساس بفقدان الأمان وإقامة جسور الثقة.
ولعل الزيارة التى قام بها الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير قد عكست كل هذه التابلوهات الراقية التى تنم عن الرغبة الحقيقية لاستمرار التعاون بين البلدين إلى ما يفوق كل الحدود.
ولقد لمس الـرأى العام فى كل من مصر وألمانيا كيف أن الرئيس الألمانى قد بدت عليه علامات الرضا والارتياح والسعادة أيضا وهو يستمع للرئيس السيسى وهو يقول إن معظم المشروعات التى أقيمت فى مصر خلال الخمس سنوات الماضية كانت بمشاركة شركات ألمانية فى مشروعات ضخمة فى الطاقة والنقل ثم ترسخت تلك المشاعر أكثر وأكثر عندما أعلن الرئيس السيسى فى ثقة وشجاعة وصراحة أن الاستثمارات الألمانية فى مصر تتمتع بتيسيرات شاسعة ومؤمنة.
ثـم ..ثـم عندمــا جـــاءت ســيرة ســــد النهضة الإثيوبى على لسان الرئيس السيسى ومناقشة ملف نهر النيل مع الرئيس الألمانى فقد ارتسمت على وجهه العلامات التى تؤكد الاتفاق التام فى الرؤى حول أهمية الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
استنادا إلى كل تلك الحقائق فإن الرئيس السيسى حرص على أن يطرق كل الأبواب من أجل الحفاظ على أرواح الفلسطينيين واستبعاد فكرة تهجيرهم قسرا وضرورة خروج حل الدولتين إلى حيز التنفيذ بأقرب ما يمكن.
فى نفس الوقت فإن الرئيس على يقين كامل بأن هناك من الأزمات الدولية أو الإقليمية التى تستلزم تعاون المجتمع الدولى بأسره وبالتالى ضرورة بث أحاسيس الشجاعة والقوة فى حكوماته وبين ثنايا فرائص أعضائه.
السياسة.. يا سادة لها رجالها ولها عقلها ولها وعيها المتطور دائما فمن يرد أن يتعلم فله خياره وأما من لم يرد فله اختياره وقراره.
>>>
و..و ..شكرا