فى اليوم الـ342 للحرب على غزة، واصل جيش الاحتلال عدوانه ومجازره فى مناطق متفرقة من القطاع المنكوب، حيث أفادت وزارة الصحة فى غزة بارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى أكثر من 41 ألفا و118 فلسطيني، فضلا عن إصابة 95 ألفا و125 آخرين.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر بحق العائلات فى القطاع، أسفرت عن سقوط 34 فلسطينيا، وإصابة 96 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.
أفادت الأنباء إلى سقوط شهيدين وعدة مصابين فى قصف مدفعى إسرائيلى استهدف المناطق الشرقية لمخيم جباليا شمال قطاع غزة.كما استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون فى غارة استهدفت منزلا قرب المستشفى الأوروبى جنوب شرق خان يونس.
من ناحية أخري، توالت ردود الأفعال الدولية الغاضبة إزاء مقتل 6 من موظفى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فى غارتين جويتين على مدرسة فى وسط قطاع غزة يوم الأربعاء.
ندّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بمقتل العاملين الستة، وقال بتغريدة عبر منصة إكس إنّ «ما يحدث فى غزة غير مقبول على الإطلاق. لقد تعرّضت مدرسة تؤوى 12 ألف شخص لقصف جوى إسرائيلى مرة أخري».
كما أضاف أن «فى عداد القتلى ستة من وكالة الأونروا»، مشددا على ضرورة وقف هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنسانى الدولى فى الحال.
كما أعربت وزارة الخارجية السعودية فى بيان أمس، عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات استهداف قوات مدرسة تؤوى نازحين فلسطينيين، مشددة على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين العزل، ووضع حد للكارثة الإنسانية غير المسبوقة التى يشهدها قطاع غزة نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين والأعراف الدولية.
وأدانت وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية العملية الإسرائيلية. وقال الناطق الرسمى باسم الوزارة سفيان القضاة، إن استمرار إسرائيل فى انتهاك القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى ما هو إلا نتيجة لغياب موقف دولى فاعل وحازم ينهى هذا العدوان المتواصل على القطاع، وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
أما الخارجية الألمانية فقالت إن مقتل 6 من موظفى الأونروا بغزة غير مقبول، وأضافت أن إسرائيل تتحمل مسئولية حماية موظفى الأمم المتحدة.
يذكر أنه على مدى الأشهر الماضية، تعرضت عدة مدارس تؤوى نازحين فى القطاع لقصف إسرائيلي، تحت حجة أن «مسلحين من حماس يختبئون هناك ويخططون لشن هجمات على القوات الإسرائيلية»، وهو ما تنفيه حركة حماس، ومنذ اندلاع الحرب فى السابع من أكتوبر، لجأ عشرات آلاف النازحين إلى المدارس باعتبار أنها أكثر أمناً، إلا أن القصف لاحقهم أيضا.
من جانبها، جددت الأونروا أمس، تحذيرها من «عدم وجود مكان آمن فى قطاع غزة»، داعية إلى حماية مراكز الإيواء. وقالت فى بيان، إن عدد الضحايا فى الهجوم الإسرائيلى الأخير هو الأعلى بين موظفيها فى حادث واحد، ومن بين الضحايا مدير مركز الإيواء.
وطالبت الأونروا بحماية المدارس والبنى التحتية المدنية الأخرى فى جميع الأوقات، كما دعت جميع أطراف الصراع إلى عدم استخدام المدارس أو المناطق المحيطة بها لأغراض عسكرية أو قتالية.
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن القصف المتكرر على المستشفيات والمدارس والملاجئ أسفر عن مقتل مدنيين وعاملين بالمجال الإنساني.وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنه لا توجد كلمات يمكن أن تعكس الرعب الحقيقى وفقدان الأرواح فى غزة.
على صعيد آخر، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الاستفزازى للأغوار. وذكرت أن ما فعله نتنياهو تعميق ممنهج لضم الضفة الغربية وتفجير أوضاعها تحت حجج وذرائع واهية لن تستطيع إخفاء البعد الاستعمارى الاستيطانى لمخططات الاحتلال الهادفة لابتلاع الأغوار وتفريغها من أصحابها الأصليين.
وتطالب الوزارة بتدخل دولى عاجل لوقف العدوان على شعبنا ومنع تفجير الأوضاع فى الضفة قبل فوات الأوان.
من جهة أخرى أخري، نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مسؤول سابق بجهاز الأمن الداخلى (الشاباك) قوله إن القوة العسكرية لحركة حماس تعتبر رادعا بما يكفى لمنع سيطرة طرف آخر على قطاع غزة.
وزعم المسؤول الإسرائيلى أن حماس فى وضع صعب لكنه أكد أنها لم تُهزم، مشيرا إلى أنه كان يتوقع نتائج أفضل للقتال الدائر منذ قرابة عام فى قطاع غزة.
ونقلت معاريف أن ذلك المسئول أكد أن الضغط العسكرى فى القطاع غير كاف، وأن على إسرائيل أن تجعل حماس تدرك أنها بحاجة إلى الصفقة.
واعترف المسئول الإسرائيلى أن القضاء على رئيس المكتب السياسى لحماس يحيى السنوار أمر صعب للغاية ولا يخدم كافة الأهداف لكنه ضرورى حسب قوله.
فى الضفة الغربية، واصلت القوات الإسرائيلية، أمس، اقتحامها لمحافظة طوباس فى الضفة الغربية المحتلة، لليوم الثانى على التوالي، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأشارت الوكالة إلى أن قوات الاحتلال ما زالت تحاصر المدينة من جميع مداخلها، وتفرض حظرا للتجول عليها، منذ حوالى 30 ساعة.
وقالت إن «قوات الاحتلال مازالت تنتشر بكثافة فى أحياء مدينة طوباس، مع انتشار كبير للقناصة ووحدات المشاة، إضافة إلى تحويل عدد من العمارات إلى ثكنات عسكرية».
ونفذت قوات الاحتلال، منذ الأربعاء، عمليات مداهمة وتفتيش للعديد من منازل المواطنين فى طوباس، واعتقلت تسعة مواطنين، إضافة إلى اعتقال مواطنين آخرين والإفراج عنهم لاحقا.
من ناحية أخري، قالت هيئة الأسرى الفلسطينية إن قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة شملت 40 فلسطينيا منذ أمس بينهم أسرى سابقون.
على صعيد آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك فى مدينة القدس المحتلة، أمس، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت الأوقاف الإسلامية فى القدس- فى بيان وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»- بأن 126 مستوطنا اقتحموا ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، على شكل مجموعات متتالية، وأدوا طقوسا تلمودية ونفذوا جولات استفزازية فى ساحات المسجد المبارك.