من المؤكد أن ذلك التعنت والصلف والتشدد من جانب «نتنياهو» والتلكؤ والمماطلة والتسويف لا يعدو أن يكون سوى جزء من السياسة الإسرائيلية التى لا تعرف الحلول الوسطى والالتقاء فى منتصف الطريق من خلال عملية التفاوض ..أن «نتنياهو يتخذ من المفاوضات مجرد وسيلة لاستهلاك الوقت وليس لتسوية الصراع وإيقاف الحرب وذلك بالإتفاق مع «بايدن» وأن ما يحدث هو مجرد توزيع للأدوار والدليل على ذلك أن «نتنياهو» وضع رؤيته لمرحلة ما بعد الحرب.. وتقوم رؤيته لمرحلة ما بعد الحرب فى غزة على السيطرة الكاملة لإسرائيل على الأمن لأجل غير مسمى ولن يكون للفلسطينيين أية صلة بالنواحى الأمنية من قريب أو بعيد .. كما سيتولى الفلسطينيون الذين ليس لهم صلة بالجماعات المعادية لإسرائيل إدارة القطاع بالرغم من أن الولايات المتحدة الحليف الرئيسى لإسرائيل ترغب فى أن تتولى السلطة الفلسطينية الحكم فى الضفة الغربية.. بيد أن تلك الوثيقة المقتضبة التى طرحها «نتنياهو» على حكومته لم يرد فيها أى ذكر للسلطة الفلسطينية إذ إنه قد استبعد فى السابق أن يكون لتلك المنظمة المدعومة دولياً أية دور فى مرحلة ما بعد الحرب.. ووفقاً لتصور «نتنياهو» لما يجب أن تكون عليه الأوضاع بعد توقف الحرب هو أن تصبح غزة منزوعة السلاح على أن تتولى إسرائيل مسئولية إزالة كافة القدرات العسكرية التى تتجاوز ضرورات الحفاظ على النظام العام لمنع أية محاولات للتهريب تحت الأرض وفوق الأرض.. أن هذه الرؤية كما يدعى هى مجرد دعوة للترويج للبرامج المتعلقة بإزالة التطرف فى كافة المؤسسات الدينية والتعليمية ومؤسسات الرعاية الاجتماعية .. كما سيتم بموجب تلك «الخطة» إحتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على المنطقة الواقعة غرب الأردن بأكملها من البر والبحر والجو وهو ما عرض «نتنياهو» للعديد من الضغوط الداخلية والخارجية ونشر تلك المقترحات المتعلقة «بغزة» منذ بدء العملية العسكرية.. إلا أنه كان حريصاً على استعادة سمعته المنهارة كزعيم يمكنه الحفاظ على أمن إسرائيل ورغبته فى جذب المزيد من المتشددين اليمينيين فى حكومنه الإئتلافية .. بينما صرح المتحدث باسم السلطة الفلسطينية بأن خطة «نتنياهو» محكوم عليها بالفشل فى الوقت الذى صرح فيه «نبيل أبو ردينه» قائلاً إذا كان العالم مهتماً حقاٌ بتحقيق الأمن والإستقرار فى المنطقة عليه أولاً إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.. وقد سبق وأن أعلن «نتنياهو» عن رفضه لأى إعتراف أحادى من جانب الدول الغربية بالدولة الفلسطينية على الرغم من تصريح وزير الخارجية الأمريكى «أنطونى بلينكن» بأن الولايات المتحدة تعارض إعادة الاحتلال لقطاع غزة من جانب إسرائيل ومحاولة تقليص حجم القطاع.. كما يريد «نتنياهو» وفقاً لرؤيته لمرحلة ما بعد الحرب إغلاق وكالة «الأونروا» كجزء من خطته واستبدالها بمنظمات دولية أخرى لم يحددها بعد .. ناهيك عن إصراره على المضى قدماً فى الحرب حتى يتمكن من القضاء على «حماس» وجماعة «الجهاد الإسلامي» وإعادة كافة الرهائن الإسرائيليين مما يدل على أن المفاوضات ما هى إلا مجرد وسيلة لإستهلاك المزيد من الوقت دون التوصل إلى أية حلول وأن الهدف الأساسى نهو القضية الفلسطينية الهدف المتأصل فى العقلية الإسرائيلية منذ آلاف السنين.
شكرا د جميل (ناصية الكلمة) على التأكيد على التلاعب الصهيوني الغربي بالقضية الفلسطينية و بمصير الشعب الفلسطيني، دون مشاهدة ردة فعل مناسبة من الساسة العرب، واقع مهين للأمة العربية و الاسلامية و للمفهوم الحالي للأنسانية.