يتأكد للجميع، مع إشراقة كل يوم أن هدف الكيان الصهيونى من العدوان على غزة، هو تهجير سكان القطاع، والتخلص منهم، وتفريغه من السكان أو أى ملامح للحياة، تمهيداً لتنفيذ مخطط التوسع الصهيونى على حساب غزة، وأيضاً إقامة البؤر الاستيطانية فى القطاع.. وهذا ما كشفت عنه مصادر إسرائيلية، أنه كان من المقرر تلقى طلبات الاستيطان فى 28 يناير الماضى ولكن عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر من العام الماضى أدت إلى قلب الأوراق، وتعطيل المخطط الصهيوني، والعجيب أن تصريحات إسرائيلية، أكدت أن الكيان كان ينتوى تهجير أكثر من مليونى فلسطينى يعيشون فى قطاع غزة إلى مصر وتركيا وألمانيا وهولندا.
الحقيقة الإجرام الإسرائيلى منذ أكتوبر الماضى فى حق الشعب الفلسطينى فى غزة والذى دخل شهره الـ 12 يؤكد نوايا إسرائيل الخبيثة والشيطانية فى تهجير سكان القطاع، وكأنه وجدها فرصة، ثمينة، ليشن حرب إبادة تفوق توقعات البشر فى إجرامها، وتدمير للحجر والبشر، والأخضر واليابس، وممارسة سياسة الأرض المحروقة فى القطاع سواء فى الإمعان فى القتل، والذى وصل لأكثر من 41 ألف شهيد حسب الإحصائيات الفلسطينية، وهناك من يتوقع ارتفاع هذا الرقم، ناهيك عن سقوط عشرات الآلاف من المصابين ومن هم أيضاً على شفا الموت، بالإضافة إلى تشريد سكان القطاع، واستهداف مراكز الإيواء التى يقيمون فيها، ووصل بالكيان إلى استهداف 170 مركزاً للإيواء وقتل الأطفال والنساء والأبرياء من المدنيين الذين تركوا ديارهم بحثاً عن الأمن وفراراً من البربرية والهمجية الإسرائيلية.
إسرائيل لا تريد أى معالم أو ملامح للحياة فى قطاع غزة، لذلك على مدار الشهر الـ 12 تقوم بتدمير المنشآت والمنازل حتى باتت غزة مجرد أطلال، وركام. وقصف المستشفيات، ومحطات الكهرباء، والمياه والصرف، والمدارس والجامعات والمقار الحكومية، والمخابز، وفرض حصار خانق وتجويع ممنهج، واغتيال الصحفيين والأطباء والنشطاء وحرق الزراعات وتحريض المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين والتوسع غير المسبوق فى حملات المداهمات والاعتقالات، والتنكيل والتعذيب للأسرى والمعتقلين بكافة صنوف القهر، والتجويع، والإهانة والإساءة فى ظل صمت مطبق من مؤسسات حقوق الإنسان الغربية، حتى قالت الأمم المتحدة، إن التاريخ لم يشهد حرباً يتم فيها تجويع أكثر من مليونى إنسان.
الحقيقة أن قطاع غزة لم يعد فيه أى مظهر للحياة، سوى بشر يتحركون ويتألمون، ويعانون، ويصرخون من قسوة الجوع والألم، والقتل وسفك الدماء، يستصرخوف العالم دون جدوي، فى عالم مات ضميره وسقطت أقنعة الزيف والضلال فيه، لذلك فإن الإجرام والوحشية الإسرائيلية التى ينفذها جيش الاحتلال تكشف بوضوح وجلاء نوايا الكيان الصهيونى فى الإصرار على تفريغ غزة والقضاء على سكانها، من أجل تنفيذ مخطط يرتكز على 3 بنود أساسية وهي: تصفية القضية الفلسطينية، تماماً والقضاء على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، من خلال تهجير سكان قطاع غزة، والضفة وإجبارهم على النزوح قهراً إلى الحدود المصرية والحدود الأردنية، من أجل توطينهم فى سيناء، والأراضى الأردنية، وهو الأمر الذى تصدت له مصر بحسم وبقوة وأدركته منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي، وأخبرت الجميع فى العلن وعلى الهواء مباشرة، وفى كافة اللقاءات والاتصالات، أن الأمن القومى المصرى خط أحمر وأنه لا تهاون ولا تفريط فى حمايته، وأن مصر دولة قوية ذات سيادة، وأن تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها لن يحدث وبعثت الدولة المصرية وقيادتها رسائل واضحة وحاسمة، أن ذلك أمر بالغ الخطورة، قد يشعل المنطقة، ويتسبب فى حرب شاملة.
