هناك قوى إقليمية تحاول تفجير المنطقة.. وجرها إلى الحرب الشاملة من خلال قرارات أحادية.. خارج إطار القانون الدولى وخارج منظومة الشرعية الدولية.. وهو ما يشعل التوترات والصراعات وفى ظنى ان هذه القوى الإقليمية المشعلة للأوضاع فى الإقليم تخوض حرباً بالوكالة برعاية ودعم وايعاز من قوى دولية كبرى تنفذ مخططاً شيطانياً ضد قوى بعينها.. من خلال محاولات الخنق والحصار والابتزاز ومحاصرة امتدادات أمنها القومى ومحاولة العبث بمواردها الوجودية أو استهدافها بالابتزاز والاستفزاز والأكاذيب.
قلت ان كل ما يجرى فى المنطقة والشرق الأوسط يستهدف مصر وأمنها القومى ومحاولة تركيعها واجبارها على الموافقة وتمرير مطالب شيطانية تتنافى مع ثوابتها وخطوطها الحمراء وأرضها وقدسية سيادتها.. لكن «القاهرة» تقف على أرض شديدة الصلابة تواجه بحسم وشموخ وعبقرية وثبات وصبر إستراتيجى يحقق أهداف الدولة المصرية ويستنزف أعداءها وخصوصيتها لأن صانع القرار المصرى يدير التحديات والتهديدات ومحاولات الاستفزاز والاستدراج بحكمة وتحويل هذه الأساليب إلى مكاسب مصرية.
وبات الجميع ليسوا فى حاجة إلى شرح وتفسير.. ان الهدف مما يجرى فى المنطقة من صراعات وحرائق ومحاولات ضرب وتعطيل الحركة فى الممرات البحرية الإستراتيجية أو محاصرتها وتهديدها وخلق واقع جديد له تحدياته وتأثيراته على مصالح مصر.. وهو ما يحدث فى البحر الأحمر.. وما يجرى من قوى متحالفة مع الكيان الصهيونى وتتحرك بتعليماته بالتواجد فى باب المندب أو مدخل البحر الأحمر من خلال محاولات مخالفة للشرعية والقانون الدولى سواء من خلال توقيع بروتوكول مع حركات انفصالية غير شرعية للحصول على مواقع بحرية فى شكل ميناء بحرى أو قاعدة بحرية عسكرية يهدف خنق وحصار الدولة المصرية.
المشهد حول مصر يشير إلى مؤامرة واضحة المعالم والملامح من أجل تركيعها سواء على حدودها الشمالية الشرقية وما يحدث فى قطاع غزة والاستفزاز المستمر عبر مخالفة الاتفاقيات المستقرة منذ 2005 سواء فى محاور فيلادلفيا (صلاح الدين) أو السيطرة على الجانب الفلسطينى من معبر رفح.. ضف إلى ذلك اشتعال الحرب الأهلية فى السودان أو استمرار الأزمة فى ليبيا أو ما يدور على الجبهة اللبنانية وهو قابل للتطور بما يؤثر على شرق المتوسط فى حال تحول الوضع إلى حرب شاملة.
القرارات الأحادية والحروب بالوكالة فى المنطقة.. قد تؤدى إلى تفجير المنطقة ودفعها إلى حرب شاملة.. فاستمرار التصعيد الإسرائيلى والاصرار على العدوان فى قطاع غزة واتجاه جيش الاحتلال إلى الضفة الغربية والهدف هو تهجير الفلسطينيين وتفريغ القطاع والضفة.
