تتبارى الحناجر وتتسابق فى المطالبة والدفع نحو الحرب وتتنافس المتاجرات والشعارات لإشعالها هؤلاء لا يعرفون معنى وتداعيات وكوارث الحروب والجزء الثانى من هؤلاء يعرفون ويعلمون جيداً لكنهم محرضون ويدفعون من أجل التوريط والاستدراج بتعليمات من تجار الحروب وارباب المؤامرات والمخططات، الحرب هى اخطر قرار تقدم عليه أى دولة وهو أمر ليس بالهين أو اليسير بل له تكلفته الباهظة، وحساباته المعقدة وتداعياته الخطيرة، وتأثيراته السلبية على أمن واستقرار الدول واقتصادها ومواردها، ومعدلات التنمية فيها، والاخطر حياة شعوبها حاضرها ومستقبلها بل ووجودها.
العسكريون هم الأكثر دراية وإدراكاً لخطورة قرار الحرب حتى الجيوش شديدة القوة والقدرة قرار الحرب بالنسبة لها ليس أمراً عبثياً أو نزهة، أو فسحة لان ا لحروب الحديثة وما بها من اسلحة متطورة وفتاكة لا تعرف النصر المطلق بدون خسائر أو الهزيمة المطلقة بدون إلحاق الضرر بالطرف أو الاطراف الأخري.
كثر الحدث فى الاشهر الأخيرة عن احتمال نشوب حرب شاملة بالمنطقة أو الشرق الأوسط وظهر الكثير من المتنطعين أو المتاجرين أو المغرضين أو الجهلاء يطالبون ويحرضون على الحرب وكأنهم لا يعلمون أمرين غاية فى الأهمية وهما اضرار وكوارث وتداعيات الدخول فى حرب أو انه من الممكن ان تكسب وتنتصر وتفوز بدون ان تطلق رصاصة، لتحقق أكثر ما تحققه من الحرب ولكن بدون تكلفة أو خسائر.
ومنذ اندلاع العدوان الفاشى والبربرى الإسرائيلي، على قطاع غزة وما يرتكبه جيش الاحتلال من حرب ابادة، واصرار نتنياهو ومن معه من حكومة المتطرفين على استمرار العدوان والتصعيد وفتح جبهات جديدة بدت فى الافق بوادر الحرب الشاملة لذالك تعالوا نفترض مثلاً وجدلاً وفى علم الاحتمالات ان الحرب قامت واندلعت ودخلت المنطقة فى أتون النيران وتكسير العظام بلا رحمة أو حدود ما هو شكل المنطقة والخسائر بالمفهوم الشامل فى الارواح والاقتصاد وحالة شعوب المنطقة واعداد القتلى واللاجئين وما هى الاطراف الفاعلة فى الصراع أو الحرب وما هو مستقبل هذه الدول وشعوبها وما هى الآلام والكوارث الإضافية التى ستزيد على فاتورة الاستنزاف فى المنطقة منذ يناير 2011.
نفترض ان العدوان الإسرائيلى تسبب فى توسع نطاق الحرب إلى ان تكون شاملة لنشهد هجوماً إيرانياً على إسرائيل ثم حزب الله بضربات مكثفة للعمق الإسرائيلى خارج قواعد الاشتباك المتفق عليها ودخول جبهات فى العراق وسوريا واليمن الحرب مع اليمن وبطبيعة الحال ستكون حماس وفصائل المقاومة جزءًا من الهجوم المتزامن على إسرآئيل.
بطبيعة الحال أيضاً سيكون هناك رد فعل إسرائيلى على هذا الهجوم لكن الأخطر ان القوات الأمريكية فى المنطقة والتى باتت هى الأكثر منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة ووصلت لأكثر من 30 ألف مقاتل أمريكى ثم حاملات الطائرات المتقدمة والصواريخ العابرة والمدمرات والطائرات الشبحية والقنابل المدمرة والصواريخ الذكية والغواصات وانظمة الدفاع الجوى لصد الصواريخ والمسيرات الايرانية والحلفاء مع طهران وبطبيعة الحال الدول الغربية لن تقف مكتوفة الايدى سيكون هناك تدخل بريطانى وفرنسى والمانى وغيرهم لصالح الدفاع عن إسرائيل هنا ستكون كما يقولون المطحنة، أو الكارثة، التى يحدثنا عنها دعاة الحرب، لكن ما هى النتائج والتداعيات.
