هذا التوقيت دفعنى بشكل عام للحديث عن « هيئة الأرصاد الجوية « وخاصة بعد زيارتى لها ومعرفتى بما كانت عليه مصر منذ أكثر من قرنين واحسست بمدى عظمة بلدنا وأننا كنا دائمآ فى مصاف الدول المتقدمة فى العالم فى قطاعات كثيرة منها الزراعة والصناعة والطيران حتى فى الارصاد، ولذلك فإن هذه الهيئة لها أهمية قصوى فى حياتنا اليومية .
فوجئت اثناء جولتى فى مدخل مكتبة الهيئة مجموعة الأرصاد الأولى من عهد « محمد على « منذ عام 1829، عبارة عن كتيب مدون بخط اليد عن بيانات شهرية بدرجات الحرارة عن شهر يونيو، ولكنها كانت مرتبطة بمواقيت الصلاة (الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء) وليست العظمى والصغرى كما نحن عليه الآن، وهذة أول مدونة مصرية لعلم الأرصاد الجوية، وهناك كتيب آخر فى عهد «الخديو إسماعيل» يدل على إستمرارية الاهتمام بعلم الأرصاد، حيث حرص على تسجيل الرصد وبعد ما كانت قاصرة على تسجيل درجات الحرارة فقط تم تسجيل عناصر الطقس بأكملها سواء فى الضغط الجوى وسرعة وإتجاه الرياح وكمية وأنواع وارتفاع السحب عن الأرض، وهذه كانت طفرة فى علم الأرصاد على مستوى العالم والمنطقة بأكملها .. ولفت انتباهى خريطة «أطلس» بمقياس رسمى كبير جدا من 1 الى 100 ألف، وتتضمن الخريطة الحدود المصرية سواء الشرقية أو الجنوبية لحلايب وشلاتين أو الحدود الشرقية لسيناء شمال ووسط سيناء بالكامل، وعلمت أنها استخدمت فى ترسيم الحدود بين مصر وإسرائيل وذلك عام 1954 .
ولا أنكر أن الفضول قادنى إلى معرفة المزيد من هذة الكنوز الأثرية ان مصر كانت تصدر حالة الطقس للدول «الأورو متوسطية» فى القرن الـ19 من خلال كتيب تحليل عن حالة الطقس من عام 1892 «مصري»، مدون بخط اليد به وصف بدرجات الحرارة باللغة اليونانية، كانت تصدر كتنبؤات للعديد من الدول منها (اليونان وإيطاليا وقبرص)، بدرجات الحرارة واتجاهات وسرعة الرياح وكميات السحب .. وكل هذا الكلام أن دل فإنما يدل على شئ واحد أن مصر رائدة فى مجال الأرصاد الجوية منذ القرن الـ 19 .