الحقيقة التى لا لبس فيها، أن ما تريده إسرائيل وداعموها، أمر ليس بجديد فالهدف سيناء،.. وحاولوا تنفيذ العديد من السيناريوهات الشيطانية من أجل تحقيق أوهامهم، دفعوا جيوش الإرهابيين ودعموها، ووفروا لها الملاذ الآمن، والتمويل والسلاح فى حرب بالوكالة من أجل تنفيذ مخطط التهجير والتوطين فى سيناء، لكن مصر وقيادتها وجيشها العظيم وشرطتها الوطنية، أحبطوا المخطط، وفشلت أكبر وأشرس هجمة إرهابية على سيناء، التى تم تطهيرها وإعادة الأمن والاستقرار فيها ثم تنفيذ أكبر ملحمة بناء وتنمية وتعمير فى سيناء. أنفقت عليها الدولة ما يقرب من تريليون جنيه وتحويلها إلى مركز عالمى للاستثمار والصناعة والزراعة.
وقبل ذلك كانت الهجمة على سيناء بالذات أكثر خطورة وشراسة فى مؤامرة يناير 2011، وحاولوا نشر الفوضى فيها، وخلق واقع مختلف على الأرض وإخراجها من دائرة السيادة والسيطرة المصرية، لكن دون جدوى بسبب قوة وقدرة واحترافية الجيش المصرى الذى قدم ملاحم وطنية وتضحيات عظيمة فى الوقت الذى وافق فيه الإخوان المجرمون على التنازل عن جزء من سيناء لتوطين الفلسطينيين وترك قطاع غزة لإسرائيل وهذا أهم أسباب دعم الأمريكان والغرب لتنظيم الإخوان الإرهابى ورئيسهم محمد مرسى وهو المخطط الذى رفضه الرئيس حسنى مبارك قبل 2011، بل وهدد الإسرائيليين بما حدث فى انتصار أكتوبر 1973.
الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا القائد العظيم الذى قلب الطاولة فى وجه المتآمرين على مصر وأحبط المؤامرة، واستجاب لنداء شعبه فى 30 يونيو 2013، أنقذ مصر وحافظ على أرضها، ومنع مخطط التوطين إلى سيناء، وقاد أكبر حرب على الإرهاب بإرادة صلبة، وأعلنها مدوية «يا سيناء تبقى مصرية.. يا نموت على أرضها» كانت الرسالة واضحة أن هناك مؤامرات وضغوطاً، وحصاراً، وابتزازاً يمارس على مصر، من أجل تنفيذ المخطط الشيطانى المدعوم أمريكياً وغربياً بالتنازل عن جزء من سيناء من أجل إسرائيل وأوهامها فى إسرائيل الكبرى على حساب التراب المصرى المقدس، وأمن مصر القومى الذى هو «خط أحمر»، بل رفضت مصر وبحسم حتى هذه اللحظة كافة الضغوط والإغراءات، ولم تخضع لابتزاز أو حصار، أو تهديدات، أو استفزازات فكل ما يجرى فى قطاع غزة والضفة، هدفه واحد، وواضح هو التخلص من الفلسطينيين وتهجيرهم إلى سيناء، والأردن.
ورغم الفشل الذريع، والإخفاق المزرى الذى يحصده نتنياهو وحكومة المتطرفين التى يقودها من سيئ إلى الأسوأ، إلا أن رئيس الوزراء المريض باضغاث الإعلام والهلاوس والأوهام، مازال يسعى إلى تنفيذ مخطط التهجير والتوطين، ولعل محاولاته فى استفزاز مصر بالأكاذيب، وإعلانه البقاء فى محور صلاح الدين «فيلادلفيا» يشير إلى أن المؤامرة مستمرة، وأن ما يحدث فى المشهد الأمريكى الإسرائيلى هو سياسة توزيع وتقسيم الأدوار، لأن واشنطن هى الراعى الرسمى لهذا المخطط، وما أطلقوا عليه من قبل صفقة القرن التى نشر حولها الإخوان المجرمون، الأكاذيب والتشكيك والشائعات، والأيام تؤكد خيانتهم وعمالتهم، وأنهم مجرد أبواق وأدوات للمؤامرة على مصر.
رسائل مصر القوية وتحركاتها، وما قالته قيادتها السياسية، من تصريحات واضحة، وإجراءات لا تخطئها العين، تؤكد أن سيناء والحدود المصرية، «خط أحمر» وهو ما جسدته زيارة الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، التى جسدت الجاهزية والاحترافية، والثقة والشجاعة، والقوة والقدرة، للداخل والخارج، وتؤكد ثوابت مصر الراسخة ومواقفها الشريفة.
تنفيذ إسرائيل للمخطط الإجرامى الذى تنفذه فى قطاع غزة إلى الضفة يكشف بكل وضوح المخطط الصهيوني، فى ابتلاع غزة والضفة وتصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، ونهب ثرواتها والعبث فى جغرافية المنطقة، وتصدير التهديد إلى جيران الكيان، كل ذلك يشير إلى حقيقة تحالف قوى الشر التى تتلاعب وتخدع وتناور وفى النهاية فإن المصادر تشير إلى أن أمريكا هى صاحبة قرار إيقاف العدوان الإسرائيلي، لكنها لا تريد، لأنه مخطط متفق عليه، لكنه لن يحدث.