بلا شك على وعاظ الازهر دور مجتمعى مهم نحو القضايا المختلفة المحورية التى تمس المواطن وتصب فى سلامة المجتمع وبناء الوطن، لأن بناء الأوطان يحتاج إلى مواطن سليم العقل يحمل افكاراً حكيمة بناءة تسير بالمجتمع إلى بر الأمان.
وعاظ الأزهر منتشرون حاليا فى الأسواق والمتنزهات العامة والمستشفيات ومواقف السرفيس والاتوبيسات والمتاجر الكبيرة من أجل بث القيم الاخلاقية فى نفوس المواطن وتحذيره من المشكلات المجتمعية الناتجة عن الأفكار الدخيلة على مجتمعنا المصرى ومنها ثقافة التدخين والادمان والتلوث السمعى وقصات الشعر الغريبة عن قيم المجتمع المصرى الأصيل، وغير ذلك.
قديماً، كنا نذهب إلى المساجد لنستمع إلى خطبة الجمعة كل أسبوع ودروس العلماء فى بعض الندوات فحسب ربما فى فترات متباعدة، أما الآن أصبح الأمر مختلفاً، فوعاظ الأزهر يذهبون إلى الأماكن العامة يلتقون بالناس يشاركونهم همومهم الاسرية والمجتمعية ليحاوروهم ويضعوا لهم الحلول الوافية الشافية التى تناسب كل فئة عمرية وثقافية وتعليمية ويخاطبون كل شريحة بما يناسبها من حيث الأسلوب الذى يتلاءم مع حالهم من اجل تنمية الوعى الدينى لدى الناس وتبسيط المفاهيم الإيمانية بعيداً عن الفكر المتطرف.
لا غرابة عندما تجد قافلة دعوية من مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف من منطقتى القاهرة ودمياط شأنهم شأن كل مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية داخل مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر بالقاهرة وسط كثافة عالية من المرضى ينشرون بينهم الوعى بالمفاهيم الصحية المتعلقة بالقضايا الاسرية والمجتمعية التى تلامس واقع الناس ليتمكنوا من اتخاذ القرارات الحياتية المناسبة لتحقيق الاستقرار الاسرى بينهم جميعا.
تضمنت جولات التأمين الصحى موضوعات مهمة تتعلق بالصبر والابتلاءات والشكر على نعم الله تعالى والرضا بقضاء الله وقدره وحث الاطباء وفرق التمريض والمسعفين والعاملين على كيفية التعامل مع المرضى بالحلم والآناة لنيل الثواب الجزيل من الله تعالى وحث أهل المرضى على الحفاظ على المنشآت الصحية وأن الحفاظ عليها واجب قومى لأنها مال عام وملك للشعب.
لا غرابة أن تشاهد أصحاب العمائم الأزهرية يجلسون فى الاسواق العامة وسط التجار يتحاورون معهم عن مشاكل السوق التى تتكرر كل يوم منها على سبيل المثال الاحتكار والغش وارتفاع الاسعار دون مبرر وكذلك الشعور بالمواطن وكيفية التعامل معه بالاخلاق الحميدة بعيداً عن التدنى بالأقوال والأفعال جبراً لخاطرهم والتخفيف عنهم.
من الجوالات المهمة للوعاظ داخل مواقف النقل الجماعى وهم يجلسون مع سائقى السرفيس والنقل الجماعى وحافلات النقل العام يتجاذبون معهم الحديث الهادئ عن آداب الطريق وتجنب حوادث الطرق بسبب السرعة التى تتجاوز قانون المرور والنهى عن التدخين داخل السيارات ليكونوا قدوة للركاب مع عدم رفع سعر الاجرة بدون مبرر ومدى حرمتها الشرعية وكيفية التعامل مع الركاب باسلوب راق بعيدا عن المشاحنات والمشاجرات التى تتنافى مع قيم المجتمع الراقية.
الداعية له دور مجتمعى مهم اصيل لانه يقوم بدور توعوى يمنع الكارثة قبل وقوعها، إذن سلامة المجتمع تهم الجميع وعلى كل مواطن أن يقوم بدوره المرسوم له كل فى مكانه كما ينبغى من أجل بناء وطن قوى يسع الجميع اسمه «مصر» يملأه الحب والأمن والأمان.