لن يسمح نتنياهو بإبرام أى صفقة لتبادل الرهائن تؤدى الى وقف اطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلى من قطاع غزة قبل إجراء الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر القادم ووصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض، وأى حديث عن قرب الوصول الى اتفاق أو سد الفجوة بين المفاوضين الإسرائيليين وحركة حماس هو مجرد محاولات لاستيعاب غضب الرأى العام العالمى ضد المجازر الإسرائيلية فى القطاع، وتهدئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس منذ عملية السابع من أكتوبر.
نتنياهو الذى تحاصره قضايا الفساد فى الداخل، وتلاحقه المحكمة الجنائية الدولية فى الخارج، لن يسمح بأن تكون نهاية الحرب فى غزة هى نهاية مسيرته السياسية وخروجه من كرسى الوزارة الى السجن، خاصة وأن ممارساته القديمة تؤكد أنه يجيد لعبة المفاوضات، ويتقن المحاورة والمراوغة وكسب الوقت، حتى ولو كانت على جثث آلاف الضحايا من الفلسطينيين.
ومع كل حديث عن اتفاق جديد لوقف الحرب فى غزة يبحث نتنياهو عن وسيلة لإفشاله، إما بارتكاب مجزرة جديدة، أو بإدخال مطالب وتعديلات لايمكن قبولها، أو التصعيد والتهديد بإشعال حرب إقليمية تجر الوبال والخراب على كل دول المنطقة، أو بافتعال أزمات مع الدول التى تحاول الوساطة لإنهاء المأساة وإعادة الاستقرار للمنطقة.
نتنياهو الذى حاول من قبل الادعاء كذبا على مصر واتهامها بغلق معبر رفح وإعاقة وصول المساعدات للفلسطينيين فى غزة، عاد من جديد للترويج بأن سلاح حماس يصل عن طريق الانفاق من مصر، فى ذريعة لبقاء جنوده فى محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، وهو الأمر الذى ترفضه مصر وتؤكد أنها لن تسمح بهذا الوجود ولن تسمح لنتنياهو بممارسة الاعيبه واختلاق الأكاذيب لتغطية فشله فى تحقيق الأهداف التى أعلنها لشن الحرب على قطاع غزة .
عاجلا أو آجلا ستتوقف الحرب، وسيعود أهل غزة لوطنهم، وستعلن الدولة الفلسطينية، وسيذهب نتنياهو وعصابته إلى مزبلة التاريخ، ولن ينسى التاريخ أن هذه العصابة المتطرفة قد ارتكبت مجموعة من أسوء المجازر فى تاريخ البشرية، وسيذكر التاريخ أن أشلاء الفلسطينيين فى القطاع كان يتم تجميعها فى أكياس والتعرف على هوية أصحابها عن طريق وزنها بالكيلو!! تلك المهزلة التى يندى لها جبين البشرية، وستظل وصمة عار يوصم بها المجتمع الدولى المعاصر الذى يتفاخر بالديمقراطية ويدعى التحضر والمدنية وحماية حقوق الإنسان.