إسرائيل بسياستها واجرامها واستفزازها وقراراتها الأحادية واصرارها على التصعيد والاشعال والاستفزاز قد يكلف المنطقة بل وإسرائيل نفسها ثمناً فادحاً خاصة تعنت نتنياهو وتمسكه بمصالح شخصية ضيقة أو خوضه حرب وكالة نيابة عن قوى كبرى تأخذ المنطقة إلى آتون المجهول فما بين التعنت والمماطلة وكسب الوقت الذى تتصرف به الولايات المتحدة وعدم قدرتها على اجبار تل أبيب على ايقاف العدوان وتبادل الأسرى والرهائن يفتح الكثير من علامات الاستفهام ويثير العديد من التساؤلات والشبهات حول الدور الأمريكى فيما يحدث فى الأراضى الفلسطينية وفى المنطقة عموماً.
فى الوقت الذى تصعد فيه إسرائيل اجرامها وألاعيبها لاجهاض أى محاولات لانجاح المفاوضات ومحاولات استفزاز مصر وهو بالنسبة لتل أبيب مثل اللعب بالنار ولعل رسائل زيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أحمد خليفة كانت واضحة فى مضمونها وأهدافها للداخل والخارج وللكيان أيضاً فمن العبث والمخاطرة على أى قوة محاول اغضاب واستفزاز مصر أو المساس بثوابتها وخطوطها.. فالحدود المصرية كانت وستظل فى مربع القدسية لا أحد يستطيع المساس بها فى ظل الجاهزية والاستعداد والقدرات والكفاءة وقوة الردع المصرية وهو ما يطمئن الشعب المصرى العظيم على أرضه وحدوده ويبعث برسائل حاسمة لكافة الأطراف مضمونها ان العبث مع الجيش المصرى مخاطرة ومغامرة محفوفة بالهلاك.
أثيوبيا فى توقيت متزامن مع العدوان الإسرائيلى تصعد من قراراتها وإجراءاتها وانتهاكاتها ومخالفتها للقوانين الدولية وعدم احترامها لسيادة الدول.. فقد التزمت بالتعنت والمماطلة فى مفاوضات «سد النهضة» ثم قررت سكب المزيد من البنزين على النار ومحاولة اشعال القرن الأفريقى بسلوك يتنافى مع القانون الدولى واحترام سيادة الدول.. ذهبت إلى أرض الصومال وهو إقليم انفصالى خارج عن الدولة الصومالية الشرعية لتوقيع بروتوكول مع اقليم «صومالى لاند» يعترف الجانب الأثيوبى بالاقليم الانفصالى كدولة ويمنح الإقليم أديس أبابا ميناء بحرياً على ساحل البحر الأحمر بمساحة وقاعدة عسكرية أيضاً عند مدخل البحر الأحمر وهو ما يعد انتهاكاً لسيادة الدولة الصومالية الشرعية.. العضو فى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى والجامعة العربية وهو ما يؤدى إلى مزيد من الاشعال فى المنطقة.. لذلك استجارت الدولة الصومالية بمصر وفق القانون الدولى والشرعية الدولية وقرارات الاتحاد الأفريقى وبطلب صومالى .
مصر لا تتصرف ولا تتحرك إلا طبقاً للقانون الدولى والشرعية الدولية وتنتهج سياسات الاحترام لسيادة الدول والاحترام المتبادل .
هذا العرض يوضح بجلاء القوى التى تسعى إلى اشعال المنطقة ودفعها إلى حرب شاملة أو انتهاك سيادة الدول وخرق الاتفاقيات المستقرة والضرب بمبادئ القانون الدولى والشرعية الدولية والقرارات الأممية عرض الحائط.. وهو ما يجمع بين تل أبيب وأديس أبابا فى وقت متزامن وبتنسيق وتناغم والأهداف معلومة والدولة المستهدفة معروفة فى إطار حروب بالوكالة لصالح مخططات شيطانية تقودها قوى كبري.
مصر دولة عظيمة قوية وقادرة على مجابهة كافة التهديدات وتتحرك بعبقرية على رقعة الشطرنج وتستطيع تحويل التحديات والتهديدات إلى مكاسب وواقع يزيدها قوة وانتشاراً وذلك بفضل قيادة عظيمة شيدت قواعد القوة والقدرة وتديرها بحكمة.
تحيا مصر