الأورومتوسطى: الاحتلال استخدم 3 قنابل أمريكية فى عملية القصف
فى اليوم الـ340 للحرب علي غزة، وقعت واحدة من أبشع المجازر منذ بداية الحرب، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس مجزرة جديدة فى قطاع غزة، إذ شنت غارة جوية عنيفة استهدفت منطقة خيام النازحين فى مواصى خان يونس جنوب غرب القطاع.
أسفرت المجزرة التى وقعت بالقرب من المستشفى البريطانى بمدخل منطقة المواصي، عن استشهاد وإصابة العشرات، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بينما لا يزال عدد كبير أيضًا من الفلسطينيين فى عداد المفقودين.
أعلن الدفاع المدنى بالقطاع انتشال أكثر من 40 شهيداً وأكثر من 60 جريحاً بعدما قصف جيش الاحتلال خياما للنازحين بمنطقة المواصى في خان يونس، مدعياً أن المنطقة كانت تئوى مركزاً للقيادة تابعا لحماس، بينما نفت الحركة المزاعم الإسرائيلية بوجود مسلحين فى المنطقة المستهدفة، ورفضت الاتهامات بأنها تستغل المناطق المدنية لأغراض عسكرية.
قال المتحدث باسم الدفاع المدنى إن هناك عائلات كاملة اختفت بين الرمال جراء القصف، وأضاف بيان للدفاع المدنى فى القطاع أن «التقديرات تشير إلى أننا أمام واحدة من أبشع المجازر» منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة. أشار الدفاع المدنى إلى أن طيران الاحتلال استخدم صواريخ ارتجاجية ثقيلة فى الغارات على خيام النازحين.
وأفاد سكان ومسعفون بأن 4 صواريخ على الأقل استهدفت خياماً فى منطقة المواصى المعلنة منطقة إنسانية قرب خان يونس والمكتظة بالنازحين الفارين من أماكن أخرى فى القطاع الفلسطيني. وقال الدفاع المدنى إن النيران اشتعلت فى 20 خيمة على الأقل، كما تسببت الصواريخ فى حفر يصل عمقها إلى 9 أمتار.
قال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن «الدمار والموت» فى قطاع غزة، هو «أسوأ» ما شاهده طيلة ولايته بمنصبه الحالي، الذى تولاه عام 2017، وأضاف أن الأمم المتحدة عرضت مراقبة أى وقف اطلاق نار محتمل فى غزة، مذكرًا بوجود «هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة» فى الشرق الأوسط.
لفت إلى أن قبول إسرائيل بهذا العرض «احتمال ضعيف»، لذا فإنه وصف انخراط الأمم المتحدة بأى دور فى مستقبل غزة بـ»غير الواقعي». وشدد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة وأهمية وقف اطلاق النار الفورى بغزة.
أكد أن حل الدولتين السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، وأنه «لا بديل آخر» له.
قال الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني، والمجازر اليومية التى ترتكب بحقه، والدعم الأمريكى جعل المنطقة فى مهب الريح.
أضاف أبو ردينة، أن المجزرة الدمويّة التى ارتكبها الاحتلال بحقّ المدنيين النازحين، فى منطقة المواصى غرب خان يونس، تتحمل مسئوليتها الإدارة الأمريكية قبل الاحتلال.
أضاف، لولا هذا الدعم الأمريكى غير المسبوق سياسياً، وعسكرياً، ومالياً، لما تجرأ قادة الاحتلال على ارتكاب مثل هذه الجرائم، متحدين جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولى بقتل الأطفال والنساء والشيوخ دون محاسبة.
فى سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن الفشل الدولى فى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية لاجبار دولة الاحتلال على وقف عدوانها ضد الفلسطينيين يشجعها على التمادى فى ارتكاب المزيد من المجازر.
أشارت الخارجية إلى أن المجزرة البشعة فى مواصى خان يونس، هى سياسة إسرائيلية رسمية تمعن فى تحويل كامل قطاع غزة إلى أرض خالية لا تصلح للحياة البشرية.
من جانبه، قال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن المجزرة، دليل إضافى على أن الصمت الدولى على جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين منذ 11 شهرًا، وعدم إبداء مواقف مناسبة مع جرائم القتل الجماعية، تشجع إسرائيل على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم.
