ورد فى كتب تاريخ الطبرى والبداية والنهاية لابن كثير وتاريخ الخلفاء للسيوطي.. : دخل ابن السماك على الرشيد يوماً فبينما هو عنده إذ استسقى ماء، فأتى بقلة من ماء فلما أهوى بالماء إلى فيه ليشربه قال له ابن السماك: على رسلك يا أمير المؤمنين أسألك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو منعت هذه الشربة فبكم كنت تشتريها؟ قال: بنصف ملكي، قال: اشرب، هنأك الله، فلما شربها، قال له: أسالك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو منعت خروجها من بدنك فبماذا كنت تشتريها، قال: بجميع ملكي، قال ابن السماك: إن ملكاً قيمته شربة ماء وبولة لجدير ألا ينافس فيه! فبكى هارون.
ولابن السماك الكثير من المواعظ منها: (همة العاقل فى النجاة والهرب، وهمة الأحمق فى اللهو والطرب، عجباً لعين تَلَذُّ بالرُّقاد، وملك الموت معها على الوِساد، حتى متى يُبلِّغُنا الوعَّاظ أعلام الآخرة؟ حتى كأن النفوس عليها واقفة، والعيون ناظرة، أفلا منتبه من نومته، أو مستيقظ من غفلته، ومفيق من سكرته، وخائف من صرعته؟ كَدْحاً للدنيا كَدْحاً، أما تجعل للآخرة منك حظاً؟ أُقسِمُ بالله، لو رأيْتَ القيامة تخفق بأهوالها، والنار مشرفة على آلِهَا، وقد وُضِعَ الكتاب، وجيء بالنبيين والشهداء، لسرك أن يكون لك فى ذلك الجمع منزلةٌ، أبعد الدنيا دار مُعْتَمَلٍ، أم إلى غير الآخرة مُنْتَقَلٌ؟ هيهات، ولكن صُمَّتِ الآذان عن المواعظ، وذَهَلَتِ القلوب عن المنافع، فلا الواعظ ينتفع، ولا السامع ينتفع).
وله.. هب الدنيا فى يديك، ومثلها ضم إليك، وهب المشرق والمغرب يجيء إليك، فإذا جاءك الموت، فماذا فى يديك ؟! ألا من امتطى الصبر، قوى على العبادة، ومن أجمع الناس، استغنى عن الناس، ومن أهمته نفسه لم يول مرمتها غيره، ومن أحب الخير وفق له، ومن كره الشر، جنبه ، ألا متأهب فيما يوصف أمامه، ألا مستعد ليوم فقره، ألا مبادر فناء أجله. ما ينتظر من ابيضت شعرته بعد سوادها، وتكرش وجهه بعد انبساطه، وتقوس ظهره بعد انتصابه، وكل بصره، وضعف ركنه، وقل نومه، وبلى منه شيء بعد شيء فى حياته، فرحم الله امرأ عقل الأمر، وأحسن النظر، واغتنم أيامه.
>>>
قضاء الله تعالى يجرى كله على وفق حكمة تامة، علمها من علمها وجهلها من جهلها..وما يحدث فى غزة تصديق لذلك.
ونحن نؤمن بما فسره العلماء وقالوا به «لا يظن الذين كفروا بربهم ونابذوا دينه وحاربوا رسوله أن تركنا إياهم فى هذه الدنيا وعدم استئصالنا لهم وإملاءنا لهم، خير لأنفسهم ومحبة منا لهم، كلا ليس الأمر كما زعموا، وإنما ذلك لشر يريده الله بهم، وزيادة عذاب وعقوبة إلى عذابهم، ولهذا قال: إنما نملى لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين.
والله تعالى يملى للظالم، حتى يزداد طغيانه ويترادف كفرانه، حتى إذا أخذه أخذه أخذ عزيز مقتدر، فليحذر الظالمون من الإمهال، ولا يظنوا أن يفوتوا الكبير المتعال.
اللهم نصرة المسلمين المستضعفين فى غزة وبشرى تثلج القلوب.
>>>
طراطيش كلام
>> ثورة الذكاء الاصطناعى وان كانت مفيدة للبشرية حاليا فقد تكون غدا سبب تدميره.
>> صدق من قال الابنة سر أبيها وروحه وريحانة منزله وسنده عند كبره.