التعليم هو أساس نهضة الشعوب وكل دول العالم التى أحدثت نهضة اقتصادية فى الأصل كان التعليم هو البداية والأمثلة كثيرة وأشهرها فى العصر الحديث هو ما فعله مهاتير محمد فى ماليزيا عندما بدأ برياض الأطفال وزرع العلم والأخلاق وقد جنى بعد 20 سنة ثمار ما قام به من نهضة بلاده …
وهناك تجربة فنلندا التى قررات تغير سياسة التعليم من خلال تقليل المواد الدراسية وإلغاء الامتحانات حتى المرحلة الاعدادية حتى لا تصيب الطلاب بالخوف من التعليم وأيضا تقليل ساعات الدراسة والواجبات المنزلية مما حبب الطلاب فى المنظومة التعليمية هناك حتى ان فنلندا أصبحت أولى دول العالم فى التعليم.
ومع استعداد الطلاب للعام الدراسى الجديد يعود الكلام عن وضع التعليم فى مصر وضرورة الاهتمام به ووضعه على رأس جدول اهتمام الدولة لأن التعليم هو مفتاح التقدم والنهضة.
مصر بحاجة الى وضع استراتيجية جديدة بعيدة المدى للتعليم بجميع مراحله نحن بحاجة أن يتعلم جميع أبناء الوطن حتى نقضى على الجهل ولكن أيضا نحن بحاجة الى عمال مهرة لديهم فرص عمل أكثر من آلاف المهندسين بلا عمل وهذا مثال ينطبق على جميع المهن يجب وضع خطة واضحة لما يحتاجه فعلا سوق العمل المصرى حتى نخدم قضيه التنمية والتقدم.
الوضع فى مصر يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل.. ولا شك أن الدولة تبذل جهدا كبيرا فى هذا المجال من خلال تطوير المناهج وتقليل المواد وتطوير المدارس وزيادة أعدادها حتى تتناسب مع الزيارة السكانية ولكن الدولة تحتاج أيضاً لمساهمة جميع مقومات المجتمع المدنى لرفع مستوى التعليم.
ما المانع ان يركز نواب الشعب والأحزاب فى المساهمة فى تطوير التعليم خاصة فى الأقاليم لماذا لا تساهم الأحزاب بدور مجتمعى لمساعدة الطلاب والمدارس على العمل بشكل أفضل من خلال توفير قاعات مجانية للطلاب للحصول على شرح اكثر للمنهج وتوفير مدرسين اكفاء للعمل فى هذا المشروع ليعقد دورات مجانية للطلاب كذلك عمل ورش عمل بالاحزاب لتطوير المواهب لدى الشباب حتى نخلق مبدعين يخدمون الوطن ويساهمون فى بناء نهضته.
نعم الأحزاب لها دور سياسى ولكن هذا الدور يقوم فى الأساس على ماتقدمه هذه الأحزاب للشارع الانتخابى من خدمات على أرض الواقع فمساهمة النواب والأحزاب فى النهوض بالتعليم بالتأكيد سوف يكون له أثر كبير.
فعندما يتكفل أولياء الأمور بمصاريف ضخمة على المراكز الخارجية التى تنتشر بسبب مافيا الدروس الخصوصية ولا تستطيع الدولة القضاء عليها وتنتصر هذه المافيا على الدولة فى كل سنة لا شك أن تعاون الاحزاب مع الدولة فى القضاء على هذه المشكلة أمر فعال للغاية كما ان توفير بدائل مجانية أو باشتراك رمزى وتحت إشراف وزارة التربية والتعليم لاشك افضل من عشوائيات الدروس الخصوصية.
تصحيح مسار التعليم مهم جدا لنهضة هذا البلد يجب علينا جميعا المساعدة بأى شكل لرفع مستوى ثقافة وعلم أبنائنا الطلاب لخير مستقبل مصرنا الحبيبة.