أيام قليلة وتبدأ البلاد فى الاحتفال بمرور أكثر من واحد وخمسين عاماً على نصر أكتوبر والذى استرد فيه المواطن المصرى والعربى كرامته بتحقيق نصر كبير على العدو الإسرائيلى الذى طالما ردد مقولته عن الجيش الذى لا يقهر وخط بارليف أقوى خط دفاعى شرق قناة السويس والذى حطمته المدفعية المصرية فى 6 ساعات وأوقفت مفعول مدافع النابالم الذى زود به الخط لتأكيد قوة مناعته.
وكنت آمل أن نحتفل معا بالعبور الاقتصادى ايضاً وليس بالعبور العسكرى فقط.. فما تحقق فى السنوات القليلة الماضية ليس قليلا خاصة ما يتعلق بمصانع قطاع الأعمال التى لم يعلن عن دخولها الانتاج بعد خاصة أكبر مصنع للغزل فى العالم والذى أقيم على مساحة 63 ألف متر مربع ويضم 182 ألف مردن وتبلغ الطاقة الإنتاجية 30 طن غزل يومياً من أفضل أنواع الغزو كان ينبغى تشغيله منذ أكثر من سنة ولكن عقبات فى توريد المعدات بسبب الظروف العالمية تسببت فى تأخير التركيب والتشغيل وخلافه.
والمعروف ان قطاع الغزل والنسيج ينفذ استثمارات منذ أكثر من 10 سنوات بأكثر من 50 مليار جنيه انتج منها مصنع 4 بغزل المحلة وتم حجز غالبية انتاجه للتصدير ونأمل سرعة دخول باقى المصانع تباعاً فى العملية الانتاجية للوفاء بطلبات التصدير وجنى ثمار الاستثمارات الجديدة بـ 50 مليار جنيه فى أسرع وقت ونـــــودع إلى الأبد مقــــولة ان المصانع عندنا تســـــتغرق فى البناء بين 3 إلى 5 ســــنوات وهناك دول ذات امكانيات ادارية ومالية تنفذها فى 6 شهور مثل الصين.
وهناك قائمة كبيرة من مصانع الغزل الجارى انشاؤها بعد ان تم الانتهاء من مصانع حليج الاقطان بل تم عمل اصلاحات فى مصانع الحليج القديمة ودخولها فى الخدمة بدلاً من تخريدها ومن المصانع الجارى انشاؤها مصنع غزل 6 بشركة غزل المحلة ومجمع مصانع فى شركة صباغى البيضا بكفر الدوار ومجموعة مصانع فى دمياط للغزل واخرى فى الدقهلية وشبين الكوم وشركة الوجه القبلى للغزل.
ان العبور الاقتصادى امتد إلى نشر مجموعة جديدة من المصانع التى تنتج اليوريا الخضراء والاسمدة المتوافقة بيئيا. والتى تنتج من طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية دون تشغيل أى نوع من الوقود الاحفورى ويجرى جذب استثمارات القطاع الخاص لعمل مزيد من المصانع الخاصة بالبتروكيماويات والالومنيوم والحديد والسيارات وغيرها.
ومن حق الشعب ان يفرح بالمتحف المصرى الكبير الذى تم بكل هذه الإنجازات الصناعية وأن يقوم أيضاً الانتهاء منه بجوار الاهرامات وادراجه على خريطة السياحة العالمية للحصول على مزيد من النقد الاجنبى من عوائد السياحة والتى تجذب الكثير من محبى الاثار الفرعونية من الكبار والشباب والاطفال الذين يدرسون الحضارة المصرية فى المدارس الأوروبية.
كما يجب الانتهاء من مشروع التجلى الاعظم على جبل موسى فى سانت كاترين وتسيير رحلات العائلة المقدسة منها حتى جنوب البلاد والتى تجذب شريحة من السائحين من محبى المزارات الدينية أو متسلقى الجبال الذين تستهويهم مثل هذه الرياضة.
وأقول ان مصر مليئة بالكثير من الخير والذى يمكن الاعلان عنة والبدء فى جنى ثماره سواء فى مشروعات فوق الأرض أو تحت الارض أو مياه البحر وفى الصحراء ويمكن كلها مجتمعة ان تمثل العبور الاقتصادى العظيم.