يفضل الأمريكان عادة معسكر كامب ديفيد القريب من العاصمة واشنطن لعقد اتفاقاتهم السرية سواء مع بعضهم البعض أو مع الآخرين.
ومن يسمع عن كامب ديفيد ويعتقد أنه مشتى أو مصيف على درجة كبيرة من الأناقة والنظافة لكن الواقع يقول إنه على العكس تماماً.
وبالأمس تجمع عدد كبير من ضباط وجنود المعسكر رقم 23 فى كامب ديفيد وكأن كل واحد منهم يذكر زميله أو قائده أو رؤساءه بتلك الأيام والليالى التى لم يعرفوا خلالها طعم الراحة حيث كانوا يعدون ويجهزون وفقاً لتدريبات صعبة قبل سفرهم لغزو العراق.
>>>
السؤال الذى يثور بعنف حالياً:
وهل تلك القوة العسكرية يعرف أفرادها تفاصيل ودقائق وبنود اتفاقية كامب ديفيد أم أنهم يتجولون داخل المعسكر شأنهم شأن الغرباء؟!
أنا شخصياً أحسب أن هذا لا يهم الأمريكان فى شيء خصوصا وأن الكثيرين منهم يتمنون أن يمحوا من ذاكرتهم وقائع الحرب التى خاضوها فى العراق والتى ذاقوا خلالها الأمرين طوال مشاركتهم فى المعارك الدائرة بينهم وبين صدام حسين.
>>>
والآن وبعد أن مر ما يزيد على نصف قرن على توقيع معاهدة كامب ديفيد التى غيرت وجه الحياة فى الشرق الأوسط تجيء إسرائيل لتبدى تذمرها واعتراضها على بعض بنود هذه المعاهدة ليس من خلال الجهود الدبلوماسية بل بإطلاق النار فى ظل الحرب الضارية ضد الفلسطينيين الذين يعدون أحد أطراف المعاهدة الأصليين.
وبالأمس أيضاً وقعت حادثة تذكرنا بمثيلتها منذ سنوات عدة حينما فتح الجندى المصرى محمد صلاح النار على مجموعة من الجنود الإسرائيليين على الحدود فقتلوه فى الحال.
ما أشبه الأمس بالبارحة لكن هذه المرة تم إطلاق الرصاص موجهاً ضد سياح إسرائيليين مما أوجد ذريعة لدى بنيامين نتنياهو للإعلان عن عدم مغادرة ممر فيلادلفيا.. لكن دعونا نكرر أن الدنيا قد تغيرت وأن ما كانت تتبعه إسرائيل فى الماضى يتعذر تكراره حاليا فى ظل القانون الدولى والمحكمة الجنائية و.. و.. قوة جيش مصر.
ولعل الرسالة تكون قد وصلت لدى كل الأطراف.
>>>
و.. و.. شكراً