من أعظم إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى انه توقع ما يحدث الآن فى المنطقة.. وما يحاك لمصر قبل أكثر من عشر سنوات.. وأدرك بيقين ان هذا الوطن مستهدف من قوى الشر ويراد تركيعه وإسقاطه والمساس بأمنه وأرضه وحاضره ومستقبله بل ووجوده.. ومع هذا الإيمان واليقين واستشراف المستقبل بما يخطط لمصر بعد فشل سيناريو الشيطان فى يناير 2011 لم يقف الرئيس السيسى مكتوف الأيدي.. لكنه قرر برؤية وإرادة صلبة ان يخوض معركة بناء القوة والقدرة الشاملة والفائقة الرادعة لأى محاولات للمساس بأمن مصر القومى وخطوطها الحمراء.. ليست القوة العسكرية فحسب ولكن القوة والقدرة بمفهومها الشامل القدرة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية النافذة والمحلقة فى آفاق أكثر رحابة فى المحيطين الإقليمى والدولى واستعادة قوة وزخم العلاقات المصرية فى مناطق أهملتها الدولة المصرية خلال العقود الماضية رغم كونها مناطق إستراتيجية تمثل امتدادات وجودية للأمن القومى المصرى فى ظل محاولات تركيع مصر ومساومتها وابتزازها بمواردها الوجودية مثل المياه ومحاولات حصار مصر والعبث فى حصتها من مياه النيل التى تمثل عصب وجودها.. وبنى علاقات ترتكز على التوازن والحكمة والمصالح المشتركة مع القوى الكبرى دون انحياز واستقطاب ولكن برفع شعار «المصالح المصرية أينما كانت».. فمصر لديها علاقات إستراتيجية مع القوى الكبرى سواء الولايات المتحدة أو الصين أو روسيا أو الهند أو الاتحاد الأوروبى دون السماح لأى من كان التدخل فى الشئون المصرية أو إملاء قرارات أو توجهات تخالف السيادة والكرامة والقرار الوطنى المصرى المستقل فى إطار الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وهى معادلة عبقرية تنبع من قوة الدولة المصرية.. وكونها تقف على أرض صلبة لديها ما تقدمه للعالم وتفتح آفاقها لتبادل المنافع والمصالح والخبرات.
الحقيقة ان السنوات الماضية وما يحدث فيها من اضطرابات جيو سياسية وعلى كافة الاتجاهات الإستراتيجية للدولة المصرية من حرائق وصراعات وتوترات وعدوان وحروب فيما يشبه طوق النار.. أكد للجميع بما لا يدع مجالاً للشك ان الدولة المصرية تواجه مؤامرة ومخطط شيطانى لتحقيق أهداف خبيثة لصالح قوى الشر وهو ما يجب ان يعيه الشعب المصرى بشكل قوى فى الوقت الراهن ليزداد تماسكاً واصطفافاً ووعياً فى مواجهة «الطوفان» الذى يحاول ابتزاز وتركيع الدولة المصرية بصنوف مختلفة من المؤامرات والمخططات والحصار ومحاولات العبث فى مواردنا الوجودية التى تمثل جوهر أمننا القومى بمفهومه الشامل.
طوق النار الذى يحاصر مصر من كل اتجاه والحرائق المشتعلة على الحدود تكشف بوضوح وجلاء ان الأمر جد خطير وان من كانوا يشككون فى المؤامرة على مصر لم يعد لديهم الآن منطق أو قدرة على الانكار فما يحدث الآن على رقعة الشطرنج الذى تؤدى فيه مصر بمهارة واحترافية وذكاء وعبقرية نابع من قوة وقدرة القيادة والدولة ومؤسساتها يفسر الحد الأعلى من مضمون المؤامرة ولعل استباقية الدولة المصرية قبل عشر سنوات فى الإعداد والتجهيز والتحضير لاجهاض المؤامرة وإحباط المخطط يشير إلى عبقرية القيادة المصرية.. لذلك أقول ان من كانوا يتعجبون أو يسخرون أو يهاجمون من تطوير وتحديث الجيش المصرى وتزويده بأحدث منظومات القتال وتحويله إلى جيش وطنى قوى وقادر وعصرى يمتلك كافة القدرات والمقومات والقدرة على مجابهة كافة التحديات والتهديدات من كافة الاتجاهات الإستراتيجية وردع محاولات المساس.. كانوا يعلمون ان ما تقوم به القيادة المصرية هو الخير لمصر وهو الحصن وصمام الأمان.. لذلك لا يخفى على أحد.. ان التنظيم الإرهابى المسمى بالإخوان.. مدفوع ومحرك ومأجور من قبل قوى الشر والآن يرفع الجميع والمصريون الشرفاء القبعة ويوجهون التحية إلى رؤية القائد العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تمكين مصر من أعلى درجات القوة والقدرة والجاهزية لمجابهة أى تهديدات.. فمصر ليست من دعاة الحرب وتدعو إلى السلام.. لكنها وفى ذات الوقت لا تسمح بأى تهديد لأمنها القومى أو مقدراتها الوجودية وسوف تقطع دابر أى تهديد مهما كان وأياً من كان «واللى عاوز يجرب يجرب».
