انتهت أمس منافسات بارالمبياد باريس 2024، لكن لم تنته حكايات الإرادة والتصميم التى نتعلمها من الأبطال الذين وجدوا فى الرياضة متنفساً لإثبات النفس وتحقيق الهدف وتأكيد أن كل منا مكتمل الإرادة وان ولد بإعاقة أو تعرض لها لاحقا، مازال نفس الشخص بإمكانات غير محدودة وأمامه كل الآفاق مفتوحة..حكايات أبطال البارالمبياد تتعدى إحراز الميداليات إلى التغلب على عوائق صحية ومجتمعية من بوابة الرياضة، يشاهدهم طفل صغير فيجد فيهم النموذج الملهم لاستكمال الطريق..إليكم بعض الحكايات الشبابية بطعم البارالمبياد.
حصلت بياتريس «27 سنة» على برونزيتين فى سلاح المبارزة بالكراسى المتحركة.. لكنها تظل فى نظر الايطاليين والعالم بأكمله «بطلة ذهبية».
عشقت بياتريس المبارزة فى سن الخامسة قبل أن تصاب بالالتهاب السحائى وهى فى الحادية عشرة من عمرها.. أفقدها المرض يديها وقدميها وترك ندبات على جسدها النحيل.
فى عز إصابتها كانت تصرخ طلباً للعودة لرياضتها المفضلة، وعندما سمعت عن إمكانية ممارستها على كرسى متحرك لم تصدق أن عالماً جديداً يفتح لها ذراعيه.
فى 2010 خاضت منافستها الأولى لتكون أول رياضية فى المبارزة بذراعين صناعيتين، وحققت وهى تحت العشرين الإنجازات المبهرة، منها ذهبية الفردى فى أولمبياد ريو وبرونزية الفريق وحافظت على الذهبية الفردية فى طوكيو وقادت بلدها للفضية.
دائما تؤكد أن الفوز مع الفريق له طعم آخر، لأنهم أقرب إلى عائلة ثانية تعيش بينهم.. تتدرب معهم، لذلك تعتز بميدالياتها الجماعية ربما أكثر من الشخصية.
بياتريس أيضا كاتبة ومذيعة وعارضة أزياء وأسست مع أسرتها مؤسسة Art4sport لدعم الرياضيين من ذوى الإعاقة وتشجيعهم على ممارسة الرياضة، خصوصاً من الأطفال، فتقدم عبر مؤسستها الوعى والتمويل للأطراف الصناعية للرياضيين، بعد أن لاحظت ارتفاع أسعارها وعدم تحمل النظام الصحى تكلفتها.
لم تنس بياتريس أو بيبي– كما يناديها الإيطاليون– حملات التطعيم ضد الالتهاب السحائى الذى ربما حرمها من أطرافها، لكنه لم يصل إلى عزيمتها وحبها للحياة.