تدخل الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة عامها الثاني.. وحوالى ربع مليون فلسطينى غزاوى ما بين شهيد وجريح ومهجر فى العام الأول من مليون وربع المليون هم حصيلة السكان فى غزة التى أبيد فيها البشر والحجر الذى يشمل البنية التحتية فى العام الاول من الحرب! إن إسرائيل تتجه اليوم إلى الضفة الغربية محاولة ان تجعلها غزة جديدة وفى ذات الوقت تتجه إلى لبنان بعد أن ضرب حزب الله وحداته الاستخبارية التى اصطادت فؤاد شكر رئيس أركان الحزب.. إن إسرائيل تحاول أن تضرب فى ثلاثة اتجاهات بعد عام من الحرب على غزة.. الاتجاه الاول: غزة وما بقى فيها صامدا أو حيًا.. الاتجاه الثاني: الضفة الغربية وحركات المقاومة فيها والثالثة: لبنان ومحاولات ايقاف حزب الله عن الفعل المسلح بها.. فماذا تقول الحقائق؟
>>>
لنتجه مباشرة الى لبنان ولنرى انعكاس ضربات حزب الله فى الاعلام الصهيونى على الواقع الإسرائيلى كما يذهب الاعلام الإسرائيلى ذاته خاصة بعد ضرب المقرات الاستخبارية لإسرائيل.. فماذا يقول هذا الإعلام؟
>>>
المحلل الإسرائيلى ايدى كوهين يقول لـ»مونت كارلو الدولية»: مع ضربة حزب الله «لم تستطع إسرائيل طيلة 6 ساعات السَّيطرة على الوضع»، و»ما حدث إخفاق إسرائيلى على كافة الأصعدة»، و»إسرائيل مع هذه الضَّربة أصابها ضياع كبير»، و»الرّواية الإسرائيلية المتناقضة تزيد من هزيمة إسرائيل»، ولفت إلى أنَّ «الصواريخ الإعتراضيَّة للقبة الحديدية» لحظة إغراق حزب الله لإسرائيل بالصواريخ والطائرات فعلت «فعلتها العكسيَّة» بكثير من الأماكن، وبدلاً مِن أن تعترض «صواريخ وطائرات حزب الله» سقط بعضها على أهداف إسرائيلية وسط ذعر كبير طال الإسرائيليين، ومعها تحوَّل الذعر الإسرائيلى إلى «هستيريا طالت شمال ووسط إسرائيل».
المحلّل «تسفى برئيل» قال لصحيفة (هآرتس): إسرائيل لا تملك استراتيجية خروج من الحرب، وهى تخشى حرباً مفتوحة مع حزب الله، و»ضربة حزب الله أشبه بهزَّة أرضية صغيرة»، وأقصى ما تريده إسرائيل إخراج حزب الله مِن هذه الحرب «اللعينة»، ولفت إلى أن نتنياهو «يعيش كابوس حزب الله كل يوم».
المحلّل الإسرائيلى الشهير يوآب شتيرن قال: «كثرة الروايات الإسرائيلية المتناقضة حول ضربة حزب الله»كشفت زيف الرواية الإسرائيلية» وأكدت أن شيئاً كبيراً حدث على أثر ضربة حزب الله القوية»، ولفت إلى أنَّ إسرائيل «لا تريد التصعيد»، لأن إسرائيل «تخشى أى حرب مفتوحة المحلّل العسكرى الإسرائيلى يوسى يهوشاع قال: (بعد ضربة حزب الله بقيت المنشآت الإسرائيلية الإستراتيجية 6 ساعات بالعتمة الأمنية وأفرادها بالملاجئ المحصّنة، وسط حالة ضياع واضح لدى المستوى السياسي.!!
عاموس هارئيل (المحلل العسكرى بصحيفة هآرتس) انتقد واقع اليأس الإسرائيلى وقال: «بقى المستوى السياسى والعسكرى الإسرائيلى مدة 3 ساعات لا يدرى ماذا يفعل بعد ضربة حزب الله».. وقال: «نحن عالقون بكل الجبهات، وأخطرها جبهة حزب الله التى تهددنا بحريق هائل».!!