ما يحدث حول مصر وفى امتدادات أمنها القومى ليس أمراً عاديا أو عابراً أو من محض الصدفة ولكنها أمور ومخططات تدار بشيطانية ضد مصر بغية ابتزازها ومحاولات تركيعها ومساومتها على ثوابتها وكلها أمور لا تصلح.. ورغم ذلك فإن مصر امتلكت القدرة الفائقة على تحويل ألاعيب الشيطان إلى مكاسب لصالحها.. وتدير هذه التهديدات بحكمة وذكاء.. وسوف تستطيع عبور هذه التهديدات وهذا الحصار بفضل حكمة وعبقرية القيادة وأيضا قوة الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية.
تحضرنى كلمات للرئيس السيسى نستطيع من خلالها ان نفسر ما يحدث الآن على رفعة المشهد فى المنطقة وكون مصر هى الهدف والجائزة الكبري.. فبطبيعة الحال لن ترضى قوى الشر عن قوة وتقدم وصعود مصر.. وإحباط الدولة المصرية الدائم لمخططات قوى الشر فى محاولة تقسيم المنطقة وإعادة صياغتها على حساب الأمن القومى المصرى وقدسية الأرض المصرية.. واضعاف الدولة أو حتى إسقاطها.. فقوى الشر لن تتورع فى ذلك إلا ان قوة وثبات وحنكة الدولة المصرية اجهضت كل المحاولات ومازالت.. لذلك تعجبنى التحركات المصرية وعبقريتها فى امتدادات الأمن القومى المصري.. والأكثر عبقرية انها تتم وفقا للشرعية والقانون والمواثيق الدولية والأممية.. فمصر هى أكثر الدول التزاماً بالحفاظ على الأمن والسلم الإقليمى والدولي.
يقول الرئيس السيسى «لكل المصريين اللى بيسمعونى لازم تعرفوا ان اللى بيتعمل ده محاولة لتحطيمكم.. محاولة لتمزيقكم.. علشان طول ما أنتم كتلة واحدة هيصعب على أى حد انه هو يهز أو يهزم البلد دي.. اتعملت إجراءات ضد السياحة وانتوا صامدين.. اتعملت إجراءات اقتصادية ضدكم وأنتم صامدين.. اتعملت إجراءات إرهابية ضخمة وأنتوا صامدين.. حتى وصلوا إلى إزاى نفكك نسيج المجتمع.. إزاى نخليكم مش كتلة واحدة.. احنا لازم نخلى بالنا علشان مصر ومستقبل مصر.. احنا عارفين ان فى تضحية كبيرة واحنا أعلناها أننا نواجه.. نجحنا فى سيناء.. فاتحركوا (قوى الشر) فى حتة تانية ولما تنجح فى الحتة التانية هيتحركوا فى حتة تالتة.. لازم تكونوا عارفين المواجهة كده».
الرئيس السيسى قال قبل كده «كلما سعت مصر للتقدم حاولوا كسر قدميها».
المصريون لازم يعرفوا الآن إننا فى لحظة فارقة وحرب وجود.. لذلك على الجميع ان يُعلى مصلحة الوطن.. الموضوع كبير والحرب على مصر شرسة وحانت لحظة المواجهة ولم يعد هناك غموض.. الأمور واضحة.. مصر هى الهدف.. وهى الجائزة الكبرى لكنها عصية.. قوية.. متينة.. عبقرية تؤدى وتتحرك ولا أروع ولا أعظم.. هذا هو الرئيس السيسى فخر الوطن الذى أنقذ مصر وحماها وبنى جدار القوة والقدرة والردع ليكون صمام الأمان.. لذلك لا تقلقوا على مصر اطمئنوا.. لكن المهم وحدتنا ووعينا واصطفافنا.. محدش هيقدر علينا.