ملامح تغير الموقف الأمريكى من حرب غزة قد أصبحت واضحة حيث اللوبى اليهودى فى أمريكا بدأ يفقد تأثيره على النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الذى كان يخوفهم من منع انتخابهم ثانية.. والأدلة على التغيير كثيرة ومنها تصريح كاميلا هاريس عن أنها لن تصمت إزاء المعاناة الإنسانية فى القطاع والنزوح المتكرر وأيضاً رفض نصف نواب وأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين حضور خطبة نتنياهو فى الكونجرس حتى لا يساء فهم أنهم متواطئون معه ومن الواضح أن أصوات العرب والمسلمين فى أمريكا أصبح يعمل حسابها المرشحون للكونجرس والشباب الأمريكى برفض الإبادة الجماعية للفلسطينيين.. وبدأ اليهود الأمريكان يرفضون ارتباطهم بالإبادة الجماعية فى غزة خوفاً من تزايد الكراهية لهم فى أمريكا وبدء حوادث إرهابية ضدهم.
وإذا استمر هذا التريند سينتهى الدعم الغربى لإسرائىل وتنتهى المشكلة لصالح العرب. خصوصاً أن الجيش الإسرائيلى فقد قوة الردع. وفشل على حرب غزة على مدى أكثر من عام فى حربه ضد المقاومة الفلسطينية وفقدت إسرائيل وظيفتها أن تكون غفيراً للمصالح الغربية فى المنطقة ومقاومة زيادة النفوذ الإيرانى فى المنطقة.
ولم يفهم المحتل الغاصب الرسالة التى أراد الشعب الفلسطينى بأكمله أن يوصلها له بأنه لن يفرط فى حقه المشروع فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مهما اجتمعت عليهم قوة السلاح الإسرائيلى والدعم الغربى السياسى والعسكرى والإعلامى. فليس بجديد علينا أن نرى النفاق والدعم الغربى لإسرائيل فى حربها على غزة.. بل ازدواجية المعايير الغربية التى باتت سمة رئيسية من سمات السياسات الغربية العنصرية فقد أيقظت عملية طوفان الأقصى الحلم الصهيونى وهو تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء ووضع اللمسات الأخيرة لتصفية القضية الفلسطينية برعاية دولية وعلى حساب دولة عربية رفضت بكل قوتها هذا التهجير هى والفلسطينيون.
ويضغط نتنياهو بالقصف الشديد كل يوم على المدنيين العزل لإخلاء قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية ولكن ما ظنكم بشعب اعتاد القصف الجوى على مدار عقود من الزمان وهو حالم بالاستشهاد من أجل أرضه.
> ما ظنكم بشعب يلعب أطفاله فى ظل هذه الظروف القاتلة لعبة »حمل الشهيد« ممسكين بمحمل وعليه طفل صغير مرددين »الشهيد حبيب الله« متأثرين بالوضع الدامى فى فلسطين تخطئ إسرائيل لو ظنت أنها بعمليتها وقضائها على حركة حماس تنهى القضية الفلسطينية قائمة بحياة كل مواطن فلسطينى ولن تنتهى قضيته إلا بإقامة دولته الشرعية طبقاً لقرار الأمم المتحدة.
طوفان الأقصى
هكذا يكون الدفاع وتحرير الأراضى المغتصبة من فلسطين بعد أن توغل المستوطنون فى الأراضى الفلسطينية وبعد أن داسوا بأقدامهم المسجد الأقصى. انتفض الفلسطينيون رغم فارق القوة المسلحة إلا أن المظلومين لم يبخلوا بأرواحهم وفاجأوا المحتل المغرور بما لم يكن فى حسبانه.
وأسروا وقتلوا جنوداً وضباطاً وعديداً من المستوطنين الغزاة.. وفاجأوا العالم بشهامة وشجاعة شباب وكبار فاض بهم الكيل من الظلم والاحتلال واستخدموا عتاداً غير تقليدى من الدراجات النارية والدراجات الهوائىة والصواريخ التى اخترقت القبة الحديدية التى ادعوا أنها الدرع القوية وأن الغرب يؤيد إسرائىل خاصة أمريكا سواء بإمدادها بأحدث الأسلحة وتنصفها بالظلم فى المحافل الدولية ولأن الإسرائيليىن لا يرتدعون إلا إذا ذاقوا ويلات الحروب.. فسيفكرون ألف مرة بعد ذلك فى ممارسة العدوان كما يحدث قبل ذلك وسيكون الأسرى الإسرائيليون ورقة خطيرة فى يد الفلسطينيين برغم أنهم بأنفسهم فى وسط غاراتهم قتلوا الأسرى ومع ذلك فمازال فى يد الفلسطينيين إجبارهم على تنفيذ قرارات مؤجلة.. ولاشك أن ما حدث هو بمثابة زلزال قد يكون سبباً قوياً لدفع الخطوات لحل الدولتين.