أصبحت السوشيال ميديا بجميع أنواعها مقياساً للظواهر السلبية التى أصابت مجتمعنا؛ فمن خلال متابعتى لوسائل التواصل الاجتماعى تبين لى انتشار عادات غريبة مثال ذلك ظاهرة مبالغة العروسين فى الحب والمشاعر فتجد فيديوهات بكاء العريس عند مشاهدته لعروسه! ومبالغة العروس فى إظهار المشاعر والحب! ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد نشاهد أيضا ظاهرة إظهار العريس حبه لأمه لدرجة جعلها محل العروس فهذا الذى يقدم الشبكة لأمه بدلاً من العروس! وهذا الذى يرقص مع أمه ويترك العروس! فلا أعلم حتى الآن المغزى من انتشار تلك الفيديوهات؟! فهل تعبير الابن عن حبه لأمه لا يظهر إلا فى تلك الليلة؟! وما المقصود من إظهار ذلك أمام الجميع؟! وهل إظهار مشاعر الزوجين أمام الكاميرات فقط للوصول إلى التريند؟! أم نحن أمام هوس التريند! فذلك العريس الذى ابتدع فيديو خطفه لتحقيق التريند والذى تسبب فى زجه ليلة فرحه بالحبس بدلاً من بيت الزوجية! أصبح البعض الآن يتخذ الزواج والحب مادة للتريند فتجد من يطلقون على أنفسهم يوتيوبر وبلوجر يتزوجون بغرض التريند ويتم طلاقهم أيضا لتحقيق التريند والبعض الآخر يقوم بتصوير حياته الزوجية لحظة بلحظة أيضا لتحقيق التريند ولزيادة عدد المشاهدين! فأصبحت أغلب حياة البلوجو واليوتيوبر وهماً وكذباً ويصدرون حياة مثالية للجميع تجعل كل من يراهم يتمنى أن يكون مكانهم! فتجد قصص ارتباط وزواج سريعة وقصيرة الأجل فما بين عشية وضحاها ينقلب الحال فتلك التى كانت تمدح زوجها فى الفرح وتبكى من شدة الفرح بعد شهور نراها فى فيديو تبكى من قسوته ومن سوء معاملته! وذلك الذى كان يتغزل بزوجته يطلقها ويصفها بأبشع الصفات!
فنحن أمام كارثة مجتمعية نجد أناساً لا نعلم من هم وما تاريخهم وما محتواهم؟ الإجابة لا نعلم!؟ فما نعلمه هو شخص يريد أن يحصل على أعلى نسبة مشاهدة لجلب الأموال ولتحقيق التريند؛ ومن إنسانة مجهولة لإنسانة لقبها يوتيوبر أو بلوجر!؟ وأصبحوا يتعاملوا كمشاهير تتصيدهم كاميرات مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية ويصبحون من أشخاص مجهولين لا قيمة لهم لأشخاص لهم متابعون يتم شراؤهم أيضا بالأموال!
إلى متى يتوقف هذا العبث؟! إلى متى يتم الترويج لأفكار وعادات وتقاليد خاطئة؟! اليوم أصبح البعض يعيش فى حالة حزن ويصدر للجميع أنه سعيد؟! يعيشون غير مستقرين ويوهمون الجميع أنهم مستقرون؟! أصبح البعض لا يهم إذا كان حقاً سعيداً أم لا بل الأهم يظهر للناس السعادة الوهمية! فنجد الآن بيوتاً ظاهرياً مستقرة وسعيدة فالكل يحكم بالصور؛ ولكن فى الحقيقة يعيش الأغلب فى جو الطلاق الصامت؛ فأمام الناس أزواج سعداء وفى الحقيقة منفصلون أو شبه مطلقين؛ فلا تنخدع بالمظاهر فكم من بيوت شاهدنا صوراً تدل على الحب والسعادة بين الزوجين وكم من كلمات غزل بين الزوج والزوجة على وسائل التواصل الاجتماعى وفى الحقيقة بيوت مفككة ولا يربطهم غير عقد الزواج على الورق فقط وهم فى حقيقة الأمر مطلقون منفصلون معنوياً ونفسياً.