المحلل الإسرائيلى يواف شتيرن قال: (بأول نصف ساعة اعتقد الإسرائيلى أن المقاومة باغتته وأنها دخلت الحرب بقوّة، وحسب يديعوت أحرنوت: كان ذلك بمثابة هستيريا أصابت نتنياهو وغالانت. وكان أول شئ فعله غالانت بطلب من نتنياهو أن «اتصَلَ بوزير الدفاع الأمريكى لإنقاذه من ورطة الحرب مع حزب الله».
>>>
وحسب القناة 12: لأنَّ إسرائيل غرقت بـ»لحظة يأس» بعد ضربة حزب الله القوية، لذا بمجرّد أن أعلن «حسن نصرالله « أنَّ ردّ المقاومة على اغتيال السيد «فؤاد شكر» انتهى «مبدئياً»، سارع وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت ليؤكّد أن «إسرائيل لا تريد حرباً مع حزب الله»، وقال بالحرف الواحد: «الحرب على حزب الله ستأتى بالمستقبل البعيد وليس الآن»، وهو بذلك يريد «إغلاق ملفّ الحرب».!!! فيما نتنياهو أغلق باب الحرب وقال: «الرّدّ بالرَّد»، أى نحن ملتزمون بقواعد الاشتباك، و»لا نريد أن ننزلق إلى الحرب».
فيما رون بن يشاى (المحلل الأمنى الإسرائيلي) قال: (وجوه نتنياهو وغالانت وأركان الحرب بعد ضربة حزب الله بدت «مخزيَّة وبائسة»، وهذه شكلَت مادةً قويَّة للقول بأنها «أكبر صورة لانتصار حزب الله»، وعلى الأثر تمسَّك نتنياهو بعقيدة «الدفاع لا الهجوم»، مع أنَّ عقيدة إسرائيل العسكرية تقول بأن «الرّدّ يجب أن يكون أزيد بـ10 أضعاف ضد أى ضربة على إسرائيل».! فقط الخوف والذعر من ردّة فعل حزب الله وضع إسرائيل بموقع «الصّمت المريب» ومعه بلع نتنياهو «مسألة الرّدّ» بأسوأ لحظة حرجة تحيط بإسرائيل.!!».
وعلَّق المحلّل العسكرى ليديعوت «أحرنوت يوسى يهوشاع» بالقول: (إسرائيل مُنهَكة، وإسرائيل لا تملك القدرة الآن على «الحرب»، والشَّعب الإسرائيلى الذى عاش «نشوةً غير مسبوقة» بعد تدمير قطاع غزَّة يعيش الآن «خيبة أمل» صادمة).
>>>
خلاصة الأمر مع لبنان إذن ورغم كذب الإسرائيلي.. الا أنه تلقى (ردا أوليا) على اغتيال رئيس أركان حزب الله: فؤاد شكر.. وما ذكره لاحقا من اكاذيب لا تنفى هذا الرد كما أكدت الصحافة الإسرائيلية نفسها.. ولا تستصغره ولكن فى ظننا أن الإسرائيلى وبدعم أمريكى واضح يرد إنهاء ظاهرة المقاومة فى لبنان والمقاومة فى الضفة معا.. وتصورنا أن هذا مستحيل تماما.. لماذا لان المقاومة فى لبنان تمثل (تسليحا وأفرادا) عشرة أضعاف المقاومة فى غزة فإذا كانت هذة المقاومة الغزاوية تستمر لعام كامل ولم تنحن تماما رغم كل التضحيات وعظمتها.. فما بالنا بالمقاومة اللبنانية والتى إن بدأ الإسرائيلى فى العام الثانى للحرب بها.. فلن ينتهي؟ خاصة أن بيئة المقاومة واحتضانها العربى والإقليمى أوسع وأشد.. إذن الحل الاستراتيجى الامثل هو: إيقاف العدوان على غزة والانسحاب منها عندئذ سوف تهدأ المنطقة بما فى ذلك لبنان!