يعلم رئيس وزراء الكيان الإسرائيلى بنيامين نتنياهو المولود فى مدينة تل الربيع التى يسميها الاحتلال «تل أبيب» لأب بولندى وأم أمريكية جاءا إلى فلسطين فى خمسينيات القرن الماضى كمستعمرين، أن نبض أصغر طفل من أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية يسرى فى عروق كل أبناء الأمة العربية، والإسلامية ولكنه يتجاهل هذه الحقيقة أو يحاول أن يتعامى عنها بسبب غرور القوة، والدعم الذى يحصل عليه من حلفائه، ولكن عليه أن يعرف أن كل العرب يتحدثون لغة واحدة ويمتلكون قيماً وعادات وتقاليد وأصولاً واحدة لا يفهمها هو، لأنه ابن مستعمر بولندى جاء يعيش على أرض ليست أرضه وسط مجموعة من اليهود الذين خدعتهم وجمعتهم الأساطير الصهيونية حول أرض الميعاد المزعومة دون أن يكون بينهم رابط أو عرق ولا يجمعهم تاريخ ولا جغرافيا.
رئيس وزراء الكيان الإسرائيلى ذو الأصول البولندية قال تعليقا على عملية جسر الملك حسين «اللنبي» التى تمكن فيها أحد الفدائيين الأردنيين من قتل ثلاثة من الإسرائيليين نحن محاطون بأعداء ومجرمين يريدون قتلنا، هذا رغم أنهم لم يذهبوا إلى بلاده ولم يسرقوا أرضه ولم يقتلوا أهله كما يفعل فى غزة والضفة الغربية منذ ما يقارب العام وفى جنوب لبنان وسوريا وإيران واليمن وسبق أن فعلها اسلافه فى حروبهم ضد مصر وفلسطين والأردن وسوريا فهم تاريخ حافل من العدوان والسطو على الأرض العربية.
إذا كان يريد أن يعرف لماذا حدث ذلك ولماذا ستستمر عمليات المقاومة والاستهداف من جانب المقاومين والرافضين عليه ان يعلم أن قتل أكثر من أربعين ألفا من البشر ولد حالة من الغضب والرفض والإحباط ضد هذا الكيان المجرم الذى تجاوز المدى فى القتل والوحشية ضد الأبرياء والتى سوف تزيد من الاصرار على تنفيذ المزيد من تلك العمليات التى تستهدف إسرائيليين آخرين.
السياسيون فى الكيان الإسرائيلى يقولون إن إسرائيل فشلت فى تحقيق أيا من أهداف الحرب لأن المقاومة الفلسطينية انتصرت منذ السابع من أكتوبر الماضى لأن الحرب مفاجأة وحماس نجحت وحققت المفاجأة وعبرت أسواراً متعددة مبنية على الخوف وعلى القوة العسكرية وتمكنت من قتل وأسر المئات من جنود الأعداء الذين يحتلون أرض فلسطين فى سابقة لم تحدث ومازالت صامدة بعد مرور ما يقارب من 11 شهرا أدارت فيها معركة كبيرة مع جيش يمتلك كل اسباب التفوق بل إنها نجحت أن تحول قطاع غزة لمستنقع يصاب من يخرج منه بهلاوس نفسية وعصبية.
كما أن المقاومة استطاعت أن تقصف المجتمع الإسرائيلى فى سويداء قلبه بقنابل من الرعب كلما يخرج المتحدث باسم كتائب المقاومة أو الملثم كما يسميه الإسرائيليون أنفسهم وهو يوجه كلماته النارية فى حرب نفسية تجس نبض المجتمع الإسرائيلى وتزيد حالة الاحتقان داخل المجتمع الإسرائيلى لأنهم يصدقونه ولا يصدقون خطابات نتنياهو المليئة بالأكاذيب والخداع.