اليوم يتحدث حسام حسن المدير الفنى لمنتخب مصر إلى الجمهور والإعلام بصفته مديرًا فنيًا للفراعنة لأول مرة، متحليًا بكل صفات الهدوء والعقلانية والتناول العميق للملفات والموضوعات الكروية الحساسة، وقد يتعجب بعضكم من الشكل وطريقة العميد وتوأمه فى الحديث، بعيدًا عن العصبية أو الحدة أو التناول المعتاد لكل صغيرة وكبيرة تخص المجال وعناصره.. ولكنه الوضع الذى فرضه الواقع، وصار لزامًا علينا قبوله ودعمه حتى نهاية المطاف.
من يعرف التوأم جيدًا، يعلم حجم الطيبة التى يتمتعان بها، وأن حمية الملعب تنبع من إيمان حسام وإبراهيم الكامل أن كرة القدم تعطى من يعطى لها، ولا يمكن أن يستفيد منها من يجيد الكلام المعسول ويملك القدرة على بناء العلاقات مع رؤساء الاتحادات والأندية والقائمين على ملفات التدريب هنا وهناك، وأنه على اللاعب أن يثبت جدارته وقدراته الهائلة حتى يحجز مكانا مناسبا فى تشكيلة منتخب أو فريق .. وأن يكون التقييم والتقدير قائما على حجم العطاء وليس على معيار آخر لا يمت لكرة القدم بصلة .
نعم، هناك من الأوضاع والأحداث والأمور ما يدفعك للغضب والحديث بعصبية كبيرة، ولكن الوضع الآن اختلف وعليك النظر دائما إلى موقعك الحالى الذى يمثل كل الفرق والأندية واللاعبين بلا استثناء، وعليك أن تكون مقنعا للجميع بالحجة والبرهان وليس بالحدة والصراخ .. وكلها مطالب ليست صعبة المنال، وتتطلب فقط التركيز وتقديم العون والدعم اللازم لحسام وإبراهيم حسن، وعدم تصيد وتتبع الخطأ وتضخيمه، كما ينوى البعض الفعل فى الفترة المقبلة، لمجرد إثبات خطأ قرار اللجوء لمدرب محلي، أو خطأ اللجوء للتوأم على وجه التحديد.
من بين الأحداث والتوابع التى جرت فى كأس الأمم الأفريقية، برز المدرب المحلى فى أكثر من مدرسة ومناسبة، ولمسنا حجم الإنجاز الذى تحقق، ومدى حرص مدارس واتحادات على تجديد الثقة فى المدرب الوطنى رغم عدم تحقيق المستهدف فى الكان، ومنها الاتحاد المغربى الذى جدد الثقة فى وليد الركراكى رغم الخروج المبكر من بطولة الأمم.
الدفاع عن التجربة، وتوفير الدعم والمساندة والمقومات اللازمة لها، أمر فى غاية الأهمية والخطورة، حتى يمكننا الحكم عليها جيدًا فى نهاية الأمر، وحتى نتمتع جميعًا بالحق فى الحساب والتقييم والمحاكمة، بعيدًا عن منصات الصراخ والتهويل والكلمات الرنانة، والتى غالبا ما تخرج عن بعض المنتفعين ومجيدى الصيد فى الماء العكر.