أوضح المرصد الأورومتوسطى أن تحقيقاته الأولية أظهرت أن طائرات حربية إسرائيلية ألقت ثلاث قنابل من نوع– MK84- الأمريكية الصنع، على تجمع لخيام النازحين فى منطقة «مواصى خان يونس»، وهم نيام، ما أحدث ثلاث حفر بعمق وقطر عدة أمتار، تسببت بدفن نحو 20 خيمة بالعائلات التى بداخلها. وأشار إلى أن المنطقة التى تواجدت بها خيام النازحين عبارة عن كثبان رملية، وبالتالى فإن العديد من الخيام بمن فيها من عائلات كاملة دفنت تحت الرمال.
شدد على أن استخدام هذا النوع من القنابل الأمريكية ذات الأثر التدميرى الواسع فى منطقة مليئة بالخيام والنازحين مؤشر على نية الجيش الإسرائيلى قتل أكبر عدد من المدنيين، علمًا بأنه لم يسبق القصف أى إنذارات إخلاء.
على صعيد ملف المفاوضات والهدنة، نفت حركة حماس أن تكون هى من أضافت شروطا ومطالب جديدة فى مفاوضات التبادل والهدنة فى غزة، مشيرة إلى أن رئيس الوزارء الإسرائيلى هو من فعل ذلك، وأن العالم يعرف هذا الأمر.
فقد قال القيادى في حركة حماس عزت الرشق إن اتهام منسق الاتصالات الإستراتيجية فى مجلس الأمن القومى الأمريكي جون كيربي لحركة حماس بأنها غيّرت بعض شروطها بشأن وقف اطلاق النار لا أساس له من الصحة. أضاف عزت الرشق أن مزاعم كيربى بأن حماس هى العقبة الرئيسية أمام التوصل لوقف اطلاق النار، «تماهٍ فاضح مع الموقف الإسرائيلي».
من جانبه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن عن وزير الدفاع يوآف جالانت أن إعادة الأسرى إلى وطنهم هى الشيء الصحيح الذى ينبغى فعله. وقال جالانت إن التوصل إلى اتفاق فرصة إستراتيجية لتغيير الوضع الأمنى على كل الجبهات.
فى الوقت نفسه، تبنت الولايات المتحدة الامريكية، المطالب الإسرائيلية الجديدة فى مفاوضات صفقة تبادل الاسري. وبحسب تقرير نقلته مصادر عبرية عن صحيفة الاخبار اللبنانية، فإن الأمريكيين اعتمدوا المطالب والشروط الإسرائيلية التى قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى يوليو الماضي، وقاموا بتعديل الاقتراح الذى أعلنه الرئيس الأمريكى بايدن فى مايو الماضي.
تطرقت التغييرات إلى قضايا جوهرية، مثل انتهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة، وتفاصيل صفقة تبادل الأسري، و»الفيتو» الإسرائيلى وعلاقته بأسماء عدة أسرى بأحكام طويلة و»قائمة الابعاد» التى طالب بها المفاوضون الإسرائيليون.
هذا ومن المرجح أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، على مشروع قرار فلسطينى يطالب إسرائيل بإنهاء «وجودها غير القانونى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة» خلال 6 أشهر.
الهدف الرئيسى لمشروع القرار، الذى أعدته السلطة الفلسطينية واطلعت عليه رويترز، هو التأكيد على الرأى الاستشارى الذى أصدرته محكمة العدل الدولية فى يوليو وجاء فيه أن احتلال إسرائيل للأراضى والمناطق الفلسطينية غير قانونى ويجب أن تنسحب منها.
فى حين أن الرأى الاستشارى الصادر عن أعلى محكمة فى الأمم المتحدة قال إن هذا ينبغى أن يحدث «فى أسرع وقت ممكن»، يحدد مشروع القرار جدولا زمنيا مدته 6 أشهر لتنفيذ ذلك.
طلبت المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى وحركة عدم الانحياز من الجمعية العامة للأمم المتحــدة، التى تضــم 193 عضــوا، التصــويت يوم 18 الشهر الجاري. وقد يشهد مشروع القرار المؤلف من 8 صفحات تغييرات قبل طرحه للتصويت. وستجرى عملية التصويت قبل أيام قليلة من توافد زعماء العالم على نيويورك لحضور اجتماعهم السنوى فى المنظمة الدولية.