يبدو ان مصطلح حرية التعبير أصبح من بقايا التاريخ فى الغرب بعد ان تم القبض على «بافيلدوروف» فى فرنسا بناء على طلب من الاتحاد الأوروبي. دوروف صاخب ومؤسس منصة تليجرام الحريصة على الحفاظ على خصوصية مستخدميها الذين وصلوا لأكثر من مليار.. دوروف روسى الأصل وحامل لجنسيات كل من فرنسا وجزر سان كيتس ونفيس والإمارات بررت فرنسا السبب فى القبض عليه بناء على طلب دول الاتحاد الأوروبى للتحقيق معه فى جرائم ترتكب عبر منصتة منها الاتجار بالمخدرات وجرائم ضد الأطفال والاحتيال وهى تهم عقوبتها تصل إلى عقدين من الزمن خلف القضبان.
استقر فى الاذهان ان فرنسا قلعة الحريات باشكالها ومنارة الثقافة والابداع وحرية التعبير واحترام كافة الاراء ولكن ما قامت به ضد دوروف مخيف ويعبر عن زيف ما يروج عن بلاد النور لأن الحكومات تتحرك مع أجهزة المخابرات نحو الرقابة والسيطرة الكاملة على الفكر والرأى وأصبح مصطلح حرية التعبير من الماضى وتاريخ المضايقات والمطاردات لصاحب منصة تليجرام من قبل أجهزة المخابرات الغربية وعلى رأسها «اف. بي. اي» طويل بعد ان ظهر احتمال استخدام بعض الجيوش للمنصة فى ايصال بعض رسائلها.
فهناك العديد من محاولة لاختراق خصوصية تليجرام لأنه ضمن منصات قليلة ما زالت تتمتع بالحفاظ على خصوصية مستخدميها ولا تمارس الرقابة على المحتوي.
محاولات اختراق أجهزة المخابرات الغربية لمنصة تليجرام فشلت حتى فى تجنيد أحد المهندسين العاملين لديها كى يدخل تطبيق يعمل بمثابة مدخل يمكن من أى جهة لديها الشفرة ان تتجسس على تليجرام وتعاملاتها
التصرف الفرنسى آثار مخاوف أصحاب المنصات المحافظة على الخصوصية وأصبح الشعور بالخطر يلاحقهم فى بلدان اوروبا ولذا ترك صاحب منصة «رامبل» الاتحاد الأوروبى فور سماعة خبر القبض على دوروف لأن منصته هو الاخر تعرضت لمضايقات أجهزة المخابرات الغربية والتى سعت للسيطرة عليها بحجة السيطرة على الجرائم التى ترتكب عبرها كل هذا يرتكب من قبل الغرب الذى يصور نفسه على انه المدافع الوحيد عن حرية التعبير وحقوق الانسان والحريات الشخصية.
السؤال هل يتعرض أصحاب المنصات الأخرى التى لم تقبل انتهاك خصوصية مستخدميها مثل منصة رامبل وصاحبها «باولوفسكي» لمصير دوروف وهل يتعرض «ايلونماسك»صاخب منصة أكس تويتر سابقاً لنفس المصير ربما هذا ما جعل نائب رئيس الوزراء الإيطالى يقول احتمال ان يجد ماسك نفسة فى مشاكل من هذا النوع
ما حدث لدوروف جعل ادوردسنودن الموظف السابق بوكالة الأمن القومى الأمريكية يدخل على الخط ويقول إن ما يحدث يصب فى انتهاك حقوق الإنسان ولا يليق بدولة الحرية والإبداع الثقافى ان تقوم بالاعتقال كوسيلة لاختراق الاتصالات الخاصة.
كان ما تم مع سنودن بداية للكشف عن صفحة سوداء من ممارسات الغرب فى اضطهاد كل من يبحث عن الحقيقة ويكشفها بعد كشفه عن تجسس الحكومة الأمريكية على المواطينين وبعدها لجأ لروسيا وحصل على جنسيتها وأقام فيها
لا يجب اغفال توقيت ودلالات اثارة مسالة دوروف لأن حلف الناتو سعى لاختراق رموز وشعارات الماسنجر الخاص بمنصة تليجرام الذى يستخدم بكثرة لاغراض عسكرية خلال الحرب الأوكرانية وفشل يبقى ان تحول الغرب لما كان ينعت به الشرق من تعتيم ورقابة وعزلة عن باقى العالم والتحكم فى الشعوب لأنه يدرك أن أول خطوة هى كبت حرية التعبير حتى يفقد الإنسان باقى حرياته.. الرقابة ابنه الخوف وأم الجهل وسلاح الطغاة فهل يتوقف الغرب بعد انكشاف وجهه الحقيقى فى استخدام مصطلحات مثل الديمقراطية وحرية التعبير ومحاربة الفساد والاضطهاد ومحاربة التميز العرقى والدينى ضد الدول التى تقف فى وجه اطماعة ومحاولات خضوعها لإرادته؟