الأمريكيون وعلى رأسهم كمالا هاريس المرشحة الرئاسية المحتملة يتهمون حركة المقاومة الفلسطينية حماس بالوحشية والارهاب بعد مقتل ستة من الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، منذ عملية السابع من أكتوبر الماضى خلال محاولة تحريرهم من موقع احتجازهم فى أحد أنفاق مدينة رفح الفلسطينية، فى الوقت الذى لم يرق لها قلب أو تذرف دمعة واحدة بينما هناك أطفال تخرج أجسادهم أشلاءً من تحت ركام الصواريخ والقنابل الأمريكية التى يطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلى على المنازل والمدارس التى تؤوى الآلاف من المدنيين معظمهم من النساء والاطفال وكبار السن.
اثنان من الجنود الإسرائيليين الأسرى الذين قتلوا فى العملية يحملون الجنسية الأمريكية كان من المقرر الإفراج عنهما خلال المرحلة الأولى لمفاوضات يوليو الماضى بين حماس والكيان الإسرائيلى تلك التى عطلها المجرم بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب المتطرفة ويلقون بالاتهامات على المقاومة بقتل الأسرى بدم بارد.
حركة المقاومة الفلسطينية حماس أعلنتها بكل وضوح أنه بعد حادثة النصيرات الأخيرة التى استشهد فيها أكثر من ثلاثمائة من الفلسطينيين المدنيين خلال تحرير أربعة من الاسري، تم إصدار الأوامر لحراس الاسرى الموجودين لديهم بأنه عند اقتراب القوات المعادية، أو محاولة تحريرهم بالقوة فعليهم التخلص منهم، فلا أسرى بدون صفقة تمنح الشعب الفلسطينى حقوقه وحريته وإطلاق سراح عشرات الآلاف الذين يقبعون فى المعتقلات الإسرائيلية منذ سنين طويلة دونما أحكام قضائية عادلة أو أن يتذكرهم أحد وخروج الاحتلال من قطاع غزة نهائيا.
المقاومة استخدمت حقها الطبيعى فى الحفاظ على ما لديها من جنود إسرائيليين تم أسرهم وتعاملهم وفق اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب رغم عدم التوقيع عليها وذلك لأن المقاومة الفلسطينية تتمتع بقدر كبير من الاخلاق وتتحلى بمبادئ إنسانية يفتقدها الكيان الاسرائيلى الذى قتل حتى الآن أكثر من أربعين ألفاً من الأبرياء ويعتدى على الأسرى الفلسطينيين لديه فى معتقلاته ويقوم بتعذيبهم بمنتهى القسوة والبشاعة.
الكيان الإسرائيلى الذى يتباهى باستخدامه «قانون هانيبال» لمنع أسر جنود إسرائيليين وقتل الخاطفين والمختطفين، عليه الآن أن يختار بين صفقة تبادل يحصل فيها على أسراه أحياء أو أن يطلق بنفسه النار عليهم بإعادة محاولة تحرير أيهم بالقوة العسكرية فى المرات القادمة إذا أراد.
المقاومة الفلسطينية لاشك أنها تدرك حجم المخاطر والضغوط بسبب ارتفاع عدد الضحايا واستمرار استهداف المدنيين وأجهزة الاستخبارات التى تمسح سماء وأرض قطاع غزة وقلبها بحثاً عن قادة المقاومة والاسري، ولكنها تعلم جيداً وتدرك أن معركتها لا تزال طويلة لأن العدو لا يريد وقف الحرب، وأنه يسعى لاستمرارها لوقت أطول حتى يتحقق له ما يريد، ولهذا يتمسك النتنياهو بالبقاء فى محور صلاح الدين «فلادلفيا» رغم علمه أن المقاومة لن تدعه يهنأ بالهدوء فيه لحظة واحدة.