أولاً: مزيد من المعاناة والأزمات والمشاكل فى دول المنطقة، خاصة العربية ومزيد من الدول التى تسقط وتتحول إلى الفوضى والخراب والدمار والمعاناة والازمات.
ثانياً: ارتفاع اعداد القتلى والضحايا والمصابين إلى عشرات الآلاف فى ظل هذه الاسلحة الفتاكة وأيضاً ارتفاع اعداد اللاجئين والفارين من ويلات الحرب إلى المناطق أو الدول الآمنة، وهى فاتورة اقتصادية وأمنية جديدة تتحملها هذه الدول.
ثالثاً: دخول دول المنطقة فى ازمات اقتصادية عنيفة وصادمة بسبب تأثيرات الحرب على الاقتصاد والتجارة العالمية نحن نتحدث عن صراع دامٍ فى البحرين الأحمر والمتوسط وارتفاع غير مسبوق فى الأسعار ومعدلات التضخم وانتشار الجوع والمعاناة لدى شعوب المنطقة وتصاعد الصعوبات المعيشية هناك لا اتحدث عن الدول الاطراف فى الحرب لكن الدول التى سوف تتأثر بتداعيات الحرب فى وقف التجارة العالمية وتوقف تصدير النفط والغاز أو وقف التصدير عموماً فى ظل هذه الحرب الشاملة وهو ما يزيد من أوجاع المنطقة والعالم على الصعيد الاقتصادى وتلك فاتورة باهظة تتحملها الدول التى لم تشارك فى الحرب بشكل مباشر ولكن هناك فواتير أخرى تتحملها الدول أطراف الحرب من ارتفاع اعداد القتلى والضحايا والمصابين والمشردين واللاجئين واستغلال جماعات الإرهاب لحالة الفوضى والغياب الأمنى لان تعيث فى الأرض فساداً وقتلاً وانتشاراً وتتفاقم الاوضاع فى المنطقة بما يفوق حالتها فى ثورات الربيع العربى المشئوم ولن تسلم أى دولة فى المنطقة من التداعيات الكارثية للحرب الشاملة المفترضة.
رابعاً: من أخطر تداعيات الحرب الشاملة التى يتمناها ويطالب بها البعض ويبشر لها هى انقطاع وعزلة العالم بمعنى ان هناك احتياجات لدول وشعوب المنطقة من السلع الاساسية والاستراتيجية فى ظل انعدام الأمن فى المنطقة والممرات البحرية أو مضاعفة اسعارها بالإضافة إلى ارتفاع اسعار الطاقة فى العالم إلى ارقام غير مسبوقة وتأثر الدول الأوروبية التى تعتمد على النفط والغاز من الشرق الأوسط بعد الحرب الروسية – الأوكرانية أيضاً عودة الفوضى بشكل أخطر، ثم تضاعف المعاناة والازمات الاقتصادية وانتشار الجماعات وارتفاع ارقام اللاجئين وسقوط المزيد من الدول وتراجع معدلات التنمية وانتشار الازمات والصعوبات المعيشية للشعوب بسبب تفاقم الازمة الاقتصادية وتوجيه الدول فى المنطقة اقتصادها إلى اقتصاد الحرب سواء المشاركة أو المتأثرة لان الأخيرة فى حالة تأهب والسعى بكافة الموارد لتوفير احتياجات شعوبها وتعويض مواطنيها بقدر ما من الازمات اذن فإن الحياة فى ظل الحرب الشاملة ستكون فى منتهى القسوة لان النار فى بيئتك أو بالقرب منها وارتفاع فواتير وميزانيات الحرب بالنسبة للدول المشاركة أو اطراف هذه الحرب سداد عشرات المليارات من الدولارات كتكلفة الانفاق على الاسلحة والذخائر أو اعداد القتلى والمصابين أو المعاناة المعيشية والاقتصادية وتراجع وتوقف وتيرة التنمية والتقدم.
تلك هى الحرب وتداعياتها وكوارثها لمن يطلبها أو يحرض أو يبشر لها هى كارثة والبديل هو السلام والأمن والاستقرار الذى يصب فى خانة البناء والتعمير والتنمية وهو ما تدعو اليه مصر عن قوة وقدرة وثقة تلك هى فواتير الحرب الباهظة مزيد من الخراب والدمار والقتل والدماء والخسائر الاقتصادية والانهيار الاقتصادى والمعاناة والفوضى واللاجئين فهل هناك من هم على استعداد لتحملها؟!.