من الممكن أن تكون السياحة المصدر الأول للاقتصاد الوطنى لأن مصر الأفضل موقعاً بين دول العالم من حيث المناخ صيفاً وشتاءً، تملك من المقومات ما لم تملكه كثير من الدول المنافسة سياحياً مثل فرنسا واسبانيا وأمريكا وتركيا وكثير من الدول ذات الجذب السياحى المتقدمة عالمياً.
يبلغ عدد السياح على مستوى العالم حوالى 3،1 مليار سائح تستحوذ فرنسا من هذا العدد منفردة مائة مليون سائح تليها إسبانيا بـ 58 مليون سائح وأمريكا 5،66 مليون سائح وتركيا 35 مليون.. ومصر يبلغ عدد السياح الذين يقصدونها حوالى 41 مليون سائح وقد يزيدون قليلاً علماً بأن ترتيب مصر فى قائمة الدول السياحية عالمياً فى المرتبة التاسعة حسب احصائيات 3202.
تتميز مصر بموقعها الجغرافى وتاريخها العريق وثقافتها الغنية وجمالها الخلاب مما يجعلها مقصداً سياحياً لا نظير له، حيث تملك ثلث آثار العالم فهى عاصمة التاريخ بلا منازع فالأهرامات الثلاثة– خوفو وخفرع ومنقرع ومعهم أبوالهول ليس لهم مثيل فى الدنيا علماً بأن مصر تملك ثمانين هرماً كهرم سقارة وميدوم وغيرهما.. فإذا ذهب السائح إلى أى مكان فى المعمودة رأى ما يسر العين ويشرح الصدر، فمدينة الأقصر على سبيل المثال التى بها العديد من المعابد مثل «الكرنك ووادى الملوك» وإذا ذهبت إلى أسوان ستجد أمامك معبدى أبوسنبل وفيلة، إذا زار السائح الإسكندرية والشرقية والجيزة والمنيا فمصر كلها تاريخ لا مثيل له وتملك مصر مقومات شاطئية على البحرين الأبيض والأحمر ونهر النيل، اضافة إلى العديد من المحميات الطبيعية الكثيرة منها رأس محمد– بجنوب سيناء، والزرانيق وسنجة والبردويل بشمال سيناء، والأحراش، وجبل علبة وسالوجا والعلاتى وسانت كاترين والغابة المتحجرة والريان وغيرها ونبق وقارون والبرلس وطابا والصحراء البيضاء مصر بها من مقومات السياحية العلاجية ما لم يملكه غيرها وهذا نوع يجب استغلاله كما ينبغى لراغب الاستشفاء من أى مكان فى العالم، ناهيك عن سياحة السفارى التى انتشرت فى جبل سانت كاترين، وجبل موسي، وواحة سيوة والصحراء البيضاء بالوادى الجديد والواحات الداخلة والخارجة الزاخرة بالآثار والعيون المائية والآبار والعين السخنة.
اضافة إلى سياحة المؤتمرات والرياضة الكثير الذى يؤهلها لأن تكون فى مصاف الدول الموجودة على رأس الدول المنصورة لقائمة السياحة العالمية.
تعد مصر من الدول الأكثر أماناً بالنسبة للأمن العام ولدينا رصيد من الطرق والمواصلات ما يؤهلها لأن تكون من الدول المتقدمة سياحياً لدينا غرف سياحى حوالى 222 ألف غرفة سياحية حالياً وسوف يضاف لهذا الرقم 0054 غرفة فى نهاية هذا العام بإذن الله تعالى بذلك نكون اقتربنا من 052 ألف غرفة سياحية بذلك يمكننا تحقيق أكثر من 09 مليون ليلة سياحية لنقترب من الرقم المستهدف عالمياً.
السياحة تحقق عائداً اقتصادياً عالياً من العملة الصعبة كما توفر فرص عمل حقيقية فى هذا القطاع بذلك نكون قد خرجنا من عنق الزجاجة.. لذا يجب أن يكون لدينا شركات تسويقية على كفاءة عالية ذات خبرة تستطيع الوصول إلى الدول المصدرة للسياحة حتى نحقق أعلى عائد ممكن ولم يتبق لنا إلا حسن الضيافة وكيفية استقبال السائح مع التخلص من مناظر التسول والبلطجة التى يمارسها بعض الناس على السياح مما يصور للسائح صور غير لائقة تنقل انطباعاً سيئاً لدى الضيف.
فرنسا لديها من الفرق الموسيقية ما يكفى لاستقبال السياح وهذا مظهر حضارى وثقافى لائق، أين نحن من هؤلاء الدول علماً بأن لدينا ما يكفى من فرق الفنون الشعبية التابعة لقصور الثقافة لتغطية أعداد كبيرة من الوفود، يجب متابعة سائقى التاكسى والبائع وصاحب الجمل والحصان والسايس والعامل بالفندق والمرشد السياحى لابد أن نترك لدى السائح من الانطباع الطيب حتى يعود إلى بلده وهو فرح مسرور، ويمكنه أن ينقل هذه الصورة الطيبة لأهله وأصدقائه.