الزيارة الرسمية السريعة التى قام بها الرئيس السيسى للعاصمة التركية أنقرة ينبغى ألا ننظر إليها من ناحية البروتوكولات والشكليات فقط بل إن مغزاها أعمق من ذلك بكثير كثير.
وغنى عن البيان أن من يمعن التأمل فى أبعاد هذه الزيارة سيضع يده على عدة حقائق ثابتة وأساسية.
>أولا: إن تركيا عضو فى حلف الأطنطى «الناتو» ومعروف أن مصر بعيدة عن سياسة الأحلاف.
>ثانيا: منذ يوم 7 أكتوبر وحتى الآن لم تستطع تركيا الانحياز لإسرائيل بل بالعكس فقد وقفت ضدها وضد عدوان بنيامين نتنياهو بكل شجاعة وحسم وعزم.
واليوم عندما تستقبل تركيا الرئيس السيسى بهذا القدر الهائل من الحفاوة والتكريم فى وقت تعرف فيه الدنيا كلها موقف الرئيس السيسى هذا معناه أن تركيا تغلب مصالحها مع مصر ضد أى مصالح أخري.
> ثالثاً: انضمام تركيا إلى مصر لرفع مستوى التعاون الإستراتيجى بين البلدين وإعادة تشكيل مجلس هذا التعاون يعنى علامات مضيئة تحددها تركيا للعلاقة المتطورة القادمة بين البلدين وأن مصر هى الصديق الدائم والجار المخلص الأمين.
>>>
ثم..ثم.. يحسب لتركيا سرعة إعلان تضامنها مع مصر ضد تخاريف سفاح القرن بنيامين نتنياهو وضد هوسه وجنونه وأيضا ضد ادعاءاته الكاذبة.. فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح وكانت تركيا فى طليعة الدول التى أعلنت صراحة أن بنيامين نتنياهو دأب على تضليل العالم لعرقلة حل الوساطة ووقف إطلاق النار.
>>>
على أى حال أريد أن أخلص من ذلك إلى أن زيارة الرئيس السيسى لتركيا التى لم تستغرق أكثر من 24 ساعة حققت نجاحا فى تطوير علاقات رائقة بين دولتين كبيرتين كل منهما تحمل فى أعماقها أنقى مشاعر التقدير والاحترام للأخري.
>>>
لكن.. لكن هذا التطوير وتلك النقلة النوعية رفيعة المستوى سيكونان مثار حقد وغيرة دول وحكومات كثيرة داخل المنطقة وخارجها.
وهنا يأتى دورنا كشعب وهناك تترسخ توجهاتهم كشعب أيضا بحيث يتم الحفاظ على هذه العلاقة المتميزة بكل إصرار وقوة وحماس لأن ما تم إصلاحه هذه المرة قد يكون صعب التعامل معه بنفس الحرفية مرة أخري.
الأتراك يا سادة أصدقاء لنا منذ قديم الأزل والمصريون أيضا يضعون الأتراك فى مقلات عيونهم.
وسوف يصبح الغد أفضل وأفضل كثيراً..
وعلى الله فليتوكل المتوكلون.
>>>
و..و..شكراً